انتهت ندوة تنمية أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي التحديات والتطوير «والتي عقدت في الأسبوع الماضي بكلية التربية جامعة الملك سعود وحضرها عدد كبير من المهتمين بالمجال التعليمي من مختلف مناطق المملكة بعدد من التوصيات التي تناولت إعداد عضو هيئة التدريس وأساليب تقويم أدائه وبين الارتقاء بمكانته وكان لبعض من الحاضرات والمشاركات بعض المرئيات والتعليقات لا سيما حول التوصيات فدعونا نستعرض بعض تلك الآراء من خلال هذا الاستطلاع بداية تحدثت وكيلة كلية التربية للبنات بجامعة الملك سعود الدكتورة لطيفة السميري قائلة: «أرى أن التوصيات بلا شك مؤشرات لتفعيل نتائج الدراسات والبحوث وهي من عوامل ربط الدراسات بالواقع الميداني لتحسينه وتطويره واعتقد انها لا تزال مجرد توصيات مقترحة في طور التنقيح والإضافة والحذف وآمل أن تظهر بالصورة المنشودة حتى تحقق أهداف الندوة...». كما ترى الدكتورة السميري بأن التوصيات المقدمة كبيرة العدد وتحتاج إلى بلورة وإعادة صياغة وإضافة آليات تنفيذ لها... نفتقد التجديد والابتكار أما الأستاذة آسيا مسعد العتيبي من جامعة أم القرى ومديرة وحدة الدراسات ونادي الخريجات بجمعية أم القرى الخيرية بالعاصمة المقدسة وطالبة ماجستير إدارة وتخطيط تربوي فقد عبرت عن سعادتها بحضور اللقاء العلمي الذي رأته متميزاً في أوراق العمل والبحوث المطروحة وذكرت ان حضورها كان ضروريا لارتباط الندوة ببحث الماجستير الذي تعده في الوقت الحالي عن الحوار التربوي في التعليم الجامعي في ضوء ثقافة إعادة الهندسة. هذا وأشادت الأستاذة العتيبي بالمداخلات البناءة وحلقات النقاش التي شارك بها نخبة من أصحاب الفكر والرأي وأضافت قائلة: «لقد قدم اللقاء جملة من الاستنتاجات حول واقع أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي منها» ان مصادر النمو العلمي التي يشترك في فعالياتها أعضاء هيئة التدريس في التعليم العالي لا يتحقق من ورائها نفع ملموس لأدائه مع افتقار عضو هيئة التدريس بجلاء إلى التجديد والابتكار وفي اسلوب الأداء وقد يعزى ذلك كما دلت بعض الدراسات إلى معوقات منها تنوع مهام ازدحام مهام العمل الرسمية في التدريس واللجان وعدم اكتمال المرافق العامة المساندة النمو العقلي والمهني مع وجود ضعف في مهارات الاتصال ومهارات استخدام التكنولوجيا الحديثة في العلم والتعليم... حقيقة إن كان ذلك بنسبة وصلت إلى درجة عالية من الأهمية يعني اننا أمام ما يمكن أن نسميه أمية الثقافة المهنية والتقنية للسلوك العملي لعضو هيئة التدريس في التعليم العالي ولا يعفي عضو هيئة التدريس أي الأعذار من أن يهتم بتنمية ذاته المهنية في هرمها الثلاثي «القدرة التدريسية، وروح البحث العلمي، ومجال خدمة المجتمع» مع ضرورة تفعيل نطام تقويمه لتحقيق تنميته الشخصية والمؤسسية «الكلية» والجامعة التي يعمل بها.. وهذه هي جملة من توصيات هذه الندوة من أجل إيجاد تعليم عال راق، من خلال الامتياز في الأداء». وتابعت «وقد طرحت إحدى الدراسات الحاجة إلى تدريب أعضاء هيئة التدريس بمؤسسات التعليم العالي كأمر واقع ولكن يجب تفعيله من خلال الالتحاق بوحدات التطوير التعليمي الملحقة بمؤسسات التعليم العالي، للحاجة الملحة حسبما تؤكد إحدى توصيات الندوة على تزود عضو هيئة التدريس بالمعرفة العلمية حسب مجال تخصصه وإلى ضرورة تمتعه بالثقافة المهنية في اسلوب أدائه وفي كيفية تعامله الشخصي مع طلابه وطريقة إدارته لمادته الدراسية في الصف كما أرى لأن النجاح في إدارة الأستاذ لمادته الدراسية دليل على نجاحه في إدارة الصف.. كما ناقشت الندوة أهمية تصميم البرامج التدريبية التي من شأنها تغيير وتعديل اتجاهات أعضاء هيئة التدريس بكليات إعداد المعلم ليرتفع أداؤه المهني والتعليمي في رأيي الخاص، وقد تكون من البرامج عممت ولكن الداء دوماً في تفعيل ذلك وأنا اعتبر ذلك محاضرة مثالية