90 % من السكان لا يحصلون على مياه الشرب تواصل الحكومة الإسرائيلية منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المنكوب ما فاقم المعاناة الإنسانية لأكثر من اثنين مليون فلسطيني نازح بالقطاع، كما تستمر في المماطلة في إنجاز المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتصعد من خروقاتها، في اليوم ال52 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وحذرت الأممالمتحدة من تداعيات خطيرة على السكان المدنيين في القطاع إثر قيام إسرائيل بوقف إمداد القطاع المدمر بالكهرباء، علماً أنه محروم أيضاً من شحنات الوقود منذ أكثر من أسبوع. وأكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى قطاع غزة بشكل فوري. وشدد منسق الشؤون الإنسانية مهند هادي في بيان له، أن أي تأخير إضافي في إدخال المساعدات سيفضي إلى تقويض أي تقدُّم تم تحقيقه من خلال وقف إطلاق النار في غزة. وقال هادي إن القانون الإنساني الدولي واضح، إذ ينبغي الوفاء بالاحتياجات الأساسية للمدنيين، بطرق منها إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها دون عقبات. ويأتي ذلك، بينما تتجه الأنظار إلى العاصمة القطريةالدوحة ترقباً لجولة مفاوضات جديدة،، إذ من المقرر وصول وفد التفاوض الإسرائيلي، في حين أشار المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر، إلى إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد في القطاع. إدانات عربية وطالبت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لعودة الكهرباء وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة "بشكل فوري دون شرط أو قيد"، مجددة دعوتها لتفعيل آليات المحاسبة الدولية على هذه "الانتهاكات الخطيرة". واعتبرت قطر، التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل حماس في غزة، أن "السياسات الإسرائيلية القائمة على حصار الفلسطينيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية إليهم تهدف إلى فرض التجويع وتفجير الأوضاع في القطاع". أزمة مياه حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف"، من وصول النقص الحاد في المياه في قطاع غزة إلى مستويات حرجة، مؤكدةً أن 90 % من السكان لا يحصلون على مياه صالحة للشرب. وقالت مسؤول "اليونيسف" في غزة روزاليا بولين، إن واحداً فقط من كل 10 أشخاص يستطيع الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، أي ما مجمله 90% من السكان. وأكدت أن 600 ألف شخص استعادوا الحصول على مياه الشرب في تشرين الثاني 2024، "لكنها انقطعت عنهم مرة أخرى". وتقدر وكالات الأممالمتحدة أن 1.8 مليون شخص أكثر من نصفهم من الأطفال يحتاجون بشكل عاجل إلى المياه والصرف الصحي والمساعدة الصحية. ونبهت وكالات الأممالمتحدة أن الوضع تدهور بشكل أكبر بعد قرار قطع الكهرباء عن القطاع، ما أدى إلى تعطيل عمليات تحلية المياه الحيوية. وأكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الثلاثاء، على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى قطاع غزة بشكل فوري. وشدد منسق الشؤون الإنسانية مهند هادي في بيان له، أن أي تأخير إضافي في إدخال المساعدات سيفضي إلى تقويض أي تقدُّم تم تحقيقه من خلال وقف إطلاق النار في غزة. وقال هادي إن القانون الإنساني الدولي واضح، إذ ينبغي الوفاء بالاحتياجات الأساسية للمدنيين، بطرق منها إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها دون عقبات. ولفت النظر في بيانه إلى ضرورة استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مضيفاً "وعلى الأطراف الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي". وكان وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، قد أعلن ، عن سحب الترخيص الذي يسمح لشركة الكهرباء بتزويد قطاع غزة بالطاقة، بعد 10 أيام من قرار منع دخول الوقود والمساعدات الإنسانية إلى القطاع. وجاء القرار الإسرائيلي في وقت يواجه فيه قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، إذ تسبب عدوان الاحتلال، على مدار 15 شهرًا، في شلل شبه تام للبنية التحتية، لا سيما قطاع المياه. إغلاق المعابر تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع والوقود إلى القطاع لليوم العاشر على التوالي. ويفاقم استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، الوضع الإنساني في القطاع، ومعاناة الفلسطينيين، في ظل نقص السلع الأساسية والوقود والمستلزمات الطبية. ويُعمق تعطيل دخول المواد الغذائية الأساسية، أزمة الجوع والمجاعة لدى الغزيين، في ظل شحّ الإمدادات وانعدام البدائل. وفي الثاني من مارس/آذار الجاري، قرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقف جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة. ويعاني الغزيون من نقصٍ حاد في المواد الغذائية الأساسية، وارتفاع أسعار السلع بشكل يفوق قدرة العائلات التي فقدت مصادر دخلها. ويتهدد خطر الموت حياة آلاف المرضى والجرحى لخطر الموت، بسبب نقص العلاج وانهيار المنظومة الصحية، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية. وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف إن تشديد الاحتلال حصاره على القطاع، وإغلاق المعابر، أدى لتفاقم أزمة المياه، جراء نقص الوقود، وعدم قدرة البلديات على إيصال المياه للاستخدام المنزلي للمواطنين. وأوضح معروف في تصريح