أكثر من 122 مليون قاصدٍ للحرمين الشريفين في شهر رمضان للعام 1446    أسعار النفط تتراجع وتتجه نحو أول خسارة فصلية منذ فصلين    الذهب يسجل رقمًا قياسيًا جديدًا بدعم من الطلب المتزايد والمخاوف الاقتصادية    نمو الناتج الصناعي لليابان بنسبة 2,5 % خلال الشهر الماضي    وسائل إعلام: ترامب يعتزم زيارة السعودية في منتصف مايو    ترامب: لا أمزح بشأن سعيي لفترة رئاسية ثالثة    أمطار رعدية مصحوبة بزخات من البرد على معظم مناطق المملكة    ما أصل "العيديّة"، وكيف تغيّر اسمها عبر العصور؟    أمير منطقة تبوك يستقبل المهنئين بعيد الفطر المبارك    المعالم الأثرية بالأحساء تجذب الأهالي والمقيمين في عيد الفطر    بطابع الموروث والتقاليد.. أهالي حائل يحتفون بالعيد    فعالية تراثية في نجران احتفاء بعيد الفطر    فعاليات عيد الطائف تجذب 200 ألف زائر    المملكة ترحب بتشكيل الحكومة السورية    قائد الجيش السوداني: لا سلام مع «الدعم السريع» إلا بإلقاء السلاح    خالد بن سلمان يستقبل قادة وزارة الدفاع وكبار مسؤوليها    إطلالة على اليوم العالمي للمسرح    فيصل بن مشعل يرعى حفل أهالي القصيم بعيد الفطر المبارك    ولي العهد يؤدي صلاة العيد في المسجد الحرام.. ويبحث المستجدات مع سلام    خادم الحرمين: أدام الله على بلادنا أمنها واستقرارها وازدهارها    «سلمان للإغاثة» يوزّع 644 سلة غذائية في محلية بورتسودان بولاية البحر الأحمر في السودان    انقطاع الكهرباء عن مئات الألوف في شرق كندا بسبب عاصفة جليدية    رابطة الأندية المصرية تلغي عقوبة خصم 3 نقاط من الأهلي بعد انسحابه أمام الزمالك    إنجاز إيماني فريد    الأمانة والدواء البديل.. رأي أم مخالفة؟!    «الإذاعة والتلفزيون» تميزت في محتوى رمضان    جولة مسرحية لتعزيز الحراك الثقافي بالمملكة    ولي العهد يؤدي صلاة العيد في المسجد الحرام ويستقبل المهنئين    «سلمان للإغاثة» يوزّع 869 سلة غذائية في البقاع الأوسط وطرابلس    بنهاية شهر رمضان.. تبرعات إحسان تتجاوز 1.8 مليار ريال    نتج عنه وفاتها.. الأمن العام يباشر حادثة اعتداء مقيم على زوجته في مكة    سر تأخر إعلان الهلال عن تمديد عقد البليهي    عيد الدرب.. مبادرات للفرح وورود وزيارات للمرضىع    بين الجبال الشامخة.. أبطال الحد الجنوبي يعايدون المملكة    جوارديولا غاضب بسبب موسم مانشستر سيتي    أمير منطقة جازان ونائبه يستقبلان المهنئين بعيد الفطر    أمير منطقة جازان يعايد العامري والشيخ معافا    ولي العهد وسلام في صلاة العيد.. لقطة تعكس ثقة السعودية في القيادة اللبنانية    أكثر من 49 ألف مستفيد من الخدمات الطبية بجوار المسجد النبوي خلال شهر رمضان    خادم الحرمين: أهنئكم بعيد الفطر بعد صيام شهر رمضان وقيامه    توقعات بهطول أمطار غزيرة على 7 مناطق    كاميرات المراقبة تفضح اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية    ثنائية مبابي تهدي ريال مدريد الفوز على ليجانيس    ارتفاع حصيلة قتلى زلزال ميانمار إلى أكثر من 1000    العيد انطلاقة لا ختام    896.551 شحنة بريدية تم تسليمها يوميا برمضان    1320 حالة ضبط بالمنافذ الجمركية    أمير القصيم يشكر خادم الحرمين على تسمية مستشفى شمال بريدة مستشفى الملك سلمان    بلدية وادي الدواسر تُكمل