لواقع مترد كما إنني اعتبر أن من أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة هو سلم الرواتب في المملكة مع نظيراتها في بعض الدول المجاورة والتي تبين ان الفرق شاسع فطالبة الدراسة ضرورة الاهتمام بهذا الجانب كذلك الاهتمام بالحوافز المادية والترقي لمناصب إدارية أو الترشيح للمؤتمرات لمن يكون تقويمه الأدائي في كل ما يقوم به من مهام بدرجة عالية.. أما التوصية التي تمنيت تطبيقها فهي الحد من أعداد الطلاب المقبولين في التخصصات التي ليس لها طلب في سوق العمل كي لا يظهر في الجيل القادم مشكلات البطالة من ضرورة التوسع في الكليات التقنية وزيادة الموارد البشرية فيها كما دعت توصية هامة إلى اعتماد الحقيبة الوثائقية ضمن موضوعات تعيين عضو هيئة التدريس بالإضافة إلى ضرورة ان يؤخذ في الاعتبار تقييم المستوى التدريسي لعضو هيئة التدريس عند ترقيته وليس فقط الاعتماد على البحوث العلمية ولقد سررت كثيراً من توصية تحويل بعض مقررات الجامعة إلى مقررات إليكترونية باستخدام تقنية المعلومات من قبل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بشكل أفضل من خلال إنشاء تقنية المعلومات من قبل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس بشكل أفضل من خلال إنشاء مركز لتعميم المناهج الإلكترونية هذا مع التوصية بربط الجامعة بشبكة الانترنت وتهيئة مكانتها إلكترونيا لكي يتم التواصل وتبادل المعلومات بسهولة...». ثم أنهت حديثها ل «الرياض» مؤكدة على أهمية كل ما جاء في التوصيات لا سيما وانها جاءت باتفاق مشترك من قبل الباحثين والحضور المشاركين... وقالت: «مبروك لكلية التربية وجامعة الملك سعود نجاحاتها في إدارة ونتائج هذه الندوة إضافة إلى اختبار الوقت المناسب قبل التظاهرة العلمية الكبيرة أيضاً التي ستقام في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة خلال الفترة من 19 - 21 من شهر ذي الحجة القادم لمناقشة تفعيل آراء صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في مجال التعليم العالي التي تضمنتها الوثيقة المعروضة في لقاء قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربي وسيكون ذلك خلال مؤتمر لورش العمل الخاصة بتفعيل آراء سموه من أجل تعليم عال معاصر يواجه التحديات التي تجعل منه تعليماً ناهضاً بمخرجاته لرقي البلاد والعباد». كما تحدثت الأستاذة الدكتورة خيرية السقاف حول رأي البعض لهذه التوصيات على انها نظرية «لا ليست نظرية أبداً لا سيما وهي نتيجة بحوث مطروحة قيمة فكيف نقول عن توصيات علمية انها نظرية هل معنى هذا أن هذه البحوث والدراسات القيمة أيضاً نظرية..؟». وتتابع «هي فقط تحتاج إلى إضافات وصياغات جديدة حتى تكون قابلة للتطبيق وأرى أن عضو هيئة التدريس من خلال البحوث المطروحة لا يستطيع التطبيق بسبب كثرة الأعباء المناطة به لذا اضطرت مجموعة كبيرة من المشاركين والمشاركات إلى تقديم بحوث سريعة بهدف الترقية.....». وختمت حديثها بالتأكيد على أهمية إعطاء عضو هيئة التدريس حقه في المكانة العلمية والعملية والنظر في كفاءاته وخبراته المعتبرة عالمياً متحدثة عن المقارنات الجوهرية بين عضو هيئة التدريس في المملكة وبين الجامعات العربية الأخرى التي تنظر في مستويات الأساتذة من حيث الدرجة دون النظر إلى الخبرات المتراكبة وأثنت أخيراً على الجهود المبذولة في الندوة. هل يكون التطبيق عملياً؟ وترى الدكتورة إقبال درندري - علم نفس - ان الندوة من الأنشطة الهامة جداً والتي يحتاجها القطاع التعليمي وأضافت قائلة: «التوصيات عملية جداً واطروحات المشاركين والمشاركات يعتبر لبنة أساسية للطريق الصحيح لتطوير عضو هيئة التدريس وهناك بعض أوراق العمل المميزة جداً من حيث التخطيط السليم بحيث يتحول هذا التخطيط ضمن رؤى عملية تتناسب مع احتياجات التعليم..». ثم استطردت متسائلة «المشكلة الأساسية والسؤال الأهم.. هل من الممكن تطبيق هذه المقترحات فعلاً؟؟؟ نحن بحاجتها.. ولكنني متفائلة لأن ما لا يدرك جله لا يترك كله..» لا إبداع دون إمكانات كما علقت الأستاذة أسماء الحميضي - محاضرة في قسم الثقافة الإسلامية - قائلة: «أرى أن أكثر ما قدم نظري أكثر من كونه واقعياً ولقد ركزوا في الندوة على توعية الأستاذ الجامعي وإعداده بالرغم أن هذا يعتبر من مهام المسؤولين واعتقد أن الإمكانات يجب أن تأتي أولاً فهناك من أعضاء هيئة التدريس من يملكون الخبرة والإبداع في مجال الوسائل التعليمية الحديثة ولكن لا يملكون تطبيقها بسبب عدم وجود الإمكانات داخل الجامعة.. وأرى أن وجود هذه الإمكانات سوف يرغم الجميع على التطوير وتحسين الأداء حتى من غير المبدعين..». وتقول الأستاذة الدكتورة آمال من جامعة الملك عبدالعزيز كلية الآداب قسم علم اجتماع: «في الواقع فتحت الندوة آفاقاً كثيرة لهموم ومشاكل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية فهناك أطروحات جميلة شدت انتباهي مثل الأبحاث الكمية التي حللت إحصائيا وأسفرت عن زيادة معدلات النمو الكمي لعدد الطلبة والطالبات وقلة زيادة عدد أعضاء هيئة التدريس مما يسبب عدم التوازن والتوافق بين معدلات النمو لأعداد الطلبة وانخفاض عدد أعضاء هيئة التدريس ورسمت خططاً مستقبلية رائعة على المدى القصير والطويل، كذلك اللجنة التنظيمية كانت رائعة وجميع المحاورات التي طرحت مثل التقويم والتبادل الثقافي المعرفي ونقص الإبداع في الانتاجية وضعف الرواتب.. وغيرها كل تلك المواضيع أثارت العقول النيرة والنفوس الخيّرة كي توضع الحلول والتوصيات لكل تلك المشاكل ولكن هناك تساؤل يطرح نفسه.. هل ستنفذ تلك التوصيات أم لا..؟ اتمنى أن تكون لدينا مستقبلاً العديد من هذه الندوات البناءة لما فيها من الفوائد العلمية للجميع..». وأثنت الأستاذة الدكتورة نضال الأحمد على الندوة معتبرة ما جاء فيها من أولويات اهتمامات أعضاء هيئة التدريس لا سيما محتوى الحقيبة الوثائقية «البورتفوليو» كما ترى الدكتورة أمل الهجرسي - قسم التربية ورياض الأطفال بجامعة الملك سعود ان الندوة لمست موضوعاً من أهم الموضوعات التي تشغل ذهن الأستاذ الجامعي لمعرفة كيفية تحسين أدائه الجامعي وتطوير كفاءته العلمية والتدريسية والبحثية ومشاركته الفعالة في خدمة المجتمع وتنميته..» وأكدت على أهمية تخفيف العبء عن كاهل الأستاذ الجامعي وتوفير التقنيات الحديثة مثل الحاسوب والانترنت والمناهج الإلكترونية وغيرها.. المحسوبيات الشخصية مرض اجتماعي الأستاذة هدى السويلم «محاضرة» والأستاذة جود آل محمد من المتابعات لفعاليات الندوة لليوم الأول والثاني اتفقتا على مشكلة المحسوبيات التي تقع خلفها معضلة هضم الحقوق أمام المبدعين والمبدعات من أعضاء هيئة التدريس وذكرت الأستاذة السويلم ان وضع العراقيل أمام من هو مخلص متفان في عمله ودعم من لا يستحق الدعم من مآسي الواسطات في مجتمعنا واعتبرته مرضاً خطيراً يطيح بالجهود المخلصة وقالت: «ندعو الله أن يخلصنا منها لما لها من تأثير سلبي على المجتمع ككل ولما تخلقه من إحباطات نفسية كبيرة لكل ذي جهد وإبداع..» على هامش الندوة ٭ تميزت لجنة التسجيل المكونة من (فهدة الحسينان معيدة قسم علم النفس، ابتسام العبدالله معيدة قسم المناهج، اسماء القحيز معيدة قسم المناهج، إلهام السعدون معيدة قسم المناهج، منال الشبل طالبة دراسات عليا، زينب درويش قسم علم النفس، فاطمة البشر معيدة قسم المناهج ومجموعة من طالبات قسم علم النفس) تميزت هذه المجموعة بسرعة التنسيق والإنجاز وتقديم الشهادات للمشاركات والملفات الوثائقية بمنتهى الدقة والتنظيم. ٭ حظيت الندوة بالمداخلات والتعليقات البناءة ٭ أشاد عدد كبير من الحاضرات بورقة عمل الدكتور عبدالله البريدي من الكلية التقنية - بريدة - والتي تحدث فيها عن مشكلة ضعف الانتاج الإبداعي للأستاذ الجامعي العربي في محيط تخصصه، بواعث المشكلة وتجلياتها.