أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الجمعة، التزام حكومته بالعمل على إعادة إعمار المنازل والقرى المهدمة في جنوبلبنان. وجاء تصريح سلام خلال لقائه مع وفد من أهالي القرى الحدودية في جنوبلبنان، نفذوا وقفة أمام ثكنة بنوا بركات في صور في جنوبلبنان، الجمعة، خلال تواجد سلام في الثكنة،. وقال سلام " إنني وزملائي نشاركهم آلامهم وإننا نضع في رأس أولويات الحكومة العمل على إعادة إعمار منازلهم وقراهم المدمرة وتأمين عودتهم الكريمة إليها،" مكرراً أن "ذلك ليس وعداً بل التزاماً مني شخصياً ومن الحكومة." وكان سلام أكد أن حكومته سوف تعمل على تمكين الجيش اللبناني مما يعزز قدراته من أجل الدفاع عن لبنان. وقال سلام خلال زيارته ثكنة بنوا بركات للجيش اللبناني في مدينة صور جنوبلبنان، الجمعة، برفقة وزير الطاقة جوزيف الصدي ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ووزيرة البيئة تمارا الزين " توجهت اليوم إلى الجنوب مع زملائي الوزراء الصدي وزين ورساميني وكانت محطتنا الأولى في ثكنة بنوا بركات في صور"، بحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء. وأكد سلام في كلمة وجهها للجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في جنوبلبنان "اليونيفل" أن الحكومة سوف تعمل على تمكين الجيش اللبناني من خلال زيادة عتاده وتجهيزه وتدريبه وتحسين أوضاعه مما يعزّز قدراته من أجل الدفاع عن لبنان. وأعرب عن تقديره " لدور اليونيفيل كقوة حفظ سلام تواجدت مع لبنانوجنوبه منذ العام 1978 وقدم عدد من عناصرها حياتهم من أجل تحقيق رسالتها. كما أشيد بتعاونها الوثيق مع الجيش والسلطات اللبنانية لتنفيذ القرار 1701، في سبيل تعزيز امن واستقرار لبنانوجنوبه." وقال "نرفض أي اعتداء على اليونيفيل ونؤكد العمل دون تهاون لتوقيف ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، ونحرص على القيام بكل الإجراءات لعدم تكرارها". وأضاف "التحيّة لكل أبطال جيشنا الوطني ولشهدائه الأبرار ، فأنتم عنوان الشرف والتضحية والوفاء، وانتم العامود الفقري للسيادة والاستقلال." وأعلن سلام أن الجيش عليه مسؤولية الحفاظ على أمن الوطن وحماية شعبه وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه. وأشار إلى أن "الجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويعزز انتشاره بكل إصرار وحزم من أجل ترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة أهالينا إلى قراهم وبيوتهم." يذكر أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان أدت إلى تدمير آلاف المنازل في عشرات القرى في جنوبلبنان ولا سيما القرى الحدودية ، ما دفع سكان هذه المناطق إلى النزوح . وتم التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل برعاية امريكية فرنسية في 26نوفمبر الماضي . وينص الاتفاق أيضا على أن تنسحب إسرائيل بعد ستين يوماً من سريانه من الأراضي اللبنانية . ومُدّدت مهلة تنفيذ الاتفاق حتى 18 فبراير . ولم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق بل قامت خلال الفترة التي بقيت فيها في جنوبلبنان بعمليات تفجير وتجريف ونسف. ولا تزال قواتها متواجدة في خمس نقاط في جنوبلبنان. صندوق ملياري لإعادة الإعمار قال وزير المالية اللبناني ياسين جابر لرويترز الجمعة إن البنك الدولي يعمل على إنشاء صندوق بقيمة مليار دولار لجهود إعادة الإعمار في البلاد. وأضاف جابر أن البنك الدولي سيقدم 250 مليون دولار مساهمة أولية وسيقدم المانحون المبلغ الباقي وهو 750 مليون دولار. ضبط أموال لحزب الله قالت وزارة المالية اللبنانية إن لبنان ضبط 2.5 مليون دولار نقدا مع رجل وصل من تركيا يوم الجمعة، وقالت ثلاثة مصادر إن الأموال كانت في طريقها لجماعة "حزب الله". وقال أحد المصادر إن هذه أول مرة يجري فيها ضبط أموال نقدية. ولم تعلق جماعة "حزب الله" بعد. وقالت وزارة المالية اللبنانية في بيان دون الإشارة إلى الحزب "بإشارة من مدعي عام التمييز سيصار إلى تسليم الموقوف والمضبوطات إلى دائرة التحقيق في المديرية العامة للأمن العام". وتنص شروط وقف إطلاق النار المتفق عليه بين إسرائيل و"حزب الله" في نوفمبر على انتشار الجيش اللبناني في جنوبلبنان مع انسحاب القوات الإسرائيلية و"حزب الله". وكانت جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران هي القوة الأكثر نفوذا في السياسة اللبنانية، لكن تأثيرها ومواردها تضررا خلال صراعها الذي استمر لمدة عام مع إسرائيل. واتهم سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة الشهر الماضي "حزب الله" بمحاولة "استعادة قوته وتسليحه بمساعدة إيران". ونفى مصدر لبناني رفيع المستوى مقرب من "حزب الله" هذه المزاعم. وأوقف لبنان رحلة جوية إيرانية إلى بيروت في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن اتهم الجيش الإسرائيلي طهران باستخدام طائرات مدنية لتهريب الأموال إلى بيروت لتسليح الحزب. تشييع ضحايا الحرب شيع لبنانيون في قرية عيترون الحدودية في جنوب البلاد الجمعة أكثر من 90 شخصا، من مدنيين ومقاتلين ل"حزب الله"، قضوا خلال المواجهة الأخيرة مع اسرائيل، وتعذّر دفنهم في قريتهم إلى حين تطبيق وقف إطلاق النار. وتمكّن أبناء هذه القرية الحدودية أخيرا من دفن أفراد عائلاتهم بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منها مطلع فبراير بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" واسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر. والقتلى هم 51 مقاتلا في "حزب الله" قضى غالبيتهم خلال القتال، و31 مدنيا، بينهم 5 أطفال و16 امرأة، قتلوا في غارات اسرائيلية، بينما قضى 13 شخصا خلال فترة نزوحهم بظروف طبيعية، كما ورد في منشور أوردته منصة إعلامية خاصة بالبلدة على تطبيق تلغرام. وقضى 23 من بينهم في غارة اسرائيلية في بلدة أيطو في شمال لبنان في 14 أكتوبر التي نزحوا إليها هربا من تصاعد القصف في بلدتهم. ودفنوا جميعهم في أماكن موقتة خارج القرية إلى حين تمكّن أبناؤها من تنظيم هذا التشييع الجماعي وإعادتهم إليها.