استعداداتها لعيد الفطر بتجهيز الميادين والحدائق    ولي العهد يتلقى اتصالاً هاتفيًا من رئيس دولة الإمارات    ولي العهد يوجه بتوفير أراض مخططة ومطورة للمواطنين في الرياض    خلال أسبوع.. ضبط 25 ألف مخالف للأنظمة    وزارة الداخلية.. منظومة متكاملة لخدمة وسلامة وأمن ضيوف الرحمن    تجمع الرياض الصحي الأول يحقق أرقاماً قياسية في ختام حملة "صم بصحة"    أبشر بالفطور تختتم أعمالها بتغطية محافظات الشرقية و توزيع ٥٠ الف وجبة    تجمع الرياض الصحي الأول يُطلق حملة «عيدك يزهو بصحتك» بمناسبة عيد الفطر المبارك 1446ه    أكثر من 70 ألف مستفيد من برامج جمعية الدعوة بأجياد في رمضان    حليب الإبل إرث الأجداد وخيار الصائمين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



20 محكمة مختصة لتحقيق العدالة الناجزة
نشر في الرياض يوم 27 - 03 - 2025

يعد القضاء العادل والفعال حجر الأساس لاستقرار المجتمعات وتعزيز سيادة القانون، فهو الضامن لحماية الحقوق، والمحفز على التنمية المستدامة. وفي عالم يشهد تحولات اقتصادية واجتماعية متسارعة، أصبح تطوير الأنظمة القضائية ضرورة ملحة لضمان بيئة قانونية عادلة وشفافة تدعم النمو والاستقرار.
وفي المملكة العربية السعودية، شكلت رؤية 2030 نقطة تحول رئيسة في تطوير المنظومة القضائية، حيث وضعت الأسس لإصلاح شامل يستند إلى تعزيز النزاهة، وضمان سرعة التقاضي، وتوظيف التكنولوجيا في تقديم الخدمات العدلية، بما يعزز مناخ الاستثمار ويرفع من كفاءة القضاء.
وقد أولت القيادة الرشيدة اهتمامًا بالغًا بهذا الملف، إذ شهدت السنوات الأخيرة إصلاحات جوهرية شملت تحديث الأنظمة القانونية، وإعادة هيكلة المحاكم، وتوسيع نطاق القضاء المتخصص، إضافة إلى التحول الرقمي في الإجراءات العدلية، مما أسهم في تحقيق نقلة نوعية في جودة الخدمات القضائية وضمان العدالة الناجزة.
وقد أكد المحامي أحمد الفحيلة أن القيادة السعودية أولت اهتمامًا كبيرًا بمرفق القضاء، حيث قال:
«لقد بدأ التفكير في تطوير مرفق القضاء في المملكة العربية السعودية لمواكبة التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والارتقاء به إلى مصاف مرافق القضاء العالمية منذ أمد، وزاد هذا التوجه بشكل واضح على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين. ومع رؤية 2030، تم تنظيم المحاكم لتشمل أكثر من 20 محكمة مختصة، منها العامة، والأحوال الشخصية، والتجارية، والإدارية، والجزائية، والعمالية، والمرورية، والاستئناف، ومجلس القضاء الأعلى، وغيرها، مما يعزز من سرعة التقاضي ويحقق العدالة الناجزة».
ويعد التحول الرقمي في القضاء السعودي أحد أبرز مظاهر التطوير، حيث تم إطلاق المحاكم الإلكترونية، وتفعيل أنظمة الإثبات الرقمية، وتسهيل إجراءات التقاضي عن بُعد، مما انعكس بشكل إيجابي على سرعة إنجاز القضايا وكفاءة العمل العدلي.
تعزيز الوعي القانوني لمواكبة الإصلاحات
مع التوسع الكبير في الإصلاحات القضائية في المملكة العربية السعودية، أصبح تعزيز الوعي القانوني لدى الأفراد والمؤسسات ضرورة ملحة لضمان الاستفادة الكاملة من هذه التحديثات. فالتطورات المتسارعة في الأنظمة القانونية والتحول الرقمي للقضاء تتطلب من المجتمع إدراك حقوقه وواجباته وفهم الإجراءات القانونية الحديثة.
