احتضنت مدينة الرياض، في السابع من أبريل الجاري وحتى التاسع من نفس الشهر، فعاليات "منتدى الاستثمار الرياضي" بتنظيم مشترك من وزارتي الرياضة والاستثمار. نَجح المنتدى بتسليط الضوء على الإنجازات اللافتة التي حققتها المملكة العربية السعودية في القطاع الرياضي، منذ انطلاق رؤية السعودية 2030. كما ونَجح المنتدى في استعراض التحولات الكبيرة والضخمة التي شهدها القطاع الرياضي في المملكة، نتيجة للدعم الحكومي الكبير، وللرؤية الطموحة التي أعادت تموضع القطاع الرياضي في المملكة، بما يليق بمكانتها العالمية رياضيًا، بحيث يصبح القطاع أحد أبرز وأهم القطاعات والأنشطة الاقتصادية، ورافدًا اقتصاديًا مهمًا للاقتصاد الوطني ومجالاً مهمًا أيضًا من مجالات الاستثمارات الواعدة. حَظي المنتدى بحضور لافت تجاوز 3,000 مشارك، وتضمن لأكثر من 50 جلسة حوارية، شارك فيها نحو 140 متحدثًا من داخل المملكة ومن خارجها. ركزت نقاشات المنتدى على تطور البنية التحتية الرياضية، والتوسع في التخصصات الرياضية، إضافة إلى النجاحات الاقتصادية والاستثمارية المتحققة في المجال الرياضي. وركزت نقاشات المنتدى أيضًا على الارتفاع الملحوظ بالإيرادات المالية للقطاع الرياضي، التي ارتفعت من أقل من 5 مليارات ريال سعودي قبل انطلاق الرؤية، إلى 32 مليار ريال سعودي بالوقت الحالي، طموحًا لأن تصل إلى 83.5 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030، هذا بالإضافة إلى التركيز على إسهام القطاع في خلق وتوفير آلاف الفرص الوظيفية للمواطنين والمواطنات السعوديين والسعوديات. من المهم الإشارة إلى أن تلك الأرقام لم تتحقق من فراغ، أو بمحض الصدفة، وإنما كانت ثمرة لجهود استراتيجية، شملت خصخصة عدد من الأندية الرياضية الكبرى، وتوسيع قاعدة الرياضات المعتمدة لتشمل ألعابًا حديثة مثل الرياضات الإلكترونية، بالإضافة إلى استضافة المملكة لبطولات عالمية بارزة مثل كأس السوبر الإسباني والإيطالي، وبطولات عالمية في الملاكمة والمصارعة، وسباقات الفورمولا 1، ونزال الدرعية الشهير، وغيرها من البطولات العالمية، كبطولة لعبة القولف العالمية. ومن بين الإنجازات أيضًا التي تحققت بالقطاع الرياضي بالمملكة، التحسن الملموس الذي طرأ على البيئة الرياضية، ليشمل ذلك المنشآت والمرافق، بما في ذلك الزيادة المضطردة في عدد الجهات المرتبطة بالقطاع، والتي تجاوز عددها ال 97 جهة لتشمل الاتحادات الرياضية الأولمبية وغير الأولمبية ومجالس الإدارات، ومراكز التحكيم، واللجان المتخصصة والروابط الرياضية. كما وحَظيت الأندية السعودية بدعم حكومي مالي وغير مالي سخي دعمًا للأندية الرياضية، وذلك ضمن الرؤية السعودية 2030 التي هَدفت إلى تطوير قطاع الرياضة وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الرياضية العالمية. من بين أبرز أشكال الدعم للقطاع الرياضي؛ الاستحواذ والتخصيص لعدد من الأندية الكبيرة المشهورة بدعم مباشر من صندوق الاستثمارات العامة، الذي استحوذ على حصص كبيرة في أندية كبرى مثل الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي، إضافة إلى الدعم المالي المباشر الذي قدمته وزارة الرياضة للأندية لتحسين البنية التحتية، وتطوير الأكاديميات، وزيادة التنافسية. ومن بين وسائل الدعم كذلك، استقطاب عدد من نجوم كرة القدم العالميين عبر عقد صفقات وتعاقدات ضخمة لجلب لاعبين ومدربين عالميين مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، وغيرهم ما ساهم في رفع مستوى الدوري السعودي وزيادة شعبيته، إضافة إلى وضع الدوري ضمن المراتب العشرة عالميًا من حيث القيمة السوقية. إن تحسين البنية التحتية للملاعب والمرافق الرياضية، شمل بناء ملاعب جديدة بمناطق ومدن مختلفة في المملكة وتجهيز ملاعب قائمة استعدادًا لاستضافة بطولات عالمية كبرى، كبطولة كأس العالم في عام 2034 وغيرها من البطولات. من المهم الإشارة إلى أن تطوير القطاع الرياضي في المملكة، تضمن وكما أشارت إلى ذلك محاور المنتدى، تسليط الضوء على صناعة الأصول الرياضية ببحث سبل تطوير العلامات التجارية الرياضية والأصول القابلة للاستثمار، مثل: الفرق، والملاعب، والبنية التحتية الرقمية، وكذلك التقنية والذكاء الاصطناعي في الرياضة. هذا بالإضافة إلى تطوير التشريعات والسياسات التمكينية، بما في ذلك القوانين واللوائح المحفزة والمشجعة لاستقطاب الاستثمارات الرياضية وتسهيل دخول المستثمرين إلى القطاع. أخلص القول؛ بأن منتدى الاستثمار الرياضي في نسخته الأولى، قد حقق نجاحًا مبهرًا في إبراز جهود المملكة الرامية إلى تطوير القطاع الرياضي والتحسين من أدائه ليرتقى إلى مصاف ومستوى قطاعات الرياضة العالمية. كما ونجح في استعراض فرص الاستثمار الواعدة في البنية التحتية الرياضية، ليشمل ذلك الأندية الرياضية، والأكاديميات، والمرافق الرياضية والملابس والمعدات الرياضية، وذلك من خلال تحديد فرص استثمارية تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار أمريكي. إن جميع مبادرات وبرامج تطوير القطاع الرياضي في المملكة، تأتي ضمن إطار رؤية السعودية 2030، بهدف تعزيز الرياضة كجزء أساسي من برنامج جودة الحياة، إضافة إلى تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية طموحة.