استأنف الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، عدوانه على قطاع غزة بشن غارات جوية مكثفة تستهدف عدة مناطق في أنحاء القطاع، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، وسط مناشدات من طواقم الإسعاف والمواطنين لتقديم الإسعافات الأولية وإنقاذ المصابين. وصرحت وزارة الصحة في غزة بأن المئات استُشهدوا وأصيبوا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة، فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة. وأعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن استئناف الهجمات على قطاع غزة على ما يزعم أنها مواقع لحركة حماس، فيما أكدت وزارة الأمن الإسرائيلية أن العمليات العسكرية ستتصاعد تدريجيا وبقوة كبيرة خلال الساعات المقبلة. كما ذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو ووزير الأمن، يسرائيل كاتس، وجّها الجيش لتنفيذ ضربات مكثفة ضد حماس، في حين أكد الجيش الإسرائيلي في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام "الشاباك" صدر عنهما أنه "يستهدف بشكل واسع مواقع للحركة في القطاع، بناءً على توجيهات المستوى السياسي". وأفادت مصادر فلسطينية ووثقت مقاطع فيديو بأن القصف الإسرائيلي استهدف خيام النازحين ومدارس تأوي مئات العائلات، إضافة إلى عدد من المساجد، ما أدى إلى وقوع ضحايا بين شهداء ومصابين. وقالت حماس إن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يتخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار ويعرّضون الأسرى إلى مصير مجهول"، مطالبة "الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه". ويأتي هذا التصعيد بعد شهرين من وقف إطلاق النار، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، في ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية. وأعلن الدفاع المدني في غزة أن طواقمه تواجه صعوبات كبيرة في العمل نتيجة الغارات المتزامنة على مناطق عدة بالقطاع. وقال مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية إنهم عاجزون عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، وأكد نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية نتيجة استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن 100 طائرة شاركت في استئناف الغارات على قطاع غزة، وقال إن العدوان سيستمر ما دام ذلك ضروريا وسيتوسع إلى ما هو أبعد من الغارات الجوية. وقالت مصادر إسرائيلية إن قرار استئناف العدوان اتخذ مساء الاثنين في اجتماع عقده نتنياهو بوزارة الحرب في "تل أبيب". بينما أعلن البيت الأبيض أن "إسرائيل" استشارت إدارة الرئيس دونالد ترمب بشأن الغارات على غزة، ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن مصادر إسرائيلية أن تجدد القتال في غزة تم تنسيقه مع الإدارة الأميركية، وأن واشنطن وافقت على ذلك. وحمّلت (حماس) في بيان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "والاحتلال الصهيوني النازي المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة". وأضافت أن نتنياهو وحكومته "اتخذا قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار معرضين الأسرى الإسرائيليين في غزة لمصير مجهول". وطالبت الحركة الوسطاء ب "تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه"، داعية الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي لانعقاد عاجل لأخذ قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها. بدورها، قالت أحد فصائل المقاومة الشعبية، إن نتنياهو أفشل عمدا كل مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأضافت الحركة أن العدوان الجديد لن يمنح يدا عليا لإسرائيل على المقاومة لا في الميدان ولا في المفاوضات. وزعم بيان لمكتب نتنياهو أن استئناف العدوان على غزة يأتي "في أعقاب رفض حماس المتكرر إطلاق سراح الأسرى، ورفضها جميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء". وكانت وسائل إعلام عبرية قالت الخميس الماضي إن المبعوث الأميركي قدّم اقتراحا محدثا إلى الطرفين يقضي بإطلاق 5 أسرى إسرائيليين مقابل 50 يوما من وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية. بدورها، أعلنت حماس يوم الجمعة الماضي موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء، وتتضمن الموافقة الإفراج عن جندي إسرائيلي أميركي و4 جثامين لمزدوجي الجنسية، في إطار استئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى. ومطلع مارس الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصل الاحتلال من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف شهيد منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر. "الخارجية" تطالب بتدخل دولي طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بموقف دولي حازم لتثبيت الوقف الفوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرة من إقدام الاحتلال على تنفيذ مخططاته بتهجير أبناء الشعب الفلسطيني. وأكدت في بيان صادر عنها، وصل"الرياض" نسخة منه، أن الحلول السياسية هي مدخل لتحقيق التهدئة ووقف العدوان واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع. وأدانت، الهجوم الوحشي المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، والذي خلّف حتى الآن أكثر من 350 شهيداً وعشرات المفقودين ومئات الجرحى أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن. واعتبرت "الخارجية"، أن استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني واستباحة دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزل يمثل هروباً إسرائيلياً رسمياً من استحقاقات تثبيت وقف حرب الإبادة والتهجير وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وتعطيلاً للجهود الدولية الداعمة لخطة إعادة الإعمار وتوحيد شطري الوطن، وتجسيد الدولة الفلسطينية. الاحتلال يواصل عدوانه يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم ال 57 على التوالي، وسط عمليات تجريف منازل وإحراقها، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية. وفجر أمس، اقتحمت قوات الاحتلال الحي الشرقي من مدينة جنين وتمركزت في حي الألمانية ووادي عز الدين. وكانت قوة كبيرة من آليات الاحتلال قد اقتحمت مخيم جنين الليلة الماضية، مع تواصل عمل الجرافات العسكرية في توسيع الطرق في أحياء المخيم وشق طرق أخرى. وبحسب بلدية جنين، فإن الاحتلال هجر سكان 3200 بيت في المخيم، فيما شهد اقتصاد مدينة جنين تراجعاً كبيراً وازدادت نسبة الفقر بين سكانها. وشهدت شوارع مخيم جنين تحركات لدبابات الاحتلال مساءً، وتجولت الدبابات في شارع حيفا ومحيط المخيم، مع استمرار وصول التعزيزات العسكرية إليه برفقة خزانات المياه والمدرعات. وأخطرت قوات الاحتلال بإخلاء 120 دونما من أراضي بلدة جلبون شرق جنين، فيما داهمت منزل المواطن غالب أبو الرب وأجبرته على إخلائه وحولته إلى ثكنة عسكرية. اقتحام لمخيم عسكر أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب خالد صالح قرعان (25 عاماً) برصاص الاحتلال في قلقيلية، وإصابة 3 فلسطينيين آخرين بجروح متفاوتة. وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت قلقيلية، وتمركزت في حي كفر سابا من المدينة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أصيب خلالها الشاب قرعان برصاصة في البطن وثلاثة آخرين بجروح متفاوتة. وحاصرت قوات الاحتلال منزلين في مدينة سلفيت وطالبت سكانها بتسليم أنفسهم، حيث اعتقلت فلسطينيين في وقتٍ لاحق، كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة طوباس. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد شرق نابلس، وداهمت قوات الاحتلال عدة منازل خلال اقتحام مخيم عسكر الجديد شرق نابلس. ومنذ أسابيع، يشن جيش الاحتلال عدوانا واسعا على مخيمات جنين وطولكرم وطوباس، مما أسفر عن عشرات الشهداء، وتهجير نحو 40 ألفا من الأهالي من المخيمات، وتدمير بنيتها التحتية إلى حد كبير. يأتي ذلك في وقت أصيب فيه فلسطيني بجراح بعدما اعتدى مستوطنون على منازل الفلسطينيين في قرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة. وقد هاجم المستوطنون منازل الفلسطينيين وألقوا الحجارة عليها واعتدوا بالضرب على رعاة أغنام كانوا في المنطقة. في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمات الفوار جنوب الخليل، والجلزون والنبي صالح برام الله، وشعفاط في القدس. كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سعير شمال الخليل ومدينة بيت لحم جنوبيالضفة الغربية، بينما استأنفت هدم منازل في مخيم نور شمس في الضفة. وأجبرت قوات الاحتلال نحو 200 عائلة فلسطينية على النزوح من مخيم طولكرم والأحياء المجاورة له خلال اليومين الماضيين. وأبلغت قوات الاحتلال العائلات المتبقية في حارة "قَاقون" بضرورة مغادرة منازلها في المخيم، في حين اعتدت على فلسطينيين آخرين في حارة "أبو الفول" أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم لأخذ بعض المستلزمات الضرورية. وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال أجبر من تبقى من سكان حارة "مربعة حنون" في المخيم على إخلاء منازلهم بالقوة. كما أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت على فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، بعد أن حاولوا دخول المخيم الليلة الماضية، حيث واصل تهديداته للسكان بالعقاب في حال العودة إلى منازلهم أو الاقتراب منها. تحذير أممي وقد حذّرت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز من أن الفلسطينيين يواجهون خطرا حقيقيا يتمثل في التطهير العرقي الجماعي، في ظل تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي خطته الطويلة الأمد للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإخلائها من الفلسطينيين. وأشارت المقررة الأممية إلى أن الضفة الغربية تواجه أسوأ هجوم لها منذ الانتفاضة الثانية، شهد استعمال الغارات الجوية والجرافات المدرعة وعمليات هدم المنازل وتدمير القرى والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الأراضي الزراعية. ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدسالشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 935 فلسطينيا وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و640، وفق معطيات فلسطينية رسمية. عدوان إسرائيلي على الضفة سقوط شهداء جراء القصف الإسرائيلي (أ ف ب) تجدد العدوان على غزة