وتلعب المؤسسات التعليمية والإعلام دورًا محوريًا في نشر الوعي القانوني، إذ يمكن دمج المناهج الدراسية بمحتوى قانوني يعرّف الطلاب بأساسيات النظام القضائي وحقوقهم القانونية. كما تسهم وسائل الإعلام التقليدية والرقمية في تثقيف الجمهور حول القوانين المستحدثة من خلال البرامج التلفزيونية والتقارير الإخبارية والمقالات التوعوية.
من جهة أخرى، يعد التثقيف القانوني للمستثمرين وأصحاب الأعمال عنصرًا مهمًا في دعم بيئة استثمارية مستقرة. فمع تحديث القوانين التجارية، مثل نظام الإفلاس ونظام الامتياز التجاري، أصبح لزامًا على رواد الأعمال فهم كيفية حماية استثماراتهم والتعامل مع القضايا التجارية بكفاءة أكبر.
منظومة عدلية متطورة
تضمنت الإصلاحات القضائية في المملكة تحديث العديد من الأنظمة القانونية، والتي كان لها دور كبير في تعزيز العدالة وضمان حقوق الأفراد والمؤسسات. ومن بين هذه الأنظمة:
* نظام الأحوال الشخصية: تنظيم القضايا الأسرية وضمان العدالة:
تم اعتماد نظام الأحوال الشخصية لتنظيم القضايا الأسرية، بما في ذلك الزواج والطلاق والحضانة والنفقة، مما يسهم في تقليل الاجتهادات الفردية في الأحكام القضائية وتحقيق العدالة الأسرية.
-نظام الإثبات:
تعزيز موثوقية الأدلة وتسريع الإجراءات القضائية عبر التوثيق الرقمي، يهدف نظام الإثبات الجديد إلى تعزيز موثوقية المناهج الحديثة والوثائق والإجراءات القانونية من خلال تبني التوثيق الرقمي والوسائل الإلكترونية، مما يسهم في تسريع المحاكمات وتقليل النزاعات حول صحة الأدلة.
وفي هذا السياق، أكد المحامي وليد الضوي أن المناهج القانونية الحديثة تسهم في تسهيل الوصول إلى المعلومات القانونية بسرعة ودقة، واختصار الوقت اللازم للبحث والاستدلال، مما يمكن القضاة والمحامين من تقديم حجج وأحكام تستند إلى أسس قانونية قوية. كما أوضح أن هذه المناهج توفر تنوعًا في المعلومات والأفكار، مما يساعد المحامين على بناء تصور شامل للقضايا، وتعزز القدرة على تحليل القضايا واستنباط الأحكام وفق أحدث النظريات والتطبيقات القانونية، وهو ما ينعكس إيجابًا على تطوير النظام القضائي في المملكة.
نظام المعاملات المدنية
يُعد نظام المعاملات المدنية من أبرز الإصلاحات الحديثة، حيث يهدف إلى تنظيم العقود والالتزامات المدنية بين الأفراد والمؤسسات، بما يضمن تعزيز الأمان القانوني والاستقرار في المعاملات التجارية والاجتماعية.
* يحدد النظام القواعد الأساسية لصحة العقود، مثل التراضي، الأهلية، المحل، والسبب المشروع.
* يشمل أنواع العقود المختلفة مثل عقود البيع، الإيجار، المقاولات، الوكالة، الكفالة، والشراكة.
* يسهم في تعزيز ثقة المستثمرين، وتقليل النزاعات القضائية، وضمان العدالة والشفافية.
نظام العقوبات
تم تحديث نظام العقوبات ليواكب التطورات الحديثة، حيث يركز على تحقيق التوازن بين العقاب والإصلاح، وضمان حقوق المتهمين والضحايا، وتعزيز الأمن العام.
* تصنيف الجرائم والعقوبات وفقًا لخطورتها، مع فرض عقوبات متدرجة تتناسب مع نوع الجريمة.
