قال الله تعالى: ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى 0لنَّحْلِ أَنِ 0تَّخِذِى مِنَ 0لْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ 0لشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) [النحل:68] سميت سورة من السور القرآن الكريم على هذا المخلوق الصغير الذي أبدع الله في خلقه، وأحسن في صفاته، فهو يتكون من أمة كبيرة في أعدادها، ومتنوعة في مهامها، فكل نحلة من هذه الأمة تكون متخصصة في عمل مهام مرسومة بدقة. فبدون تدخل النحل كثير من الأزهار لن تثمر؛ كونه مسؤول عن تلقيح الأزهار، فالنحل يعد الحشرة الوحيدة القادرة على تخزين رحيق الأزهار من أجل الغذاء. وورد في القرآن كلمة شفاء 4 مرات؛ مرة في سورة [الإسراء]، ومرة في سورة [يونس]، وأخرى في سورة [فصلت]، كما ذكر الشفاء في سورة [النحل] وربط معناه بما يخرج من بطون الحشرة الصغيرة، ألا وهو العسل، فيقول جل علاه: ( ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ 0لثَّمَرتِ فَ0سْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْونُه فِيهِ شِفَآء لِّلنَّاس إِنَّ فِى ذلِكَ لأيَة لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ)} [النحل: 69] فللحصول على قطرة من الرحيق، تحتاج من النحلة زيارة أكثر من ألف زهرة تقريبًا، ولكي تنتج النحلة مئة غرام من الرحيق، يتطلب عليها المرور على مليون زهرة، كما وأن النحلة الواحدة قادرة على إنتاج اثنتي عشرة ملعقة صغيرة من العسل، فملعقة العسل الواحدة التي نأكلها أحيانًا بلا تأمل، تحتاج من النحل العمل الكثير، فهي تأتي من مصنع مهندس بدقة. وتزيد سرعة هذا المخلوق في طيرانه على خمسة وستين كيلو مترًا في الساعة، أي تقارب في سرعتها سرعة السيارة، وإن كانت محملة النحلة بالرحيق فبطبيعة الحال ستقل سرعتها إلى ثلاثين كيلو مترًا في الساعة، بسبب تأثير وزن الرحيق على النحلة، ويحتاج إنتاج الكيلو الواحد من العسل إلى عشر دورات حول الأرض في خط الاستواء، أي ما يعادل عشرة أضعاف محيط الأرض، ويحدث للرحيق تبدل كيميائي في أثناء طيران النحلة، وتنتهي حياة النحلة بسرعة تقريبًا، فهي لا تعيش أكثر من 8 أسابيع، فسبحان الله الذي أحكم خلقه. المصادر: -كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، [محمد راتب النابلسي]، -برنامج فسيروا، فهد الكندري.