عزيزي رئيس التحرير بداية معذرة على هذا المقال الذي أرجو نشره بحرية كما هي معهودة فيكم من منطلق "قل الحق ولو على نفسك". كنت أتناقش مع أحد الزملاء ممن التقت بهم جريدة اليوم في تحقيقها عن مستشفى الدمام المركزي بتاريخ 1424/4/8ه وما طرح من رأي في ذلك التحقيق واذا به يفاجئني بقوله انه لم يكن تحقيقا بالمعنى المتعارف عليه من زيارة الصحافي المكلف بالتحقيق للمستشفى او المؤسسة او الدائرة والالتقاء المباشر مع المعنيين والاطلاع عن كثب بعين ثاقبة تختلس بنظراتها وبعدسات كاميراتها الصور الجميلة للاشادة بها والسيئة لتحسينها. ولكن ما حدث واقعا حسب كلام الزميل العزيز ان مجموعة أسئلة قدمت قبل التحقيق بعدة أيام الى المديرية العامة للشؤون الصحية متمثلة بشعبة الإعلام فيها ثم جاء الدور مرة أخرى لتسلمها المديرية الى الجريدة لنشرها فيما بعد. السؤال هو هل باتت مهنة المتاعب كما يطلق على الصحافة مهنة الكسالى الباحثين عن الخبر والحقيقة كما هي من خلال أسئلة تنقل الى الجهة المعنية وتارة عن طريق تلفون او انترنت او نقلا عن الغير ثم تنشر بمسمى (تحقيق صحفي)؟ * هل الصحافي الجيد أصبح يعد تحقيقاته من مكتبه الوثير البارد ام ان الصحافي الذي عرفنا عنه هو من يقحم أنفه ويخاطر بنفسه ويتنكر بشخصيته للحصول على معلومة صغيرة يصنع منها خبرا مميزا وتحقيقا فريدا لصحافة مميزة ومنافسة؟ متى نرى الصحافة البعيدة عن البيروقراطية والروتين والحاجة الى وسطاء وأذونات وتراخيص حتى لمجرد الكتابة والتحقيق في أمور تمس الناس في أبسط حقوق حياتهم الاجتماعية والصحية والتعليمية والاقتصادية؟ الطريف في الأمر ان نفس الزميل العزيز قد تعرض سابقا لنفس الموقف من خلال اعداده لاحدى الندوات الطبية حينما جاءه احد الصحفيين لاعداد تحقيق صحافي عن تلك الندوة وليطلع على آراء المشاركين والحاضرين في الندوة ولكي لا يرهق ذلك الصحافي نفسه ويضيع وقته وفي نفس الوقت لكي يعد تحقيقا صحفيا ينشر باسمه ومجهوده اعطى ذلك الصحافي زميلنا العزيز مجموعة أسئلة مكتوبة ليوزعها على من يحب من زملائه وأصحابه للاجابة عنها ثم يأتي لاحقا لجمعها وفبركتها صحافيا ونشرها بعد بذل المجهود الكبير. تماما كما حصل قبل عدة أشهر مع احد صحافي جريدة "اليوم" عند وصفه لفعالية اثنينيات النعيم بالاحساء ليتضح فيما بعد ان ذلك الصحافي جاء ووقع "حضور" فقط ثم انصرف ولم يحضر فعاليات تلك الليلة وما كتبه ونشره مجرد ما سمعه من الغير وفبركه لاحقا ثم "فضحه" أحد الحاضرين بمقال نشر في الجريدة بعد بضعة أيام. هل هذه ما يسمونها مهنة المتاعب؟ ام انها فعلا متاعب للبعض وبحث عن الراحة والشهرة للبعض الآخر؟ هل هذه صفة تلازم صحافيي جميع الصحف ووسائل الإعلام ام انها تختلف من وسيلة لأخرى ومن صحيفة لأخرى؟ أتمنى من جريدتنا العزيزة (جريدة اليوم) الاستمرار في تميزها بتميز صحافييها وتميز اعمالها لكسب قراء متميزين. مع التقدير لجميع الصحافيين والإعلاميين لسعة صدرهم ورحابة تفكيرهم والمعذرة للجميع. د. عبدالله علي الراشد الخبر المحرر: نوافقك من حيث المبدأ على وجود الصحفيين الكسالى في كل جريدة. وقد يكون الصحفي نفسه نشطا في مناسبة وكسولا في مناسبات اخرى لكن هناك أيضا الكثير من الصحفيين غير الكسالى في كل جريدة وأعمالهم لا تعرف في العادة عند الآخرين. وسأقدم لك صورة معروفة عند الجميع لكنهم في العادة لا يستحضرون مدى المشقة فيها. ما رأيك بجهد المصور الصحفي؟ انه من أخطر الجهود وهو نشاط يومي قد لا يستطيع أداءه من ينتقد عمل الصحفي ولو من خلال مهمة واحدة. هل تستطيع ان تخترق جمهرة من الناس وهم مشدودون في حالة حادث سيارة او غيره.. وتسرع في التقاط الصور لاجساد الموتى او الجرحى وحالة الحادث بكل تفاصيلها؟ كم مصور يضرب.. او على الأقل يصرخون في وجهه لأنهم لا يعرفون طبيعة نشاطه؟ ولا يظهر ذلك العنوان الصحفي على حقيبته او كاميرته لدى الجميع لا سيما الأميين ويظنون انه مجرد شخص يستعرض هوايته لالتقاط الصور لهذه المصائب! ومثل هذا قد يحصل للصحفي الميداني الذي يتطفل بالسؤال عن هذا وذاك ويواجه المضايقات بشكل يومي. هناك كسالى.. نعم.. وهناك عقبات أيضا.. وهناك مغامرون لا احد يعرف جهدهم.. ولك الشكر على أية حال لإثارة هذا الموضوع.