صحفي، أن الاحتلال تعمد تدمير أكثر من 700 بئر خلال حربه على القطاع، محذرًا من أن نقص الوقود يُنذر بتوقف آبار المياه العاملة في القطاع ومحطات التحلية. وأضاف أن القطاع يواجه أزمة خانقة في مياه الشرب، بعد تدمير الاحتلال 580 محطة مياه، وما تبقى منها مهدد بالتوقف، بفعل نقص الوقود، فضلًا عن عدم قدرة لجان الطوارئ على توفير صهاريج المياه الصالحة للشرب. بدوره، قال رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة عبد الناصر العجرمي إن خمسة مخابز توقفت عن العمل بسبب إغلاق الاحتلال لمعابر غزة، محذرًا من توقف البقية خلال مدة لا تتجاوز 10 أيام وحتى 15 يومًا. وأوضح أن خمس مخابز توقفت عن العمل، بسبب نفاذ كميات غاز الطهي الذي تعتمد عليه في عملها، أربعة منهم في محافظة خانيونس جنوبي القطاع، ومخبز في البريج وسطه. وبين أن المتبقي في كل مناحي القطاع 18 مخبزًا، متعاقد أيضًا مع برنامج الأغذية العالمي، وهذه المخابز تعمل أوتوماتيكيًا، وتعتمد على السولار في عملها. الضفة تحت النار: ثلاثة شهداء في جنين ومستوطنون يحرقون مركبات قرب رام الله استشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت واصل الاحتلال، الثلاثاء، حملة اقتحاماته لمناطق عدة بالضفة الغربية المحتلة، في ظل عمليته العسكرية بجنين وطولكرم. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شابين برصاص الاحتلال فجر أمس، في مدينة جنين، بينما قالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها نقلت الشهيدة فايزة أبو غالي (58 عامًا) برصاص الاحتلال من حاجز الجلمة العسكري إلى مستشفى جنين الحكومي. وسبق أن أطلقت قوات الاحتلال النار على سيارات الإسعاف ومنعتها من الوصول إلى مصاب في الحي الشرقي بمدينة جنين. ونفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات ومداهمات في مناطق مختلفة من الضفة، ووسعت حملتها العسكرية إلى بلدة عزون قضاء قلقيلية شمالي الضفة واعتقلت عشرات الشبان وأخضعتهم لتحقيقات ميدانية، وسط انتشار مدرعات الاحتلال في عدد من الأحياء في البلدة. واقتحمت قوات الاحتلال عدة مناطق في مدينة جنين ومخيمها، خاصة في الحي الشرقي من المدينة، بينما حاصرت بلدة قباطية وقصفت منزلا بالقذائف، فيما أكدت مصادر طبية أن قوات الاحتلال أصابت شابا في جنين، وأكد الهلال الأحمر قوات الاحتلال منعت طواقمه في جنين من الوصول إلى إصابة في الحي الشرقي. وواصلت قوات الاحتلال إجبار العائلات على إخلاء منازلها في الحي الشرقي بمدينة جنين، في ظل استمرار العدوان على المخيم لليوم ال50. إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم عسكر القديم واعتقلت عددا من الشبان، بينما اقتحمت القوات بلدة بيرزيت شمال رام الله وسط اندلاع مواجهات وإطلاق رصاص حي من قبل القوات، قبل أن تنسحب مخلفة إصابة شاب بالرصاص الحي في القدم، و3 معتقلين بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح. وشن الاحتلال حملة اعتقالات في مدينة الخليل وضواحيها لليوم الثالث على التوالي، فيما أكد الهلال الأحمر أن طواقمه تعاملت مع 4 إصابات رصاص حي في بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم، جرى نقلها إلى المستشفى. يأتي ذلك، في وقت تواصلت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وأكد رئيس مجلس قروي أم صفا شمال غرب رام الله، مروان صباح، أن مستوطنين أحرقوا مرآبا وعددا من السيارات عقب هجوم نفذوه على القرية. الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم ال44 على التوالي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم ال44 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم ال31، وسط تصعيد عسكري يشمل تعزيزات مكثفة وحصارا مشددا ومداهمات واسعة للمنازل. وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، ونشرت فرق المشاة في حارات المخيمين ومحيطهما، وسط إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية لترويع المواطنين. وأضافت، أن قوات الاحتلال بآلياتها وجرافاتها الثقيلة، عززت وجودها العسكري أمام المنازل التي تستولي عليها في شارع نابلس الذي يربط بين مخيمي طولكرم ونور شمس، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة المواطنين. وخلال ساعات الليل، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على شارع نابلس، حيث اعترضت المركبات المارة وأوقفتها وفتشتها، ودققت في هويات ركابها، واحتجزت عددا منهم خاصة الشبان، ونكّلت بهم، وحققت معهم ميدانيا، دون أن يبلغ عن اعتقالات. وصعّدت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في مخيم طولكرم، حيث كثفت دورياتها الراجلة في حاراتها كافة، بما فيها حارتا المربعة والخدمات، وسط مداهمات واسعة للمنازل والمحلات التجارية بعد خلع أبوابها وتفجيرها، وتخريب محتوياتها، وهي تطلق الأعيرة النارية بشكل عشوائي. ويعاني المخيم دماراً واسعاً وشاملاً طال بنيته التحتية، إلى جانب المنازل التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والتخريب والإحراق، فيما حولت قوات الاحتلال المنازل المتبقية إلى ثكنات عسكرية، ما زاد معاناة الأهالي في ظل استمرار العدوان. وفي مخيم نور شمس، تواصل قوات الاحتلال حصارها المطبق عليه، مترافقا مع عمليات اقتحام واسعة للمنازل، وتعمدت تخريب محتوياتها بعد تفتيشها، وإخضاع سكانها للاستجواب تحت التهديد. أزمة مياه إغلاق المعابر