* إدراج العقوبات البديلة مثل الخدمة المجتمعية، والتعويض المالي، وبرامج إعادة التأهيل لبعض الجرائم البسيطة.
* مكافحة الجرائم الإلكترونية والاحتيال الرقمي، مما يعزز الأمن السيبراني وحماية البيانات.
وأشار المحامي خالد الحربي إلى أن نظام العقوبات الجديد، في حال اعتماده، سيكون ركيزة أساسية لترسيخ العدالة الجنائية، حيث قال: "إن نظام العقوبات الجديد يعكس العدل الإلهي في قوله تعالى (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)، وهو جزء من مشروع إصلاح وتطوير التشريعات القضائية في المملكة." وأضاف أن النظام سيضمن توازنًا بين حقوق الإنسان والعقوبات، موضحًا: "من خلال تدوين الجرائم وعقوباتها بدقة، سيكون النظام مرجعًا موحدًا للقضاة وموظفي الجهات القضائية، ما يضمن حماية للمتهم من التعسف ويسهم في ترسيخ العدالة".
وأكد الحربي أن هذا النظام الجديد سيعزز الأمن الاجتماعي من خلال عقوبات مناسبة تتماشى مع الجريمة المرتكبة، مع الحفاظ على حقوق المتهمين بما يتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية والقوانين الدولية.
كما ذكر الحربي: «الهدف الأسمى من نظام العقوبات الجديد هو مصلحة المجني عليه أولًا، بدليل أن العقوبات المقررة بالنظام، سواء مدد السجن أو مقدار الغرامات، معقولة ومتناسبة مع الجرائم. وهذا يمثل تطورًا في نظريات العقاب، حيث يركز النظام على إصلاح المجرم وردعه بدلاً من الاقتصار على معاقبته بشدة».
التحول الرقمي في القضاء
وفقًا لتقارير وزارة العدل السعودية لعام 2025، أصبح القضاء السعودي يشهد استخدامًا موسعًا للتقنيات الحديثة، حيث استُحدثت المحاكم الإلكترونية كجزء من عملية تطوير النظام القضائي. هذه المحاكم تُتيح للمواطنين تقديم الدعاوى ومتابعة القضايا عبر منصات إلكترونية متطورة، مما يوفر الوقت والجهد ويقلل من التكاليف المرتبطة بالإجراءات التقليدية.
وقد بلغت نسبة الجلسات القضائية التي تُعقد عن بُعد عبر خدمة "التقاضي الإلكتروني" نحو 95 % في عام 2025، مما يعكس التوسع الكبير في استخدام هذه الخدمة والتي تتيح للأطراف المعنية حضور الجلسات دون الحاجة للتواجد الفعلي في المحكمة. هذا التحول أسهم في تقليل التراكمات القضائية وسرع الإجراءات، بما يضمن العدالة الناجزة.
منصة "تراضي" للتسوية الودية
من بين أبرز الأدوات التي تعزز من فعالية التحول الرقمي في القضاء السعودي، تأتي منصة "تراضي" الإلكترونية للتسوية الودية، التي تتيح حل النزاعات بشكل سريع وفعال دون الحاجة إلى حضور الأطراف إلى المحاكم. هذه المنصة تسهم في تقليل الأعباء على المحاكم وتسريع عملية الفصل في القضايا، مما يسهم بشكل كبير في تحسين الوصول إلى العدالة وتقليل الضغط على النظام القضائي.
تزايد استخدام التقنيات في محاكم التنفيذ
بالإضافة إلى ما سبق، شهدت محاكم التنفيذ في السعودية استخدامًا متزايدًا للتقنيات الحديثة. في الأربعة أشهر الأولى من عام 2025، استقبلت المحاكم أكثر من 85,300 طلب تنفيذ إلكتروني، مما يعكس ثقة المواطنين في النظام الإلكتروني وقدرته على تسريع تنفيذ الأحكام القضائية بشكل دقيق وفعال. هذا التوسع يعزز من شمولية النظام القضائي الرقمي ويزيد من فعاليته.
