سلعة الراحة في اقتصاديات العمل تُشير إلى تفضيلات الناس بين العمل والبقاء في المنزل، تدرس هذه النظرية كيفية اتخاذ القرارات بناءً على التوازن بين المنافع والتكاليف المرتبطة بالعمل مقارنةً بالمنافع الناتجة عن الراحة. تعد هذه المسألة جزءًا من الاقتصاد السلوكي، حيث يسعى الأشخاص لتحقيق أقصى قدر من الرضا في حياتهم. عند اتخاذ القرار بالخروج للعمل أو البقاء في المنزل، يأخذ العامل/ الموظف -عارض العمل- في اعتباره عدة عوامل، منها الأجر وظروف العمل ومستوى الضغط النفسي، إذا كانت ظروف العمل مرهقة أو الأجر غير كافٍ، فقد يفضل البعض البقاء في المنزل. هناك اعتبارات أخرى قد يقبل من خلالها العرض رغم ضعف الأجر ومن هذه الاعتبارات، إضافة الخبرات المهنية ورفع أسهم السيرة الذاتية (CV) وبناء العلاقات الشخصية والخروج من عباءة الفراغ والتصنيف المجتمعي الموجع (عاطل)، غير أن البعض لا يرى هذه الاعتبارات مجدية وأن الأصل هو الأجر (المحرز) الذي لأجله يخرج الموظف من بيته! تتأثر هذه القرارات أيضًا بالثقافة الاجتماعية والاقتصادية، ففي بعض المجتمعات، يعتبر العمل ضرورة لا يمكن تجاهلها، بينما تفضّل مجتمعات أخرى الراحة، كما تؤثر التغيرات في سوق العمل، مثل زيادة العمل عن بعد، على هذه التفضيلات. تعد العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية محددات رئيسة في اتخاذ القرار، إذ أن الدافع الشخصي يلعب دورًا كبيرًا، حيث يميل الناس الذين يسعون نحو الإنجازات إلى النشاط، بينما قد يشعر الآخرون بالرضا عن الخمول. علاوة على ذلك، تلعب الصحة النفسية دورًا مهمًا؛ فالأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب قد يفضلون البقاء في المنزل. سلعة الراحة تشمل أيضًا المنتجات والخدمات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة، مثل الأجهزة المنزلية الذكية وخدمات التوصيل التي تتزايد أهميتها في عصرنا الحديث، حيث يسعى الكثيرون لتحقيق توازن بين العمل والحياة الشخصية. سلعة الراحة ليست مجرد مفهوم اقتصادي أو تجاري، بل تعكس أيضًا تحولًا عميقًا في كيفية تفكير الآخرين بشأن حياتهم وأولوياتهم، في زمن تتزايد فيه الضغوط اليومية وتزداد فيه المنافسة على الموارد، يسعى البعض إلى تحقيق رفاهية نفسية وجسدية أكبر تضاف إلى مفهوم «جودة الحياة» . هذا السعي نحو الراحة يشمل إعادة تقييم القيم الشخصية وتحديد ما هو مهم حقًا في الحياة. تعكس سلعة الراحة مفهومين متداخلين: تفضيلات الناس بين العمل والراحة، والمنتجات التي تسهّل الحياة اليومية. من خلال فهم هذين الجانبين، يمكن تقديم حلول تلبي احتياجات الأفراد في عالم يتسم بالتغير المستمر. * بصيرة: نظرية سلعة الراحة ليست دعوة إلى الخمول، بل تركّز على الأنشطة التي يقوم بها الأفراد طواعية في المنزل والمجتمع المحيط، مثل الاطلاع المعرفي والإسهامات الثقافية والمجتمعية، خاصةً في الحالات التي يكون فيها العمل الخارجي غير مجدٍ مادياً أو مهنياً.