رحل ملفي العريمة (أبو شرعان) فلكي الصحراء المشهور وآخر البدو الرحل في القصيم عن عمر ناهز التسعين عاما قضاها وحيدا في الصحراء، وكان أبو شرعان قد اشتهر بحساب الفلك ومعرفة النجوم والأنواء وحساب الفصول بحكم وجوده الدائم في البراري، ونعاه الفلكي المعروف د. خالد الزعاق في تغريدة على منصة إكس قائلا: توفي شيخي ملفي العريمة الحربي أبو شرعان وهو ممن تلقيت منه معرفة النجوم ترددت عليه كثيرا في طفولتي وصباي في عمق الصحراء وتعلمت منه الأدب الجم وتقديم المعلومة، كان إنسانا تقيا كريم السجايا والخلق، هو آخر من سكن وعاش في الصحراء، إذ يعده الزعاق أول معلم له، ومن جانبه يتذكره أبو شرعان عندما التقاه لأول مرة وسط نفود الثويرات إبان حرب الخليج وهو في طريقه للقاء عالم الفلك المعروف في الكويت العجيري. وقد اكتسب أبو شرعان الذي لا يقرأ ولا يكتب علم الفلك من خلال تتبع النجوم وربطها بالمواسم والفصول وبالاعتماد أساسا على قصيدة شاعر الفلك المعروف راشد الخلاوي. أبو شرعان بالإضافة إلى معرفته بمواقع الصحراء والأشجار والمراعي وأمراض وعلاج المواشي، توفي -رحمه الله- بعد معاناة مع المرض وهو يحمل لغز قصة وفاء نادرة ومعها اسم عشيقته التي حرم منها منذ ستين عاما في شبابه، ولأنه قد عاهدها أكمل حياته وحيدا مع ماشيته دون زواج ولا أسرة. ولأبي شرعان ذكريات وقصص والعديد من المعلومات التاريخية ومنها أربع سنوات متتابعة حفرت في ذاكرة جيله بدأت من سنة سميت سنة (الضمية) عام 1370 هجري التي انقطعت فيها الأمطار وجفت الأرض ونضبت الآبار وهلكت المواشي، تلتها سنة كسوف الشمس عام 1371 ثم سنة (الردة) عام 1372 عندما هطلت الأمطار بغزارة وعم الربيع وعادت الحياة لأبناء الصحراء، وأخيرا الذكرى المؤلمة عام 1373 بوفاة الملك عبدالعزيز غفر الله له. له أيضا قصص مع التيه وسباع الصحراء إحداها وهو صغيرا عندما، تاهت إبله في يوم عاصف ومطير ثم حل عليه المساء دون العثور عليها فاضطر إلى أن يبيت داخل تجويف صحراوي، وعند استيقاظه وجد نفسه وقد قام بدفنه بالرمال الناعمة أحد الذئاب.