أشعر بخجل دائم، لا أستطيع حضور العديد من المناسبات العائلية الكبيرة، أشعر بأن جميع الحاضرين ينظرون إلي، وأصاب بتعرق في اليدين ولعثمة في الحديث.. ماذا أفعل؟ أجاب استشاري الطب النفسي والإدمان المدير الطبي بمجمع إرادة والصحة النفسية بجدة الدكتور خالد العوفي بأن الرهاب الاجتماعي، أو ما يسمى باضطراب القلق الاجتماعي، عبارة عن حالة شديدة من الخوف أو القلق المتعلق بالمواقف الاجتماعية التي يكون فيها الشخص عرضة للتدقيق والملاحظة من قبل الآخرين، يشعر الشخص بالخوف من التصرف بطريقة تظهر أعراض القلق عليه وبالتالي يتم تقييمه بشكل سلبي من قبل الآخرين ما يُشعره بالإحراج أو الرفض. هذه الأعراض والسلوكيات عادة ما تستمر لفترة من الوقت تصل إلى 6 أشهر أو أكثر حتى يتم التأكد من تشخيصها. تتراوح نسبة انتشار الرهاب الاجتماعي ما بين 3 إلى 13٪. وعادة ما تظهر الأعراض في سن المراهقة، وتعد إصابة الإناث أكثر من الذكور رغم تغير مستوى الإصابة لدى الجنسين في السنوات الأخيرة. كما قد يصاحب حالات الرهاب الاجتماعي بعض الاضطرابات النفسية الأخرى كالاضطرابات المزاجية والاكتئاب أو تعاطي بعض المواد الإدمانية كمحاولة يائسة للتعامل مع هذه الأعراض. وغالباً ما يرتكز علاج الرهاب الاجتماعي على جانبين، وهما الجانب السلوكي، والجانب الدوائي، فقد أشارت الدراسات إلى أن دمج الجانبين يزيد من احتمالية التحسن والتعافي، فالجانب السلوكي يعتمد على خضوع المريض لجلسات العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على طريقة التفكير والأفكار التلقائية السلبية والتشوهات المعرفية لدى المريض، وكيفية فحصها، والتأكد من صحتها، وتصحيحها، فهي تؤثر بشكل متبادل في المشاعر النفسية. ودور العلاج هنا هو مساعدة المريض في إدراك واختبار صحة هذه المعتقدات والمشاعر والأحاسيس وتقييمها، واكتساب مهارات معرفية وسلوكية جديدة أكثر تكيفاً للتغلب على الجوانب السلبية. الجانب الدوائي يعتبر من العوامل المهمة في علاج الرهاب الاجتماعي، فأغلب الأدوية المضادة للقلق لا تسبب التعود أو الإدمان، بل تساعد في خفض مشاعر الخوف والقلق النفسية والجسدية، وتقلل من احتمالية الاستمرار في السلوكيات التجنبية، وتساعد في تحسين الحالة المزاجية، وتقلل من احتمالية الانتكاسة أو عودة الأعراض، وهي عادة ما يتم صرفها لمدة معينة بحسب تقييم الطبيب النفسي المعالج، ومدى وجود اضطراب نفسي مصاحب.