تعود الحياة مجددًا لملاعبنا بعد توقف إجباري لمدة أسبوعين بسبب ارتباط منتخبنا الوطني بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، وستستأنف المسابقات المحلية بمواجهات ساخنة، حيث مواجهات دور الأربعة لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين أغلى البطولات المحلية، وبلا شك فإن كل الأنظار صوب جوهرة الملاعب السعودية حيث مواجهة الكبيرين الاتحاد والشباب. مواجهة منتظرة بعيدًا عن أوضاع الفريقين في سلم الترتيب في دوري روشن السعودي للمحترفين والتفوق الاتحادي، فمواجهات الكؤوس لا تعترف أبدًا بالفوارق الفنية لأي فريق، فهي مواجهة التسعين دقيقة، ينتظر فيها ماذا سيقدم الفريقان داخل المستطيل الأخضر بحثًا عن ورقة التأهل لنهائي أغلى الكؤوس. مواجهة صعبة بلا شك، فالاتحاد والشباب كما تعودنا منهما وبعيدًا عن ظروفهما تكون مواجهاتهما صعبة ومثيرة ويصعب التنبؤ أو التوقع بنتيجتها مهما كانت الفوارق بخلاف أن هناك ذكريات صعبة لكل فريق سببها له الفريق الآخر وهذا ما يجعل القلق حاصلاً لا محالة لدى أنصار العميد والليث. هدوء اتحادي واستنفار شبابي ولكل معسكر وضعه الخاص قبل هذه المواجهة، فقد كانت البوادر واضحة من خلال المعسكر الشبابي أنهم يرغبون في أن تكون بطولة كأس الملك هي المنقذ الوحيد لهم هذا الموسم بعد إخفاقهم في الدوري، وفي المقابل فإن الاتحاديين ينظرون لهذه المواجهة بأنها من ضمن مستهدفات الموسم وهناك دوري ينتظرهم، ولا يرغبون أن يحملوا نفسهم ما لا يحتملوا. مثل مواجهات الكؤوس تحتاج إلى هدوء والابتعاد عن شحن اللاعبين وإخراجهم كثيرًا خارج المستطيل الأخضر، فالتركيز على المباراة وتنفيذ أجندة المدربين الفنية هي أهم ما يحتاجه كل فريق، رغم أن الاتحاد بحسابات المنافسة وإقامة المباراة على أرضه وبين جمهوره تعتبر الأفضل إلى حد ما. وفي المقابل فإن الشباب يدخل المواجهة بجاهزية فنية مطلقة، ربما تكون الأولى له هذا الموسم بعد اكتمال صفوفه بعودة البلجيكي كاراسكو، رغم أن إشراكه في مثل هذا النوع من المواجهات فيه مجازفة للاعب متغيب فترة طويلة جدًا عن الملاعب، ولكن قد يستخدمه الفاتح توريم كورقة رابحة. وعلى العكس مازالت الرؤية غير واضحة للاتحاد بشأن جاهزية الثلاثي الأجنبي ماتاي وبريجوين وحسام عوار بعد تعرضهم لإصابات مختلفة في المباريات السابقة. مباراة صعبة ينتظر فيها جمهور الاتحاد أن يقدم اللاعبون الفوز هدية التأهل للنهائي خاصة وأنه ينتظرهم يوم السبت المقبل مواجهة مهمة أمام الأهلي، وأي نتيجة سلبية فيما لوحدثت أمام الشباب قد تنعكس على الفريق في الديربي المنتظر، والذي يبحث فيه الفريق عن الفوز من أجل مواصلة الصدارة والابتعاد عن مطاردة الهلال. نقطة آخر السطر: كل الأماني للفريقين في أمسية العيد السعيد أن يقدما مواجهة كبيرة تكون اللمحات الفنية والروح الرياضية حاضرة بعيدًا عن أي شد وتعصب. أنمار الحائلي وأحمد كعكي حضور في الوقت المناسب بتقديمهما دعماً كبيراً للخزينة الاتحادية في مثل هذا التوقيت المناسب الذي يحتاجهما فيه الفريق، خاصة بعد الالتفاتة الشرفية الشبابية حول فريقهما قبل مواجهة الكأس المرتقبة.