حمل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس بشدة على رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داغان متهما إياه بإشاعة الافتراءات والأكاذيب عنه فيما يتعلق بانتماء عباس للطائفة البهائية ، وقال في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية الأردني هاني الملقي أمس في عمان إن :«هذه التهمة مسيئة جدا» وقال بلهجة حادة إن :«هذه التهمة مسيئة لي وأنا مسلم سني» . واعتبر عباس تصريحات شارون الأخيرة المتعلقة بالحدود والمستعمرات والقدس واللاجئين بأنها «مجحفة بمفاوضات المرحلة النهائية» ووصف وعد رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية لشارون بعدم عودة اللاجئين وعدم الانسحاب لحدود 1967 بأنه «وعد بلفور جديد» . وقال ان «جولته التي شملت عددا من الدول العربية شكلت بداية طيبة للعلاقات مع الدول العربية خصوصا مع سوريا ولبنان وبالذات فيما يتعلق بالتمثيل الفلسطيني في هاتين الدولتين وعملية السلام وكيفية ادارتها على كل المسارات». وقال ان :«زيارته للكويت شكلت ايضا بداية لعلاقة جديدة بعد 14 عاما من القطيعة التي انتهت بحمد الله» مشيرا الى ان «الاخوة في الكويت يدرسون جديا اعادة فتح السفارة الفلسطينية» . ولفت إلى أن «جولة جديدة من الحوار ستبدأ في القاهرة قريبا جدا بين السلطة والفصائل الفلسطينية الأخرى وسيتناول الحوار سبل ترتيب البيت الفلسطيني في اتجاه واحد لا تناقض فيه ولا احتراب». ونفى عباس «وجود مفاوضات مع مروان البرغوثي:» لتوليه منصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية مقابل سحب ترشحه للانتخابات الرئاسية. وجدد موقفه الداعي لعدم عسكرة الانتفاضة ودعا الى «التهدئة وترتيب البيت الفلسطيني للاستعداد للمفاوضات المقبلة» . ولفت وزير خارجية الأردن الدكتور هاني الملقي إلى أنه «لا مانع من اعادة السفيرين الأردني والمصري الى (إسرائيل) إذا كان هذا الأمر يخدم المصلحة الفلسطينية ويسهم ايجابا في المسيرة السلمية» . ونبه إلى أن «الأردن سينفذ قريبا برنامجا تدريبيا لموظفي وكوادر السلطة الفلسطينية بهدف إعادة تأهيلهم في مجال بناء المؤسسات الفلسطينية» . وشدد الملقي الذي سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك غداً الأربعاء ان أي تفاوض كان «لن يجري على قضية اللاجئين والقدس بل على اليات وسبل تطبيق حل عادل في هذا الإطار» مشيرا الى ان «الرئيس الامريكي لم يقل ما يخالف ما ورد في رسالة التطمينات إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني العام الماضي» . وأعلن أن «الجانبين الأردني والفلسطيني موافقان على المقترح البريطاني الداعي لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط شريطة أن تشارك فيه فلسطين والأطراف الدولية كما يجب ان لا تكون هذه الاجتماعات بديلا عن المسار الشمولي الذي يحقق السلام الشامل والعادل في المنطقة مرحبا بأي مبادرة تؤدي الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية». ونفى أن يكون الأردن قام بعملية تبادل أراض مع (إسرائيل) بشكل سري وقال ان «الاردن انهى ترسيم حدوده مع (إسرائيل) وفق معاهدة السلام الموقعة بين الطرفين في عام 1994 والتي تشكل الضمان الاساسي مع (إسرائيل) وان الأردن لن يفرط ولن يبادل اراضيه مع احد. وأشار إلى أن الأردن سيلعب دورا كبيرا في المرحلة المقبلة على المسار السياسي خاصة بعد الانتخابات الفلسطينية الامر الذي يحتاج الى تقييم كيفية مساعدة المفاوض العربي لاستعادة حقوقه. وألمح الملقي إلى إمكانية استضافة مباحثات اسرائيلية سورية في عمان لتحريك جميع المسارات العربية وقال انه اذا «طلب من الأردن ان يفعل أي شيء في مصلحة العرب سيقوم به دون تردد».