يقول الله تعالى: «وَجَعَلنَا مِنَ 0لمَاء كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤمِنُونَ» [الأنبياء: 30] في هذه الحياة لا يوجد شيء يبقى بدون حاجته للماء، فخلق الله الماء بحكمة وإعجاز، فجعله في البحار والمحيطات والإنهار، وجعل السماء تنزل المطر رحمةً للناس، وجعل وجوده مطلبا للعيش، فهو يتجدد، ويتبخر، ويسقي الأرض لتنبض بالحياة، فلا حياة بدون الماء، فكيف ندرك قيمة خلق الله لهذا السائل؟ وفي هذا السياق، يُذكر أن الماء موجود في الكواكب كلها، ولكن على حالته المتجمدة، أما الحالة السائلة للماء فهي في كوكبنا فقط، كما يقال إن في كل ثانية ينزل من السماء إلى الأرض على مستوى الكرة الأرضية ستة عشر مليون طن من الماء، فيقول الحق تبارك وتعالى: «أَنَّا صَبَبنَا 0لمَاءَ صَبّا» [عبس: 25]. التركيب الكيميائي لعنصر الماء المكون من الهيدروجين والأكسجين أعطى الماء خصائص، مثل درجة غليان الماء التي تصل إلى 100 درجة، ودرجة تصلب أو تجمد الماء التي تصل إلى 0 درجة، كما أن الماء لديه خاصية تسمى ب «الالتصاق» التي تساعد الماء على التسلق في جذوع النباتات الطويلة. وبنظام مقدر فقطرة الماء الواحدة تحوي على خمسة آلاف مليون جزيئة ماء، ولأهمية المياه ولنتفكر بقدر حاجتنا إليها، فهو موجود في جسم الإنسان بنسبة تصل إلى 65 بالمئة، وهي نسبة تقترب من نسبة الماء في الكوكب الأرض، كما أن الماء يشكل نسبة 73 ٪ من القلب والدماغ، و 83 ٪ من الرئتين، و 31 ٪ من العظام، والخلايا كلها، والأنسجة، والدماء التي تجري في عروقنا مكونها الأساسي هو الماء، فالجسم مبني من الماء. ويأتي التأثير في حاجة الإنسان للماء على 3 عناصر تقريبًا، الأول على الإنسان نفسه وحسب جنسه هل هو ذكر أم أنثى، والثاني على طول الإنسان ونوع أكله، والثالث على طقس الجو للمكان الجغرافي الذي يمكن فيه الفرد. ويعد الماء من أهم مصادر توليد الطاقة، حيث تجمع المياه وتنتج منها الطاقة الخالصة، ويستخدم ضغط الماء لتنتج الطاقة الكهربائية، فسبحان الذي سخر لنا الماء. المصادر: -كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، [محمد راتب النابلسي]، - برنامج فسيروا، فهد الكندري.