يقول الله سبحانه: {0للَّهُ 0لَّذِي جَعَلَ لَكُمُ 0لۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَ0لسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ 0لطَّيِّبَٰتِۚ ذَٰلِكُمُ 0للَّهُ رَبُّكُمۡۖ فَتَبَارَكَ 0للَّهُ رَبُّ 0لۡعَٰلَمِينَ} [غافر: 64] العالم من حولنا عالم مليء بالكواكب المتباينة في أشكالها وأحجمها، ومن تلك الكواكب، الكوكب الأزرق المسخر لعيش الكائنات الحية عليها وهو كوكب «الأرض»، وهو يعمل بنظام متكامل ودقيق، وتربطه القوة الخفية هي القوة التي تمسك البشر على هذه الأرض «الجاذبية»، فمن الجانب العلمي نعد نحن شبه ملتصقين بالأرض. وكل شيء في السماء يدور بمسار مغلق، حيث ينتج عن هذه الحركة الدورانية المستمرة قوى نابذة، وهي التي تكافئ القوى الجاذبة، وهي القوة التي تجذب الكوكب نحو النجم، نتيجة للكتلة مثل جذب الأرض «الكوكب» للشمس «النجم»، كما ينشأ عنها ما يسمى ب»التوازن الحركي» الذي يمثل التوازن في الحركة، فيقول جل جلاله: (0للَّهُ 0لَّذِي رَفَعَ 0لسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ)[الرعد: 2]، فهناك أعمدة ولكننا لا نراها، حيث يذكر بعضُ العلماء قائلين: إن هذا الوصف فيه إشارة إلى قوى الجذب بين المجرات، والكواكب، والكتل، فلو خرجت الأرض عن مستواها حينها ستنجذب الأرض إلى كوكب آخر، وتتصادم به، وتنتهي الحياة على هذه الأرض، فيقول تبارك وتعالى: (إِنَّ 0للَّهَ يُمۡسِكُ 0لسَّمَٰوَٰتِ وَ0لۡأَرۡضَ أَن تَزُولَاۚ وَلَئِن زَالَتَآ إِنۡ أَمۡسَكَهُمَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗ) [فاطر: 41]، بمعنى أن تخرج عن مسارها. والجاذبية هي قوة خفية لا يستطيع أن يراها الإنسان، ولكن تقيسها لنا الأجهزة خاصة بذلك، فنعرف بها مقدار قوتها، فحقيقة أننا ثابتون على هذه الكرة يفسرها تسخير الله لنا للجاذبية الأرضية، فهذه من نعم الله علينا التي تتوجب الشكر والحمد، فلو لم تكن للأرض جاذبية، فلن يكون هناك غلاف مائي، ولا غلاف غازي لها، أي بمعنى لن يكون هناك ماء ولا هواء، فعندها كيف سيعيش الإنسان والحيوان، وكيف ستنبت البنانات والأشجار، ولن تكون لدينا المقدرة بالعيش كما نحن عليه الآن، فستصبح حياتنا مثل حياة رواد الفضاء، فيكون نومنا، وأكلنا، ومشربنا أصعب بكثير من الآن، فسبحان الله الحكيم في كل شؤونه. المصادر: -كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، [محمد راتب النابلسي]، -برنامج فسيروا، فهد الكندري