وقفت الفنون الإسلامية على عتبة الاعتراف بالحضارات، وعكست الثقافات بتنوع زخارفها، حيث تأثر الفن الإسلامي بالحقب الزمنية التي شهدتها مكة والدول العربية ذات الطابع التجاري، مما أدى إلى تفاعل الثقافات المختلفة واندماجها لتصنع خلفها نوع مميز من الفنون، حيث تجسدت في المساجد والمباني المخصصة للتعليم كمؤسسات تحفيظ القرآن والمكتبات، ليعكس هذا الفن اليوم تنوعًا ثقافيًا يحفظ تاريخ الحضارات. نهضة معمارية يعد الفن المعماري الإسلامي من أبرز أنواع الفنون التي تتميز بطابعٍ فريد، وله تاريخ طويل وعريق في تنوع تصاميمه، كما يعتبر هذا الفن جزءًا أساسيًا من تقاليد العمارة الإسلامية، ويُعرف عالميًا بجماله وهويته الفريدة، ويعد المسجد النبوي مثالًا حيًا على ذلك ومرآة لتطورها وجماليتها، حيث يتميز بشكله البسيط والمريح للنظر. كما يركز الفن المعماري في تصميم الأماكن المقدسة على المساحات الواسعة، لاستيعاب أكبر عدد من الزوار المصلين والصائمين، وكذلك الاهتمام بتخصيص مناطق مظللة عن الشمس وغيرها من الحوادث الطبيعية، ويركز التصميم على استخدام الألوان الزاهية لدعم روحانية المكان وهدوئه، فهو يعد فنا بنائيا يجمع بين الثقافة والروحانية والإبداع في مظهره. أثر العمارة على المسلمين عززت العمارة الإسلامية الهوية الدينية والثقافية للمسلمين، حيث زاد من ارتباطهم بدينهم نتيجة الإبداع الفني الذي أوجده هذا الفن، أثر فتحه للعديد من المسلمين باب التأمل في آيات الله التي تتجلى ببعض التصاميم الخطية والزخارف المعمارية في المساجد بدورها تعد نقطة تجمع الطبقات الاجتماعية والعرقية. إضافة إلى ذلك، أسهمت العمارة الإسلامية في نشر الفكر والعلم، من خلال المؤسسات التعليمية كتحفيظ القرآن والمكتبات العلمية التي كانت جزءًا من تلك المباني، مما أدى إلى نهضة علمية وفكرية ساهمت في تقدم العالم الإسلامي. كما تنوعت الفنون الإسلامية في زخارفها التي تجسدت في الأشكال الهندسية والنباتات والخط العربي، وتتميز هذه الزخارف بالتكرار المتناسق والألوان المتناغمة، بالإضافة إلى وضوح المعنى فيها، حيث أنها تملأ المساحات الفارغة بالجمال والمعنوية، والجدير بالذكر بأن الزخارف لا تمثل التماثيل كما في النحت، الذي حرمه الإسلام نتيجة لإساءة استخدامه في الأمم السابقة لعبادة الأصنام والشرك بالله.