سنّ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز سنة حسنة وقدوة للباحثين والباحثات والمواطنين كافة حين بادر سموه حفظه الله بإهداء عدد من المخطوطات والوثائق التاريخية النادرة لدارة الملك عبدالعزيز وإيداعها في خزانتها العلمية في دعوة عملية لأصحاب تلك المصادر التاريخية للتعاون مع الدارة في المحافظة على هذه الثروة العلمية الوطنية بصفتها من مآثر المملكة العربية السعودية وتاريخها العريق ولكونها وعاء معلومات مهماً يساعد حركة البحث العلمي على الدرس والاستقراء في الجوانب العلمية وفي جانب تاريخ العلوم والفنون المختلفة في الجزيرة العربية ، وهي بالمقابل خطوة من سمو رئيس مجلس إدارة الدارة للتعبير عن أن دارة الملك عبدالعزيز هي الحافظة الأمين للمصادر التاريخية بمختلف أشكالها وأن هذه المؤسسة العلمية التي يصادف شهر شعبان الحالي مرور أربعين عاماً على تأسيسها كأول مؤسسة سعودية أنشئت للاهتمام بالتاريخ الوطني ومصادره، على أتم الاستعداد لنقل المحافظة على مصادر التاريخ المختلفة من الهم الفردي الخاص إلى العمل المؤسسي المنظم وتحمل تكاليف الجهد والوقت والمال لهذا الدور العلمي الوطني الخالص. يعلق نائب أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي على هذا الجانب من شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بقوله : " سموه حفظه الله متابع دقيق لكل أعمال الدارة ومشارك بالدور الأكبر في نشاطاتها العلمية وهو أيضاً يضرب القدوة المثلى في التعامل مع الدارة بحكم تخصصها ومن ذلك إيداعه لعدد من الوثائق التاريخية والمخطوطات في دارة الملك عبدالعزيز في إشارة من سموه حفظه الله إلى أن الدارة المؤسسة المؤهلة والمخولة لحفظ تلك المصادر التاريخية كما أن سموه بذلك أيضاً يضع الدارة أمام مسؤوليتها العلمية والوطنية في هذا الشأن " . سموه يطلع على المخطوطات النادرة وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز قدم لدارة الملك عبدالعزيز في بداية توليه رئاسة مجلس إدارة الدارة مخطوطة نادرة لكتاب (المقنع في الفقه ) لموفق الدين أبي محمد عبدالله بن محمد بن قدامة نسخها بخط يده الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمه الله عام 1220ه / 1805م وطبعتها الدارة ضمن إصداراتها التي تجاوز الثلاثمائة إصدار حتى الآن ، وجاء المخطوط الذي أهداه سموه لدارة الملك عبدالعزيز بخط جميل وموشى بالزخارف الفنية الرائعة في دلالة على اهتمام الدولة منذ الدولة السعودية الأولى بالعلوم الشرعية ونشر مبادئها العظيمة بالمخطوط والتعليم ومنها دروس العلم التي تقام في قصر الإمام سعود في الدرعية وكان الإمام سعود حريصاً على إقامتها وحضورها رغم مشاغل وأعباء الإمامة والحكم. كما أهدى سمو أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز الدارة وثيقة تاريخية أصلية ونادرة جداً هي رسالة من الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود إلى سليمان باشا تحمل ختمه رحمه الله نسخت في يوم 14/11/1225ه ، حيث يقول د. الجهيمي عن ذلك العطاء المتواصل لسموه وحرص سموه على بناء نموذج يقتدى به : " إيمان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز بأهمية الدارة لأن تكون ملتقى للجميع ومرجعا أساسيا في الأجندة العلمية للباحثين والباحثات من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها ، وعشقه للتاريخ حتى أصبح أمير المؤرخين ومناصرهم الأول جعل منه حفظه الله مسؤولاً عن بناء مؤسسة علمية تهتم بهذا التاريخ بجوانبه المتنوعة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية،". الأمير سلمان في افتتاح معرض تراث المملكة ويضيف د. الجهيمي قائلا: كان تأثير إيداع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز لمصادر تاريخية نادرة وثمينة في خزانة الدارة كبيراً على الأوساط العلمية والاجتماعية حيث توالت من كثير من المواطنين من جميع مناطق المملكة العربية السعودية رغبات إيداع لمخطوطات ووثائق وأوراق قديمة لدى الدارة اقتداءً بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي قدم مجموعة أخرى من وثائق تاريخية خاصة، ولم يضن بها على الدارة في إشارة منه حفظه الله إلى أن المصادر التاريخية ملك خاص في أوراقها وملك عام في مادتها العلمية " كما أن سموه يسعى إلى توجيه ما يهديه باحثون ومؤرخون ومهتمون بالتاريخ من المواطنين ومن خارج المملكة العربية السعودية من منسوخات لمخطوطات ووثائق تاريخية إلى دارة الملك عبدالعزيز إيماناً من سموه إلى أن الدارة هي المكان الأمين لحفظ المصادر التاريخية والمؤسسة المؤهلة بكوادرها البشرية وخبرتها وأجهزتها المتقدمة للتعامل مع تلك النفائس التراثية والتاريخية التي تعد من المآثر الفكرية التي لا يمكن التساهل في العناية بها أو التأخر في ذلك ، وتحتفظ دارة الملك عبدالعزيز بمجموعة من الوثائق والمخطوطات كان سموه حفظه الله قدمها للدارة منها : - مصحف محلي كامل مكتوب بخط النسخ وعليه تاريخ النسخ سنة 1220ه وهو بخط أسود وأحمر من أول سورة الأعراف حتى قصة قوم لوط عليه السلام مجدول ومذهب ومزخرف بزخارف بديعة وألون زاهية . - مخطوط طريق الهجرتين وباب السعادتين. الصفحة الداخلية من المخطوط المقنع لابن قيم الجوزية وعلى المخطوطة تملك "عبدالعزيز بن محمد بن جاسر"، وعليها إهداء للأمير سلمان بن عبدالعزيز. - نسخة من مخطوطة كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي وعليها إهداء للأمير سلمان بن عبدالعزيز من عبدالله المنصور . - مخطوط مختصر الشيخ خليل ، لخليل بن إسحاق الجندي ( ت 776ه ) وهو من أشهر مختصرات الفقه المالكي. - رسالة من الشيخ سليمان بن سحمان إلى محمد بن عبدالرحمن الفاخري ، وغيرها من المصادر والمآثر التاريخية النفيسة التي وجه سموه حفظه الله بإيداعها في دارة الملك عبدالعزيز . واختتم د. الجهيمي حديثه بقوله: يقوم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز باستقبال الراغبين إيداع ممتلكاتهم من المخطوطات والوثائق التاريخية وتقديم الشكر لهم على تعاونهم في إيصال رسالة الدارة الوطنية والعلمية والمساهمة معها في حفظ تلك الكنوز العلمية والمعلوماتية.. مشيرا إلى أن جميع هذه المصادر التاريخية تم فهرستها وتصنيفها وإدراجها ضمن محفوظات الدارة بعد التعقيم والترميم والتصوير والتجليد. مخطوط لابن قدامة د. ناصر بن محمد الجهيمي