يأتي شهر رمضان بأجواء روحانية واجتماعية مميزة، حيث يحتفل المسلمون حول العالم بطرق مختلفة حيث إنها تعكس ثقافتهم وتقاليدهم، والبعض يركز على العبادة، والبعض الآخر يحتفي بالشهر من خلال عادات طريفة وغريبة لا ترى إلا بشهر رمضان، وفي تركيا يشتهرون بإضاءة المساجد طوال الليل، ويجتمع الأتراك في الخيام الرمضانية لتناول الأطباق التقليدية، أما نيجيريا لها عادة مميزة، حيث إن لدى كل فرد صحنه الخاص عند الإفطار، ولكن في اليونان يقوم المسلمون هناك بتجهيزات المصليات لإقامة الإفطار الجماعي وصلاة التراويح. وفي إندونيسيا تتخذ الحكومة إجراءات خاصة بالشهر الكريم، حيث إنها تغلق الملاهي الليلية ومنع بيع الكحول احترامًا للشهر، وفي كاميرون تبقى الأبواب مفتوحة طوال رمضان لاستقبال أي صائم لم يصل إلى منزله في وقت الإفطار، حيث يعكس كرم الضيافة. أما الهند لا يكتمل فطورهم إلا بالغنجي، وهي شوربة تمنح الصائم الطاقة والقوة طوال اليوم، أما في جزر القمر يحتفلون برمضان، حيث يبدؤون بضرب الطبول إعلانا بقدوم الشهر، ويستمر السهر حتى وقت السحور، والفلبين تزين المساجد ويقام الإفطار الجماعي، ويحرصون على أداة صلاة التراويح كاملة ب20 ركعة. ومن الدول التي تبرز تقاليدها بإفطار القرية هي ماليزيا، حيث إنها تتولى كل منزل بإطعام أهل قريته ليوم واحد خلال الشهر، واليابان رغم قلة عددهم المسلمين تفتح أبوابها أمام الجميع لتعريف غير المسلمين بالإسلام، ويزداد الإقبال على الإفطار الجماعي، أما في روسيا تعد مناسبة خاصة لتجمع العائلات والأصدقاء، حيث تقام موائد الإفطار الكبيرة، وتختم تلاوة القران الكريم في المساجد طوال الشهر. وفي الولاياتالمتحدة يحافظ المسلمون على تقاليد بلدانهم الأصلية، حيث تجتمع العائلة والأصدقاء، أما في تنزانيا يبدأ الأطفال الصيام من سن 12 عاما، وتغلق المطاعم نهارا احتراما للصائم، أما في ليبيريا الأمر مختلف بعض الشيء، حيث يعتبر من يستمع إلى الموسيقى صائم، ولذلك يخلو الشهر من أي ألحان موسيقية. رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام، بل هو شهر مليء بالعادات الفريدة والروح الجماعية التي تجسد معاني التضامن والتراحم بين الناس في كل مكان.