تابعت باهتمام ما نشر في بعض صحفنا المحلية ومنها جريدة (الرياض) بتاريخ 1428/11/11ه من تحذير دارة الملك عبدالعزيز حول انتشار الوثائق المزورة، وهذا مما يحمد للدارة لتنبيهها لهذا الأمر المهم الذي له صلة بتاريخ بلادنا. والحقيقة أنني كنت سأكتب عن هذا الموضوع وأنوه عنه ليس لخطورته فحسب؛ بل لأنني وقفت على أشياء مزورة كثيرة، وما أود أن أشير إليه إضافة إلى ما كتبته الدارة أن الوثائق المزورة من هذه الأوراق المتعلقة بتاريخ بلادنا تقتصر على دولة مجاورة واحدة فقط، ويتلخص ذلك التزوير الذي وقفت عليه فيما يلي: أ - ثلاث مخطوطات تتحدث عن رحلات الملك عبدالعزيز- رحمه الله-. 1- لفافة (رول) مخطوط بعنوان: (رحلة الملك عبدالعزيز من مكةالمكرمة إلى الرياض). 2- لفافة(رول) بعنوان: (رحلة للملك من جدة إلى المدينة) بتاريخ 1345/4/21ه. 3- مخطوط بعنوان: (هذه رحلة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من جدة إلى المدينة/إعداد إبراهيم بن معمر النجدي. ب - مخطوط بعنوان: (تاريخ وقائع نجد) وهو سجل يضم عدداً من الأوراق يدون فيها بعض وثائق الدولة السعودية الأولى والثانية منقولة من كتاب د. عبدالرحيم/ من وثائق شبه الجزيرة العربية في عصر محمد علي، الدوحة: دار المتنبي للنشر والتوزيع، 1402ه/1982م. ج - مخطوط بعنوان: (القول السديد في إمارة آل رشيد) لسليمان الدخيل مهداة للشيخ يوسف ياسين؟! . ومما يكشف أنها نسخة مزورة دون النظر إلى الحبر والورق وغيره أن هذه النسخة المزورة منقولة بالحرف الواحد عن النسخة التي نشرها الشيخ حمد الجاسر- رحمه الله- عن دار اليمامة سنة 1386ه فلو كانت منقولة عن الأصل الخطي لكانت تضمنت تلك الزيادات التي حذفها الجاسر وأشار إلى ذلك في مقدمة نشره لتلك النسخة، وهذا ما يؤكد أن المزور لم يطلع على النسخة الخطية لهذا الكتاب. انظر: القول السديد في إمارة آل رشيد، ط1، الرياض: دار اليمامة، 1386ه/ 1966م. د - أن الوثائق المزورة ليست بالعربية فقط بل هناك وثائق باللغة الإنجليزية يزعم أنها معاهدات بين بعض الدول الأجنبية والعربية. وهذا غيض من فيض مما اطلعت عليه من الرسائل والوثائق المزورة التي تعد بالعشرات، أثناء زيارتي لتلك الدولة المجاورة. وأقترح على الجهات المعنية مخاطبة وزارة الخارجية بتفعيل دور الملحقة الثقافية في متابعة أولئك العابثين عن طريق الجهات الأمنية في تلك الدولة. كما أنني أود لفت نظر المسئولين إلى أنني اطلعت على وثائق كثيرة مزورة ورقاً وحبراً مرسلة من الملك عبدالعزيز إلى بعض قادة جيشه إلا أن معلوماتها دقيقة ومنقولة عن وثائق محلية موجودة داخل المملكة فكيف وصلت إلى تلك الدولة؟! وإنني أشد على يد الإخوان في دارة الملك عبدالعزيز، في التحذير من الوقوع في أحابيل المزورين، وأن يكونوا على درجة من الوعي والتريث قبل الإقبال على شراء مثل هذه الوثائق أو تداولها.