كما أشار المحامي وليد الضوي إلى أن التحول الرقمي في القضاء السعودي أدى إلى تنظيم القضايا، تقليل الجهد والاعتماد على الأوراق، وتقليص الحاجة إلى الموظفين، مما أسهم في خفض التكاليف التشغيلية وزيادة كفاءة المحاكم. وأضاف أن الرقمنة ساعدت في تسهيل البحث عن المعلومات القضائية، وسهولة متابعة القضايا عن بُعد، وهو ما يعزز من سرعة الفصل في النزاعات، ويضمن تحقيق العدالة بفعالية أكبر.
دور القضاء في تعزيز الأمن السيبراني
مع تزايد الجرائم الإلكترونية، أصبح للقضاء السعودي دور بارز في مكافحة الجرائم الرقمية وحماية البيانات الشخصية والمؤسساتية. فقد تم تطوير تشريعات خاصة بالأمن السيبراني، وجرى إنشاء المحاكم المتخصصة في القضايا التقنية، مما يضمن التعامل السريع والعادل مع التهديدات الإلكترونية مثل الاحتيال المالي، وانتهاك الخصوصية، والاختراقات الأمنية.
وتمثل هذه الخطوات جزءًا من التزام المملكة بمواكبة التطورات التكنولوجية وضمان أمن المواطنين والمستثمرين في البيئة الرقمية، وهو ما يعكس الرؤية المستقبلية للمملكة في تحقيق عدالة حديثة وشاملة.
التحديات والفرص المستقبلية
في ظل التحول الرقمي الذي يشهده القضاء السعودي، تبرز العديد من التحديات التي تستلزم حلولاً مبتكرة لضمان تحقيق العدالة بكفاءة وأمان. وحول هذه التحديات، ذكرت المحامية عبير السعدي أن:
«أبرز التحديات الرئيسة التي تواجه القضاء في المملكة العربية السعودية في ظل التحول الرقمي:
1 - تطوير البنية التحتية التقنية: يقتضي التحول الرقمي توفير بنية تحتية قوية وآمنة لضمان استمرارية العمل وكفاءة الأداء. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لتحديث الأنظمة والتقنيات لتواكب التطور السريع.
2 - التدريب وتطوير المهارات: يحتاج القضاة والمحامون والإداريون في النظام القضائي إلى تدريب مستمر على استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الأنظمة الإلكترونية لإدارة القضايا، والمحاكمات الرقمية، واستخدام المنصات الإلكترونية للمحاكم.
3 - الأمن السيبراني وحماية البيانات: مع التحول الرقمي، تصبح المعلومات والبيانات القضائية عرضة للتهديدات الإلكترونية. لذا، تبرز الحاجة إلى تعزيز استراتيجيات الأمن السيبراني لحماية البيانات الشخصية والحساسة.
4 - القبول الثقافي للتكنولوجيا: رغم التحول الرقمي، قد يواجه البعض مقاومة في قبول استخدام التقنية في المحاكم، سواء من قبل القضاة أو المتقاضين. التغيير الثقافي في بعض الأحيان يكون صعباً ويحتاج إلى وقت.
5 - الوصول إلى العدالة الرقمية: قد يواجه البعض، خاصة في المناطق النائية أو كبار السن، صعوبة في الوصول إلى العدالة الرقمية بسبب نقص المعرفة بالتكنولوجيا أو ضعف الاتصال بالإنترنت.
والحمدالله وبفضل من الله استطاعت وزارة العدل مواجه هذه التحديات وتقديم حلول وتسهيلات لخلق بيئة عادلة ومنظومة قضائية رقمية متكاملة».
أثر الإصلاحات القضائية على المجتمع والاقتصاد
أسهمت هذه الإصلاحات في تحسين بيئة الأعمال وتعزيز ثقة المستثمرين، حيث أصبح النظام القانوني أكثر وضوحًا واستقرارًا. كما ساهمت في تمكين المرأة وضمان حقوقها في مختلف المجالات، مما يعكس التزام المملكة بتحقيق العدالة الاجتماعية.
