يمكن القول إن الإعلام العالمي بشكل عام والإعلام الأميركي بشكل خاص يمران بمرحلة نشاط غير مسبوقة، سببها القرارات المتسارعة للرئيس الأميركي ترمب، الذي استهل فترته الرئاسية الثانية وكأنه كان يعمل مع فريقه منذ فترة طويلة على مفاجأة العالم بأفكار وقرارات يصنفها بعض المحللين أنها من نمط التفكير خارج الصندوق، يمكن اعتبار الفترة الزمنية القصيرة لبداية الرئيس ترمب فترة قياسية غير مسبوقة من حيث عدد القرارات والتصريحات واللقاءات الصحفية وحتى اللقاءات الرسمية، فترة قصيرة حركت المياه الراكدة وجعلت الوسائل الإعلامية المختلفة في حالة يقظة، ونشاط لا يتوقف، أخبار وآراء، وحوارات، وبرامج جادة وبرامج كوميدية في مختلف أنحاء العالم وبلغات مختلفة، سواء اختلفنا مع فكر ترمب أو العكس لكن العالم الإعلامي يطرح للنقاش أفكار ترمب وقراراته وتصريحاته وتهديداته وحلوله السلمية التي وعد بها، وربما تعمد ترمب طرح أفكار غريبة بهدف إشعال الأضواء الإعلامية وقياس ردود الأفعال. على الصعيد الداخلي يتفاعل الشعب الأميركي مع مفاجآت الرئيس بين مؤيد ومعارض، وهذا أمر طبيعي وقد تتأثر الآراء بالانتماء الحزبي، وقد تتحرر من هذا الانتماء في قضايا معينه مثل قضية التعليم، وترشيد الإنفاق الحكومي، ووصل الأمر إلى تساؤل السياسيين والإعلاميين حول الصلاحيات التي أتاحت اتخاذ بعض القرارات. بشكل عام، نشط الإعلام الكوميدي في التفاعل مع الفترة الرئاسية الثانية للرئيس ترمب وهي برامج يمكن تصنيفها في خانة الترفيه، ولا أدري مدى تأثيرها في تقييم الأداء وفي التأثير على الحملات الانتخابية، كما نشطت وسائل التواصل الاجتماعي ووجدت فرصة لممارسة الجدية والفكاهة والتوقعات، وأحيانا الشائعات. الأكيد أن الإعلام بوسائله المختلفة يؤثر في تقييم أداء الرؤساء، كما يؤثر في تشكيل الرأي العام في أميركا وفي غيرها من الدول، كما تؤثر آراء المشاهير أيضا في اتجاه التصويت. في الجانب الآخر يستخدم المرشحون للانتخابات وسائل الإعلام وخاصة الوسائل الجديدة في طرح أفكارهم وتعليقاتهم بهدف الحصول على أكبر قدر من التأييد. في مرحلة ترمب الجديدة لم تهدأ حمى الإعلام، يبدو أن ترمب لا يريدها أن تهدأ، أصبح الإعلام يلهث خلف رئيس مهتم بعنصر السرعة في التقرير مع تأجيل التفكير لمرحلة لاحقة، وهذا ما أرهق وسائل الإعلام أو أحدث ربكة غير مسبوقة، وفتح المجال لحوار لا يتوقف تعددت فيه الآراء، وجدل ساخن كما لو كانت ندوة عالمية مفتوحة لمشاركة الجميع.