لكل مدينة ملامح، ومخزون تاريخي تزهو به، وتظل مدينة رابغ على ساحل البحر الأحمر -140 كم شمال جدة"- تاريخ موغل في القدم، على خدمة وتأمين قوافل الحجاج، القادمة من الشام ومصر، وشمال أفريقيا، حيث ارتباطها بميقات الحجفة، الذي ارتبط بتاريخ السيرة النبوية وعصر الخلفاء الراشدين وما بعده من عصور لأمم وممالك إسلامية. وتعتبر رابغ أيضاً شاهد عصر على تاريخ تطور إنتاج المياه، من الآبار الجوفية، والبرك والقنوات المائية الأرضية، والسطحية إلى سد عملاق، ثم إلى أكبر محطة في العالم لتحلية مياه البحر بأحدث التقنيات. مدينة الاستثمار، ومحافظة المستقبل، العبارات التي يمكن أن تطلق على مدينة رابغ الحالمة في أحضان البحر الأحمر، ونحن نجوب المدينة في كل الاتجاهات، حيث استوقفتنا تنامي المشاريع الحكومية، ونشاط مؤسسات وشركات القطاع الخاص، وجلاء اتساع المدينة. وتحتضن رابغ، أكبر محطة في العالم لتحلية المياه باستخدام تقنية التناضح العكسي، وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهي محطة رابغ الثالثة لإنتاج المياه وهي أحد مشاريع الشركة السعودية لشراكات المياه، بالتعاون مع القطاع الخاص وتبلغ طاقتها الإنتاجية 600 ألف متر مكعب يومياً. ولعل من الوقفات التاريخية لتطور إنتاج المياه في رابغ وجود سد رابغ الذي يبلغ طوله حوالي 380 مترا ويصل ارتفاعه إلى 80 مترا تقريبا وتقدر سعته الاستيعابية بأكثر من 220 مليون متر مكعب. رابغ اليوم رابغ مدينة عصرية تكتنز مقومات الاستدامة المائية في أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، فيما تلوح في الأفق قيادتها للمدن الصناعية على الساحل الغربي، حيث تحتضن مصفاة أرامكو السعودية، ومحطة تحلية المياه، والمحطة البخارية لتحلية المياه، إضافة إلى مصانع الأسمنت وغيرها. رابغ ارتبطت بالتاريخ في خدمة قوافل الحجاج