يضم المسجد الحرام في مكةالمكرمة العديد من المعالم التاريخية والدينية التي يعود تاريخها لمئات السنين، والتي تبين تنوع المذاهب الإسلامية، ومن بين هذه المعالم تبرز "المقامات الأربعة" المتمثلة في المذاهب الفقهية الأربعة وهي الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، تعد هذه المقامات بمثابة مصليات خاصة لأتباع كل مذهب، حيث يجتمع أتباع الإمام من نفس المذهب للصلاة خلفه. وفي زمن سابق أنشأت المقامات في أماكن محددة داخل المسجد الحرام حوالي منتصف القرن الخامس الهجري وقيل في روايات أخرى أنه كان في الرابع والخامس الهجريين، وقد خصص لكل مذهب فقهي مقام، وكانت الفكرة إنشاءها هو تسهيل أداء العبادات وفقًا لاجتهادات كل مذهب، فكانت هذه المقامات عبارة عن مساحات مسقوفة تُعرف ب"المقصورات"، ويأتي المقام المالكي كونه أول مقام أنشأ من بين هذه المقامات الأربعة، ويقع مكانه الجغرافي في جهة الغرب من المسجد الحرام، نحو باب العمرة في وقتنا الحالي بين الركنين الغربي واليماني، وأما المقام الحنبلي فهو موجود في عشر الأربعين وخمسمائه هجرية، ويقع في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام وحاليًا هو في الناحية المكبرية جهة باب الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وعن المقام الشافعي الواقع في الجهة الشرقية من المسجد الحرام أمام الكعبة وخلف مقام إبراهيم عليه السلام وباب شيبة، ويأتي المقام الحنفي في الجهة الشمالية من الكعبة والمسجد الحرام أي أنه حاليًا يقع أمام حِجر إسماعيل عليه السلام وميزاب مكة بين الركنين الشامي والعراقي. والصلاة في المقامات كانت تختلف عمّا باتت عليه اليوم بعد توحيد الملك عبدالعزيز للسعودية الثالثة وأمر بإلغاء المقامات الأربعة وتوحيد جماعة المصلين في الحرم المكي خلف إمام واحد، فقد كانوا الأئمة يؤدون الصلاة خلف إمام مذهبهم فيصلي الشافعي أولًا، ثم الحنفي، ثم المالكي، ثم الحنبلي في جميع الصلوات ما عدا صلاة المغرب يصلونها جميعًا جميعًا في وقت واحد نظرًا لضيق الوقت، وفي شهر رمضان الفضيل، كانت تجتمع الأئمة الثلاثة ما عدا الشافعي على صلاة العشاء في وقت واحد. (المصدر : موقع قبلة الدنيا مكةالمكرمة)