ماذا حدث للاتحاد مع بلان؟

كتبت مقالاً قبل «كلاسيكو» الكرة السعودية بين الاتحاد والهلال وقلت إن «الكلاسيكو» لن يحسم لقب الدوري، ولكن على ما يبدو أن الاتحاديين غرتهم الرباعية التي هزموا بها الهلال واعتقدوا أن اللقب أصبح قريبًا من عروس البحر الأحمر جدة على الرغم من تبقي أكثر من ثلاث عشرة جولة منذ نهاية الكلاسيكو ولكن المبالغة في تبعات الانتصار والاعتقاد الخاطئ بحسم اللقب جرفت الاتحاد نحو النتائج السلبية.
لك أن تتصور عزيزي القارئ أن الاتحاد لم يكسب أي لقاء بعد مواجهة الهلال وخسر ست نقاط من تسع نقاط كانت سبع منها في متناول اليد، ولكن دخل الاتحاديون في موجة من الشك قادرين على الخروج منها إن أحسنوا التعامل مع الجولات العشر المتبقية على أنها نهائيات تحتاج لمزيد من الجهد والعطاء لإسعاد المدرج الاتحادي المتعطش.
ثلاث مواجهات خرج منها الاتحاد متعادلًا أمام الخليج والأخدود والقادسية تقريباً بظروف متشابهة في مواجهتي الخليج والأخدود ثم عاد ولحق بالقادسية في المواجهة الأخيرة للفريق ليدرك التعادل فالاتحاد وعلى ما يبدو أنه يجد معاناة نفسية نتيجة ضغوطات الصدارة ولربما لظروف الشهر الكريم والتغيرات التي تطرأ على اللاعب من حيث توقيت النوم وتغيير النظام الغذائي خاصة وأن هناك أربعة لاعبين مسلمين في الاتحاد.
وبعيدًا عن اعتبارات شهر رمضان والصوم، ولكن هناك أمور فنية تحتاج لإعادة نظر من قبل المدرب الفرنسي لوران بلان، فمع هبوط مستويات بعض اللاعبين المؤثرين في فريقه فهو يحتاج لاتخاذ قرار جريء كما سبق وأن اتخذه عندما كانت هناك حالات إصابات دفعته لمنح الثقة لعناصر بديلة، فالوضع هنا اختلف من إصابة الى تراجع في الأداء لبعض اللاعبين وعليه إبقاءه بجانبه إن لزم الأمر.
عملية التدوير مهمة جدًا لأي فريق يريد المنافسة على اللقب والاتحاد ربما الفريق الجاهز على مستوى دكة البدلاء، ولكن مازال لوران بلان متمسك بقناعاته في الاعتماد على الأسماء التي مازالت بعيدة عن مستواها المعهود وفي مقدمتها موسى ديابي.
لا أعلم حقيقة ماذا أصاب ديابي فمنذ عودته من إصابته واللاعب على ما يبدو أنه لم يصل للجاهزية المطلوبة ولا أعلم هل ما زال يعاني من الإصابة وعدم شفائه منها بشكل كامل أم أن اللاعب يعاني نفسيًا والخوف من معاودة الإصابة له مرة أخرى.
من حسن حظ بلان أن لديه لاعبون بجودة كانتي وفابينهو لتغطية بعض الفجوات الفنية في فريقه، ولكن ليس في كل مرة تسلم الجرة فالمواجهة المقبلة له أمام الرياض سيعاني من غيابهما ما لم يعوض ذلك بأسلوب يناسب خصمه وضم أسماء بديلة يثق فيها أكثر من حاجته لتعويض غياب البدلاء.
نقطة آخر السطر:
أصبحت الإثارة في دوري روشن هذا الموسم خارج الملعب أكثر منه داخله وأصبحت الاعتراضات واضحة على التحكيم واللجان وتحديدًا لجنة الانضباط والمسابقات وبصريح العبارة لم تجد الأندية طريقًا لمداراة اخفاقاتها سوى بتسليط الضوء على اللجان والحكام رغم أن هناك سلبيات واضحة فيهما.
مازال الدوري معلق بين جدة والرياض ورغم توقعي الشخصي بأنه قريب من جدة، ولكن الهلال فريق صعب وعنيد وإن اقترب من اللقب لن يفلته بسهولة وهذا ما يجب أن يعيه الاتحاديون جيدًا قبل مواجهة الرياض الخميس المقبل.