نبحث عن الإدارة في حالة النجاح وفي حالة الفشل. وحين يسود مبدأ العمل بروح الفريق فإن النجاح والفشل يكونان مسؤولية الجميع. في أدبيات النقد الاداري يوجد لغة نقدية تسقط أسباب الفشل على العاملين وتعدد كل أوجه القصور، وتسلط الضوء على تعثر المشاريع وعلى الأخطاء (المتكررة) وعلى سوء الخدمات، وسوء المعاملة، وبطء عملية التطوير. وبعد كل ما تقدم تأتي عبارة ثابتة تقول (إن الإدارة ما قصرت) وحيث إن تلك العبارة غير منطقية ومحرجة فإن المسؤول يضطر أحياناً إلى إعلان نفسه مسؤولاً عن التقصير أو الفشل. إذا تذكرنا مبدأ فريق العمل فسوف ندرك أهمية ربط النجاح والفشل بهذا الفريق بكامل أعضائه وكافة مستوياته التنظيمية. أما إذا كانت المنظمة تربط النجاح بشخص واحد فإن هذه المنظمة في حالة الفشل سوف يكون تركيزها على البحث عن شخص أو أشخاص تضع عليهم اللوم ولن يكون منهم ذلك الشخص الذي يرتبط به النجاح بصفة دائمة. وهذا النوع من التفكير يؤدي في النهاية الى أن يكون الهم الأول لهذه المنظمة (في حالة وقوع أخطاء) ليس إصلاح هذه الأخطاء وإنما البحث عمن يقع عليه اللوم، وذلك نتيجة لغياب مبدأ العمل بروح الفريق. إن العمل بذلك المبدأ يعني مشاركة كافة الأعضاء، ويعني وجود الانتماء والانسجام والعمل من أجل هدف واحد. هذا لا يعني عدم وجود أهداف فردية ولكن من المهم ألا تتعارض هذه الأهداف الفردية مع أهداف الفريق. ونتذكر أيضاً أنه عندما يشعر عضو الفريق بأهميته فسوف يقوى لديه الانتماء والعطاء والقيام بدوره ومسؤولياته في إطار التنافس البناء الذي يخدم الأهداف المشتركة. عندما تتوفر هذه البيئة الإيجابية فسوف يكون النجاح والفشل مسؤولية الجميع. والمنظمة التي تتوفر فيها هذه البيئة تحفز المنتمين إليها للمشاركة الفعالة دون خوف من الفشل. إن مقولة إن(الإدارة ما قصرت) تعبر عن بيئة عمل تعودت على تنفيذ التعليمات والتوجيهات وغياب المشاركة. بيئة ينتشر فيها الخوف والمجاملة والتنافس غير البناء.. بيئة تحصر الإبداع والمبادرات والذكاء والحلول في قمة الهرم الوظيفي، وهذا الحصر هو السبب في انتساب النجاح إلى الإدارة العليا، وانتساب الفشل إلى الآخرين. سؤال إلى المتدربين: هل تستطيع تطبيق فكرة هذا المقال على حالة إدارية من الواقع ؟