"وش قال الزعاق".. تلك العبارة حقيقة مكتوبة في أحد أركان جناح القصيم في الجنادرية، وواقع منطوق من قبل العديد من الزوار للمقر، الذين يقصدون ركن الفلكي الدكتور خالد الزعاق ويخصونه بالاسم دون غيره، ليطلعوا على العديد من المقتنيات الفلكية، ويستمعوا لبدايات علم الفلك وتاريخ تطوره، ويكتشفوا كيف كان الزعاق متجنبا للفلك وعلومه بسبب المطر والرعد، حتى اختلف مع والدته، وبدل اسم زوجته وسمى أبناءه بأسماء الأجرام السماوية. من خلال جناح منطقة القصيم بالجنادرية يروي الزعاق قصة الفلك قديماً وحديثاً، كما يحكي قصة تعلقه بالفلك عبر معرض متخصص يستعرض من خلاله أنواع الأجهزة وبعض المقتنيات الفلكية والقطع التاريخية وبعض المقتنيات الفلكية للمشاهير. ويسرد الزعاق للزوار قصة تعلقه بالفلك بتناقضاتها، وكيف كان في صغره متجنبا المظاهر الفلكية والمناخية، بسبب خوفه من المطر والبرق والرعد، حتى حدث التحول النوعي الكبير في حياته بعد أن وقع في يده أحد التقاويم القديمة للفلكي الكويتي صالح العجيري، وهو طفل في الحادية عشرة من عمره، ليصبح من مشاهير الفلكيين وراصدي المناخ في الخليج العربي. وتجاوز ذلك الأمر إلى أن وقفت والدته في وجهه، ورفضت أن يستمر شغفه بالفلك وعلومه، وأن ينسحب تأثره على أبنائه وعائلته، وذلك بعد أن تزوج من سيدة باسم "بدور" ولها ارتباط بالفلك، وسمى ابنته الأولى "فلك" والثانية "أورانس" وسمى ابنه الأكبر "شهاب". ومن خلال جناح "وش قال الزعاق" الذي خصص له قسم كامل في جناح منطقة القصيم بالجنادرية يستعرض الزعاق أهم القطع القديمة والحديثة التي استخدمها العرب الأوائل في الفلك ومعرفة النجوم ورصدها وتسميتها، وكذلك أهم ما توصل إليه العلم الحديث من أجهزة دقيقة للرصد والمتابعة. ويعرض الزعاق أحد أجهزة تحديد المواقع القديمة والتي حصل عليها من إيران، وتسمى آلة السدس وبعض الأجهزة القديمة كالاستطرلاب.. الجهاز الذي صنعه العرب. ويشير الزعاق إلى أن ثورة الفلك كانت بأيدي العرب، واستفاد من هذه الثورة العلماء الغربيون وبنوا عليها حضارتهم الفلكية والعلم الحديث، ولا تزال بعض الأجهزة والنجوم تحمل الأسماء العربية.