لم تكن الثقافة يوماً مجرد ثراء وشيء زائد عن الحاجة؛ إنها ضرورة ملحة وأسلوب حياة بكل تفاصيلها الدقيقة الأدبية منها والفنية والدينية والرياضية وكل المجالات المختلفة، وبمسمى الثقافة وتعريفها العام؛ أن نعرف شيئاً عن كل شيء. ولأنّ لكلّ بلدٍ وشعبٍ ثقافته الخاصة في المعيشة وفي الحديث والتعلم وما إلى ذلك، وبسبب المعرفة التي أتاحتها التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي بين كل العالم؛ كان لا بد من امتزاج الثقافات وتعددها، والذي بدوره أتاح ويتيح المعرفة أكثر سواء في الأكلات أو الألبسة أو الفنون أو حتى اللهجات المتعددة. ولاحتواء المملكة العربية السعودية لأغلب الجاليات من كل جنسيات العالم العاملة منها والمقيمة والزائرة، وكذا الذين يأتون من كل بقاع الدنيا بالملايين سنوياً للحج والعمرة؛ فإن ذلك يظهر جلياً على الكثير من المظاهر والعادات الكثيرة من المأكل والمشرب والملبس وطريقة التخاطب، فالمتجول في شوارع المملكة بكل مدنها وحواضرها؛ يرى التنوع الثري والكبير في المطاعم العديدة بوجباتها المختلفة، ومحلات الألبسة والمواد المتنوعة، وإذا كان قيل قديماً إن صنعاء حوت كل فن؛ فإنّ السعودية حوت كل العالم. مبادرة أخرى أيضاً استدعت وتستدعي الثقافات المختلفة، والمتمثلة بمبادرة الشريك الأدبي المنبثقة عن هيئة الأدب والنشر والترجمة في وزارة الثقافة، التي أتت وتأتي بالمثقفين والمحاورين من كل العالم؛ رغم ثراء البلاد بالنماذج المتسلحة بالعلم والمعرفة والأدب والشعر والفلسفة والثقافة عموماً، وكل هذا يصب في تعدد الثقافات العربية والعالمية الإيجابية؛ لمعرفتها عن كثب من ناحية، وإرسال ونشر ثقافتنا العربية إلى العالم من ناحية أخرى، وذلك عن طريق من يأتي ضيفاً ولو لأيام قليلة ليعود محملاً بالكثير من العادات الثقافية التي يتصف بها السعودي والعربي عموماً. بوليفارد الرياض هو الآخر محفل يحوي بين أروقته العديد من الأركان الدولية المختلفة، والتي تعرّف جلياً بالثقافات المتنوعة من الألبسة والأكلات والوجبات وحتى الألعاب لكل دولة. ما بالك وأنّ البلاد غداً على موعدٍ مع الإتيان بالعالم أجمع سواء لمحفل إكسبو 2030م، أو لكأس العالم 2034م، وكل هذا يصب في امتزاج الثقافات المختلفة، وإرسال ثقافتنا الأصيلة للعالم عن طريق من سيأتون ضيوفاً وزواراً في هذه المحافل الكبيرة في المستقبل القريب بمشيئة الله. الشريك الأدبي مشروع حضاري جعل المقاهي طريقاً للأدب بين ثقافتين مبادرة جسّرت التواصل وعززت الحوار