تحقق السياحة في المملكة ارتفاعاً عاماً بعد عام، إذ تشير الأرقام السياحية التي تعزز من القطاع السياحي إلى تحقيق ارتفاعات متتالية، فخلال عام 2023 سجل القطاع نموًا ملحوظًا بسبب الاستفادة من التحولات الاقتصادية والتنموية، التي قادها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان منذ بيعته وليًا للعهد قبل ثمانية أعوام. وارتفع عدد السياح في المملكة إلى 109 ملايين سائح، بينهم 27.4 مليون سائح وافد و81.9 مليون سائح محلي، في إنجاز يعكس التحولات الكبرى التي شهدها القطاع السياحي ضمن رؤية 2030، وتأتي هذه القفزة السياحية كنتيجة مباشرة للإصلاحات والتطوير المستمر، إذ تم إطلاق مشاريع كبرى تهدف إلى تعزيز الجذب السياحي، مثل تطوير الوجهات التراثية، وتنمية السياحة البيئية، وتحسين البنية التحتية الداعمة للقطاع، وتحسين الجزر المأهولة وغيرها كجزيرة تاروت في محافظة القطيف. وتؤكد إحصاءات السياحة أن المملكة قبل عامين حققت ارتفاعا بنسبة 64.8 % في عدد السياح الوافدين، مع زيادة بمعدل 59.7 % في عدد الرحلات التي تضمنت مبيتًا، وكانت الأغراض الدينية هي المحرك الرئيس للزيارات السياحية بنسبة 41.8 %، تليها السياحة الترفيهية بنسبة 22.8 %، ثم زيارة الأصدقاء والأقارب بنسبة 22.6 %. أما السياحة الداخلية، فقد ارتفعت بنسبة 5.2 %، حيث بلغ عدد السياح المحليين ذروته في يونيو 2023 ب 9.55 ملايين سائح، مع تصدر السياحة الترفيهية المشهد بنسبة 42.7 % من إجمالي الرحلات المحلية. بيئة جذب سياحي وقال مستشار التطوير والتنمية البشرية إبراهيم الشيخ ل"الرياض": "أصبحت المملكة تتمتع ببيئة جذب سياحي، وليدنا مقومات تثبت الأرقام صحتها، بيد أن الجوانب السياحية أصبحت مرتقية أكثر بعد سن قوانين الذوق العام، وهو ما يخدم الجانب الاقتصادي بشكل غير مباشر، فالذوق العام يشكل ركيزة أساسية في بناء المجتمع المتحضر، إذ يعكس قيم الاحترام والوعي الثقافي، وفي رأيي، إن تعزيز الذوق العام في المملكة يساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة، حيث إن الزوار الأجانب والمواطنين المحليين يشهدون سلوكيات حضارية تحترم القيم الاجتماعية والثقافية"، مضيفاً "في ظل رؤية 2030، بات الذوق العام عنصراً مهماً في تحسين تجربة السياح وجعلها أكثر راحة وجذبًا، سواء من خلال المرافق العامة أو في التعاملات اليومية، فاحترام الذوق العام يعزز الصورة الذهنية للبلاد ويجعلها وجهة سياحية متميزة على مستوى العالم". وعن تطوير الأماكن السياحية في جزيرة تاروت قال عمدة تاروت عبدالحليم الكيدار: "إن تطوير جزيرة تاروت نهضة سياحية في المنطقة الشرقية، فالمشاريع التنموية التي تشهدها الجزيرة تأتي في إطار جهود الحكومة لتطوير المناطق ذات القيمة التاريخية والبيئية"، مشيرًا إلى أن جزيرة تاروت باتت نموذجًا في قطاع السياحة. وأضاف: "إن جزيرة تاروت ليست مجرد موقع أثري، بل هي قلب نابض بالحضارة والتاريخ، والمشاريع الحالية تهدف إلى ترميم القلعة الأثرية، وتحسين الواجهة البحرية، وإطلاق مبادرات للحفاظ على البيئة البحرية، مثل حماية أشجار المانجروف وتطوير المرافئ السياحية، كل ذلك يجعل من الجزيرة وجهة سياحية واعدة". وأشار العمدة إلى أن مشروع تطوير جزيرة دارين وتاروت، الذي أُعلن عنه في أكتوبر 2022 بميزانية 2.64 مليار ريال، يمثل خطوة محورية في تحويل الجزيرة إلى مركز جذب سياحي وثقافي مستدام"، مؤكدا أن النمو السياحي هو تعزيز للدخل الإجمالي للمملكة ويأتي ذلك بسبب التوفيق من الله ثم للعمل المستمر الذي يقوده عراب الرؤية سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، مشدداً على أن المنطقة ستشهد نقلة نوعية على الصعيد السياحي يدعمها وجود الفنادق والمشاريع الجديدة كمشروع الأكواخ السياحية في دارين، ومشاريع الجذب الحالية في القطيف كجزيرة الأسماك، وسي فرونت، والمطاعم السياحية التي تتميز بقدرة على جذب السياح، ما يخلق دائرة اقتصادية مهمة في القطاع السياحي، مقدما شكره وقال: "باسمي وأسم أهالي جزيرة تاروت أرفع الشكر للقيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وإلى أمير المنطقة الشرقية، ونائب أمير المنطقة الشرقية وإلى وزارة السياحة ولجميع الجهات ذات العلاقة على كل هذه الجهود التي تطور جزيرة تاروت"، مؤكداً على أن أهالي الجزيرة احتفوا بذكرى بيعة ولي العهد كباقي مناطق الوطن متطلعين إلى المزيد من المنجزات التي ستتحقق مستقبلا في عموم مناطق الوطن، مشدداً على أن القيادة الرشيدة تعمل ليل نهار على خدمة ورفعة هذا الوطن بين بلدان العالم. يشار إلى أنه ومع استمرار النمو السياحي، وتطوير الوجهات التراثية والطبيعية، باتت المملكة في مصاف الدول الرائدة سياحيًا، إذ إن ما تحقق خلال الأعوام الثمانية الماضية يعكس رؤية ولي العهد الطموحة، التي لم تكتفِ بتحقيق أهدافها، بل تجاوزت التوقعات، ما يضع السعودية على خارطة السياحة العالمية كوجهة مزدهرة تجمع بين التراث العريق والحداثة المتجددة. إبراهيم الشيخ عبدالحليم الكيدار