كالمعتاد خرج (أحمد) من منزله للذهاب إلى العمل،وهو في الطريق شد انتباهه شاب يقود سيارته وهو يقرأ أحد الصحف،فسارع بالتقاط صورة له،وقبل أن يصل إلى عمله وجد حادثا مروريا عرقل السير واستفسر عن سبب الحادث فوجد أن السرعة الجنونية كانت السبب،والتقط صورة للحادث كذلك،وعندما وصل إلى مقر عمله لاحظ أن شخصا مستهترا أوقف سيارته في مكان مخالف، وكالعادة لم يتوان أحمد عن التقاط صورة لها ليضيفها إلى مجموعة الصور التي جمعها بكاميرا الجوال،وعندما عاد إلى منزله انكب على جهاز الكمبيوتر وهو ينتقي الكلمات ويصفها ويسترجع كل ما شد انتباهه ذلك الصباح،ونسق الصور ليدعم بها موضوعه، ليقدم تقريرا عن الحوادث والمخالفات المرورية بأبهى حلة،ولينشرها في أحد المواقع على شبكة الإنترنت،وبالتالي تفاعل معه جميع قراء الموضوع واستطاع أن يوصل لهم الرسالة التي كان لها أثار ايجابية عليهم. (أحمد) ومثله كثيرون يمكنك القول بأنهم أدوات رقابية على كل ما يدور بالمجتمع من أحداث،أو صحفيين يتواجدون بمكان الحادث في كل وقت وبكل زمان ولكنهم لا ينتمون إلى أي مؤسسة صحفية أو إعلامية. إن المتتبع لمواقع الإنترنت يجد مواضيع عديدة وشيقة ومثيرة تتحدث في شتى المجالات بحياتنا اليومية،فمن الناس من يترصد للمطاعم التي لا تعتني بنظافة المأكولات والمشروبات التي تقدمها لزبائنها،ومنهم من يفرد صفحات لتقرير مصور عن أحد المشاكل التي تؤرق المواطنين بينما لا تجدها على صفحات الجرائد،وهناك العديد من المواضيع التي يتم طرحها على الانترنت وتلامس هم الكثير من أفراد المجتمع،ولعل أحد الأسباب التي دعت الكثيرين من تقديم تقارير تتناول قضايا وظواهر خطيرة وحساسة وتحقق أعلى الأرقام من المشاهدين والمشاركين هو عدم وجود المقص الرقابي كما في وسائل الإعلام الأخرى. التطور التكنولوجي والإعلامي المطرد خلق في نفوس الكثيرين حس الصحفي الذي يوصف عادة بالعامية (الملقوف)،فمع انتشار جوالات الكاميرا والتي تتميز بالتقاط صور ذات دقة عالية،وبانتشار المنتديات على الشبكة العنكبوتية التي يبث فيها المشاركون همومهم ويتفاعلون معها للتأثير على الأفراد والجماعات وحتى الرأي العام،وتعدد الوسائل الإعلامية المطبوعة والمرئية والمسموعة التي تنقل لنا أدق التفاصيل في مختلف الأحداث من حول العالم،جميعها خلقت لدى المتلقين على اختلاف مستوياتهم التعليمية أو جنسياتهم أعمارهم ومكانهم الجغرافي (الحس الصحفي) أو (عين الإعلامي)،الذي يرى كل شيء لا يعجبه أو يضر بالآخرين بعين الناقد الغيور على مجتمعه،كما هو الحال مع (أحمد).