الأعمال الجماعية يعتمد نجاحها على فريق العمل بكافة أفراده مهما كان المسمى أو طبيعة العمل. المنظومة تعني أن كل الأدوار مهمة وكلها تساهم في النجاح أو تسبب الفشل. هذا المبدأ يصح في كافة المجالات، في الإدارة، في الطب، في الرياضة، في الفن.. إلخ. خلف تنظيم الفعاليات على سبيل المثال يقف فريق عمل متنوع التخصصات، أي خلل في مرحلة من مراحل التنظيم سيؤثر على المراحل اللاحقة. لنفترض أن المسؤول عن الخدمات المساندة لم يقم بدوره بالشكل المطلوب فكان لذلك تأثير سلبي على نجاح الفعالية. في هذه الحالة سيتجه اللوم لهذا المسؤول. حين يحدث العكس ويتحقق النجاح الشامل، هل سيكون المسؤول عن الخدمات المساندة مشمولا بالشكر والتقدير، هل سيشمل ذلك المسؤولين عن الاستقبال، عمال النظافة، رجال الأمن.. إلخ. في مجال الطب وهو المجال الأهم تنفذ العمليات بواسطة فريق طبي وتمر بخطوات كل خطوة تعتمد على ما قبلها، أي تشخيص أو إجراء خاطئ أو معلومة غير دقيقة سوف تؤثر على نجاح العملية. نجاح العملية يفترض أن يتجه التقدير فيه للفريق وليس للفرد. في المجال الفني يمكن استحضار تجربة حفل الأوسكار الذي يقام سنويا في أميركا ويقدم الجوائز لكافة تفاصيل العمل الفني، أفلام، مسلسلات، أفلام وثائقية. هذه الجوائز تشمل الممثل والمخرج، والموسيقى التصويرية، والملابس، والسيناريو، والمكياج.. إلخ. المنتج السينمائي أو التلفزيوني خلفه فريق عمل إن لم تتوفر فيه الكفاءة والإخلاص فلن يتحقق النجاح. في عالم الرياضة، مسابقات فردية ومسابقات جماعية. في المسابقات الفردية مثل التنس تذهب النجومية في الغالب للاعب وقد لا يرد ذكر للمدرب. في الألعاب الجماعية مثل كرة القدم، النجم الأبرز هو من يسجل الأهداف، وقد لا يرد ذكر للمدرب إلا في حالة الخسارة. في كل الأعمال الجماعية يجب ألا ننسى المشاركين بصمت بعيدا عن الأضواء سواء القائمين بجهد فكري أو جهد بدني؛ لأن العمل بدونهم سيكون ناقصا، والبعض لا يقدر أهميتهم إلا في حالة غيابهم مثل الفنيين وعمال النظافة والصيانة. المسؤولية مسؤولية الجميع في حالتي النجاح والفشل، وإذا كان النقد يوجه للجميع في حالة الفشل فيجب تقدير الجميع في حالة النجاح سواء في الأنشطة الجماعية أو حتى الفردية لأن الفرد لا يعمل لوحده مهما كان العمل الذي يمارسه أو النشاط الذي ينجح فيه. الأضواء والشهرة لا تصل إلى العاملين خلف الكواليس، هل هناك برامج حوارية مثلا تستضيف الفنيين في التقنية أو مجال الصيانة، أو عمال النظافة، هم جزء مهم من منظومة العمل الجماعي، لماذا لا نكتشف عالمهم، لماذا لا نبرز طبيعة عملهم، لماذا لا نطلب آراءهم ومقترحاتهم، لماذا لا نقدم لهم الجوائز، لماذا لا نشعرهم بأهميتهم وأهمية المهام التي يقومون بها؟ الشعور بالأهمية حافز للإخلاص والإبداع وتعزيز الانتماء، هكذا ينجح أي فريق عمل إذا كان التقدير يشمل كل أعضاء الفريق. نجاح أي فريق عمل أو عمل جماعي يتطلب معرفة الجميع بالأهداف المشتركة وهذا يتطلب مشاركة الجميع حتى في مرحلة التخطيط.