الأسئلة هي الطريق إلى المعرفة، هي الجسر إلى الحقيقة، هي زاد المثقفين، هي مركب الطلاب والعلماء إلى ميادين العلم، هي المحفز للتفكير وإيجاد الحلول، هي قوة الدفع للباحثين، هي بالنسبة للإعلاميين جوهر مهنتهم ومصدر قوتهم وتذكرة دخولهم إلى المجهول، إلى الماضي وإلى المستقبل. يقال عن أهمية طرح الأسئلة: إن من يطرح الأسئلة قد يكون غبيا لمدة خمس دقائق، ولكن الذي لا يسأل يبقى غبيا إلى الأبد. الإعلامي أو الصحفي لا يستطيع أن يستمر في مهنته بدون طرح الأسئلة، حقيبته لو مرت على جهاز التفتيش ليس فيها غير الأسئلة، تخيل أن يقوم مسؤول التفتيش في المطار بفتح حقيبة الصحفي وبعد فحصها يقول له: مع الأسف لديك سؤال لا يسمح بدخوله لأنه سؤال غبي! هل يوجد سؤال غبي؟ من الغبي؛ السؤال أم صاحب السؤال؟ ألا يمكن أن يكون السؤال الموصوف بالغباء هو الذي يحطم حواجز الصمت ويفتح الملفات المغلقة ويكشف الحقائق ويقود إلى اكتشافات علمية. قد يبدو السؤال غبيا ثم يجد فيه الباحث شيئا من المنطق يقوده إلى البحث ثم التوصل إلى نتائج مفيدة. في الندوات والمؤتمرات العلمية والمحاضرات قد يدور سؤال في ذهن المتلقي لكنه يتردد في طرحه خوفا من إطلاق صفة الغباء عليه وليس على السؤال.. الأطفال لا ينتابهم هذا الخوف، سيطرحون على الوالدين أسئلة توصف أنها بريئة وقد تفتح المجال للتوصل إلى معرفة لم تخطر على البال. البراءة ملاذ للإنسان المتردد في طرح سؤال معين فتجده يبدأ السؤال قائلا: المعذرة عندي سؤال بريء، هنا يضع السائل نفسه في مرحلة الطفولة ويحمي نفسه مقدما من صفة الغباء. ماذا عن المتلقي للأسئلة؟ هل مطلوب منه أن يجيب عن أي سؤال؟ كيف يمتنع عن الإجابة؟ هل يقول (لا أدري) أم يؤجل الإجابة للتأكد؟ هل يملك الإجابة ولا يريد إعلانها بسبب طابع السرية؟ هل من حقه أن يقيم السؤال؟ ما رأيكم أن نتعامل مع الأسئلة (الغبية) كما نتعامل مع أسئلة الأطفال، نعتبرها أسئلة بريئة.. وهل يمكن تطبيق هذا المبدأ في كافة المجالات؟ هل هذا سؤال غبي؟.