عملت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة منذ إنشائها قبل أربعين عاما على تفعيل النشاط الثقافي النسوي للمرأة السعودية، كما عملت على تمكينها وحضورها وإبراز أنشطتها المعرفية ومهاراتها في الإبداع والكتابة والحرف اليدوية والفن التشكيلي ، كما أبرزت مهاراتها العملية في الإشراف على أحد المراكز النوعية المتخصصة في خدمة التراث الثقافي ، وذلك بقيامها بإدارة المركز الخاص بترميم المخطوطات والوثائق والصور والكتب النادرة، والخرائط والمجلات والصحف، وغيرها من المواد التراثية والتاريخية ، وحمايتها من التلف، والتآكل، والتدهور، وصيانة المواد التاريخية المتنوعة التي تحتفظ بها المكتبة، حيث يقوم المركز بترميمها وحفظ المجموعات التي تقتنيها المكتبة نظرا لأهميتها التاريخية . وتشرف على المركز وتعمل به مجموعة من المتخصصات السعوديات في ترميم المواد القديمة، وفي مجال الوثائق والمخطوطات، وذلك عبر استخدام أجهزة حديثة تعمل في هذا المجال، حيث قدمت المكتبة عددا من الدورات واستقطاب الخبراء لتدريب المشرفات على المركز فضلا على تدريبات عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية. أقسام الترميم يتضمن المركز الذي تم تدشينه في العام 2022م عدة أقسام، هي: قسم المعالجة والتعقيم، وقسم الترميم اليدوي والتوثيق، وقسم الترميم الآلي والتصفيح، وقسم الخياطة والتجليد ويتوفر في هذه الأقسام أجهزة بمواصفات عالية الجودة مثل: غرفة تعقيم بالأوزون، وكابينة شفط الغازات الخانقة والسامة، وجهاز الترميم الآلي، جهاز التصفيح، وجهاز المقص بالليزر، بالإضافة إلى طاولات معالجة، وألواح إضاءة، وكاويات، ومكابس يدوية. وتبدأ مراحل الترميم من استلام المادة المراد ترميمها، حتى تسليمها بالطريقة الصحيحة، بصناديق حفظ متخصصة، لحمايتها من العوامل البيئية في المستقبل. ويقوم المركز بخدمات التعقيم والترميم والتجليد للمصادر التاريخية من المخطوطات، والوثائق، والأفلام، والصور الفوتوغرافية، وكذلك خدمات حفظها مايكروفيلميًّا ورقميًّا. كما أنّه بدأ في استقبال الخدمات الخارجية للأفراد وللجهات من ترميم ومعالجة وحفظ، حيث تميز المركز بتقديم أوعية حفظ خالية الحموضة ومتنوعة تناسب الحفظ المستدام للمقتنيات التراثية بمختلف أنواعها. وتشرف على إدارة التراث الثقافي ومركز الترميم أ. شذا العجمي التي تقدم ورش عمل عن: أسس ترميم المخطوطات والوثائق وغيرها. إنجازات علمية نجح المركز في تعقيم أكثر من 61000 آلاف وترميم (28661) مادة علمية نادرة من أصول التراث الثقافي، تتضمن مجموعات من الصور والوثائق والخرائط والكتب النادرة والمخطوطات، حيث قام بترميم صور نادرة لمدينة الدرعية القديمة، تمثل أطلال المدينة في مطلع القرن الرابع عشر الهجري ويبرز فيها بشكل كبير حالة الدرعية ووضعها، إضافة إلى ما يحيط بها من غابات النخيل الوارفة. كما قام المركز بترميم (415) صورة نادرة لمدينة جدة، وترميم (183) كتابا نادرا، ومن أبرز الكتب التي تم ترميمها كتاب (مشعل المحمل) وهو كتاب نادر عن سير الحاج المصري برًّا من تأليف محمد صادق بيك يحتوي على خريطة (سير المحمل) من القاهرة الي مكة والي المدينةالمنورة ثم إلى القاهرة في العام 1881م . بالإضافة إلى ذلك رمم المركز مجموعة من العملات السعودية التي كانت تسمي إيصال الحج، تم إصدارها في 14 ذو القعدة 1372ه الموافق 25 يوليو 1953م، كما قام بتأهيل أكثر من (6600) وثيقة نادرة وإعادة ترميم سلسلة من المجلات والدوريات النادرة نحو ما يصل إلى (1260) دورية، بالإضافة إلى (12694) من الطوابع. كما قام بتعقيم (2235) خريطة نادرة وقيمة ، تمهيدا لترميمها وحفظها، وترميم أكثر من (1835) خريطة ومن أبرز هذه الخرائط: خريطة قارة أفريقيا وشبه الجزيرة العربية التي رسمها أبراهام أورتوليوس سنة 1570م ، وخريطة بطليموس التي تغطي شبه الجزيرة العربية عام 1564م وخريطة جياكومو جاست لدي الذي رسم خريطة في العام 1554م عبارة عن جزئين ، الجزء الأول بين الهند وسيرلانكا في حين تبين الثانية أجزاء من جنوب الجزيرة العربية والمحيط الهندي ، إضافة إلى خرائط تعود لدلتا نهر النيل وقارة آسيا في عام 1799م وغيرها من مصادر التراث الثقافي الذي تقتنيه المكتبة.