صدر كتاب «لحيان بين العلا ومكة» من إعداد الأستاذ مساعد بن منشط الغريفي اللحياني ويقع الكتاب في 367 صفحة قسم إلى سبعة فصول بالإضافة إلى الملاحق وذكر أ د. عبد الرحمن الطيب الانصاري في تصديره للكتاب عندما نتحدث عن قبيلة لحيان فإننا نتحدث عن حضارة عريقة خلدها التاريخ لكن لم ينصفها ولم يعطها حقها من البحث والدراسة والتنقيب، فغالب ما وصلنا عن هذه الشعب الذي أسس مملكة في وادي القرى «العلا» هو من المستشرقين أمثال جوسين وسافيناك، واستمر اجترارنا لمعلومات هذه النصوص حتى بدأ النشاط الأثري في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، واصبح لدينا معلومات جمة عن مملكة لحيان مكنت كثيراً من الباحثين والدارسين من الخوض في تفاصيل نشأة هذه المملكة وظهورها وتكوينها من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. وكم أنا في شغف كبير للبحث عن مزيد من المعلومات عن هذه المملكة التي خلفت وراءها ثروة كبيرة من النقوش والكتابات النفيسة التي كلما قرأناها تكشف لنا الكثير ولا شك أن جمعها في كتاب شامل سوف يسهل الرجوع إليها عند الحاجة خاصة الدارسين والباحثين من هواة الحضارة والآثار. وذكر الأستاذ مساعد اللحياني في مقدمة الكتاب أن التاريخ سجل الشعوب، يحفظ أنسابهم وعاداتهم وتقاليدهم ودياناتهم وآثارهم، حتى يسهل الرجوع إليها والاستفادة منها فخبرات الأمم السابقة هي مرتكزات التقدم وأساس الحضارة. ولولا الجهود التي قام بها الرحالة والمكتشفون وكتاب التاريخ لما وصلت إلينا أخبار هؤلاء، ولقد حز في نفسي تناثر ما كتب عن قبيلة لحيان في الكتب قديمها وحديثها، عربيها وأعجميها فعزمت بعد التوكل على الله خريف عام 1414ه ، أن أجمع هذا المتناثر وأنظمه ليسهل الرجوع والاطلاع عليه في أي وقت وليبقى شاهداً على حضارة أولئك العرب الذين أناروا طريق الإنسانية بالدين والعلم والأخلاق. وقبيلة لحيان ليست قبيلة عادية، بل كان لها شأن عظيم في العصر القديم لعظم مملكتها التي ظهرت بمنطقة العلا وسيطرتها على الطرق التجارية المتجهة إلى شمال الجزيرة العربية. وسوف يكشف هذا الكتاب الكثير عن تلك الفترة وما تلاها من فترات ناصعة في سبيل المساهمة في نشر الدين الإسلامي وحمل لوائه في مختلف الأقطار، ويعرض للعلاقة بين لحيان الماضي وتلك الحضارة التي شيدتها في شمال غرب الجزيرة العربية، وبين لحيان الحاضر الذين يعيشون داخل مدينة مكةالمكرمة وفي أطرافها، وما هي المحددات التي تؤكد تلك العلاقة أو تنفيها. ولقد حوى هذا الكتاب الفصول الآتية: 1. لحيان في العصر القديم. 2. لحيان في العصر الجاهلي. 3. لحيان في العصر الإسلامي. 4. الإعلام من بني لحيان. 5. الحياة العامة عند لحيان في العصرين الجاهلي والإسلامي. 6. لحيان في العصر السعودي الزاهر. 7. المعالم التاريخية والأثرية في الديار اللحيانية وغيرها.