العدالة الاجتماعية ودور القضاء في تحقيق المساواة
لا تقتصر إصلاحات القضاء على تحسين الكفاءة والسرعة، بل تمتد إلى تعزيز العدالة الاجتماعية، من خلال توفير الفرص المتساوية للجميع في الوصول إلى العدالة. وقد شهدت المملكة إصلاحات قانونية تدعم تمكين المرأة، وتعزز من حقوقها في مجالات مثل الأحوال الشخصية، والعمل، والمشاركة الاقتصادية.
كما تعمل الحكومة على تطوير أنظمة القضاء الإداري لضمان الشفافية والمساءلة في الجهات الحكومية، مما يسهم في تحقيق العدالة الإدارية وحماية حقوق المواطنين والمقيمين.
نحو مستقبل أكثر عدالة واستدامة
مع استمرار المملكة في تنفيذ استراتيجياتها الطموحة ضمن رؤية 2030، يظل إصلاح القضاء أحد المحاور الأساسية في بناء دولة قائمة على سيادة القانون والعدالة الشاملة. ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة مزيدًا من التطورات، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تسوية النزاعات، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تقديم الخدمات القانونية.
إن هذه الإصلاحات ليست مجرد خطوات إدارية، بل هي تجسيد لرؤية عميقة تهدف إلى جعل العدالة ركيزة أساسية للتنمية والاستقرار. ومع هذا التوجه، تسير المملكة نحو مستقبل تكون فيه العدالة أكثر كفاءة وشفافية وشمولية، مما يعزز منازلة الحقوق، ويرسخ بيئة قانونية تحقق التوازن بين حماية الحقوق ودعم النمو الاقتصادي والاجتماعي.
نظرة مستقبلية
في إطار تطلعات المملكة، من المتوقع أن تتزايد استخدامات التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في مجالات التحليل القانوني، إضافة إلى المزيد من الابتكارات في الإجراءات القضائية الإلكترونية. إنَّ هذا التحول نحو "العدالة الرقمية" يعد من أفق المملكة في المستقبل، مما يعزز كفاءة النظام القضائي ويضمن العدالة بصورة أكثر سرعة ودقة.
من خلال الإصلاحات القانونية والتحول الرقمي، تمكَّنت المملكة العربية السعودية من إرساء أساسات قوية للنظام القضائي، الذي يضمن حقوق الأفراد ويعزز التنمية المستدامة. وباستمرار الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، تتجه المملكة إلى أن تصبح أحد النماذج العالمية الرائدة في مجال القضاء المتطور، الذي يعتمد على التقنيات الحديثة لضمان العدالة الشاملة.
تحقيق العدالة والازدهار
يعكس التحول الرقمي والإصلاحات القانونية التي شهدها النظام القضائي السعودي التزام المملكة بتحقيق العدالة الشاملة والمستدامة ضمن رؤية السعودية 2030. من خلال تبني التقنيات الحديثة، تم تعزيز كفاءة النظام القضائي وضمان سرعة الإجراءات، مما يساهم في تحسين الوصول إلى العدالة ويعزز من ثقة المواطنين والمستثمرين.
لقد أتت هذه الإصلاحات في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تحديث البنية التحتية القضائية، وتوفير بيئة قانونية متطورة تعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. كما أن القضاء المستقل والفعال يُعد أحد العوامل الرئيسية في تعزيز الشفافية والمساءلة، حيث يضمن الجميع فرصة متساوية للحصول على حقوقهم القانونية.
ومع استمرار المملكة في تنفيذ خططها الطموحة ضمن رؤية 2030، يظل تطوير النظام القضائي أحد الأولويات الرئيسة لضمان تحقيق التنمية المستدامة. من المتوقع أن نشهد مزيدًا من التطورات في مجال القضاء الرقمي، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل القضايا، وتطوير أنظمة متقدمة للتنبؤ بالنزاعات القانونية، مما يسهم في تقليل زمن التقاضي وتحقيق العدالة بكفاءة أكبر.
إن إصلاح القضاء ليس مجرد خطوة نحو التقدم، بل هو حجر الأساس لمستقبل مزدهر تتكامل فيه العدالة مع التنمية. ومع هذه الإصلاحات الطموحة، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، حيث يكون القانون هو الأساس الذي يقوم عليه المجتمع والاقتصاد، وحيث تكون العدالة في متناول الجميع دون تمييز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.