ثلاث مئة وخمس وستون ليلة مرت على استقبال أولى ليالي رمضان الماضي 1445ه، في ساحات وأروقة المسجد الحرام، فما الذي تغير في الليلة الأولى لرمضان اليوم 1446ه في الأمكنة المقدسة، وما أبرز المشاهدات الروحانية والإنسانية، لاستقبال المسلمين من قاصدي بيت الله العتيق لإطلالة الشهر الكريم في الساعات الأولى من قدومه. البيت العتيق، بدأ ل"الرياض"، مع وداعية آخر ساعات شهر شعبان واستقبال الساعات الأولى لأول ليلة رمضانية وهي ترصد المشهد، وكأنه يتوشح أجمل الحلل، وأبهى الثياب، وسط أجواء طقس تلفها الغيوم الداكنة، والنسائم الباردة، فيما ارتسمت على ملامح الفرح والابتهاج في عيون الجميع. كانت الساعة السادسة مساء، والجميع يتجه بحبور إلى المسجد الحرام من كل الاتجاهات المؤدية، رجالاً وركبانا، للفوز بعمرة وتراويح رمضان، حيث فضل الزمان وقدسية المكان، وأجر مضاعفة الأجور. لكن الفرحة الكبرى، والبارزة بوضوح، على محيا الكثيرين، من الرجال والنساء، والجميع يدلف إلى قلب ساحات وأروقة المسجد الحرام، وأشعة شمس آخر يوم من شعبان، تتجه إلى المغيب، مع إعلان دخول هلال سيد شهور العام، وسط هدوء مطبق، وثغور باسمة كصباح العيد، وكلمات التهاني والتبريكات تتناثر بين أوساط قاصدي بيت الله الحرام، لتأخذ "الرياض" موقعها، بين صفوف المصلين، ليرتفع صوت الحق معلناً لأذان أول مغرب لأولى ليالي رمضان، فيما أطلق ساعة مكة من أعلى مشروع وقف الملك عبدالعزيز أشعة الضوء الخضراء في عنان السماء لتلتقطها عدسات جوالات معتمري العالم لبثها مباشرة لذويهم وأسرهم في مقر بلدانهم. استقبال سيد شهور العام في ساحات وأروقة المسجد الحرام استثنائي وليس كبقية الأمكنة في كل الدول في قارات العالم "عبارات قالها ل"الرياض" معلم الثانوي" يسري حمدي -مصري الجنسية- الذي يؤدي العمرة لأول مرة في حياته وهو يعيش أجواء مفعمة بالسكينة والإيمان في رحاب البيت العتيق، حيث تتوسط الكعبة الحرم المكي بكل مهابة وجلال، فيما محيط الإجراءات التنظيمية للحشود استقبل قاصدي بيت الله الحرام فتح نفق جرول من الليلة الأولى من رمضان، وتجهيز مساحات كبيرة من التوسعة الغربية للتوسعة الثالثة، باهتمام وارتياح كبير. وملامح الجاهزية في ساحات وأروقة المسجد الحرام كانت ظاهرة بجلاء، حيث توفر الكميات الهائلة من سجاد الصلاة والعمالة المدربة، فيما بدت ل"الرياض" جملة من تجديدات البناء في مشاريع التوسعة العملاقة للمسجد الحرام، منها تكسية نسبة كبيرة من الواجهة الغربية للتوسعة الثالثة، وبناء مظلات عصرية ضمن طريق المشاة في منطقة جبل الكعبة مزودة بمراوح رذاذ الماء للاستفادة منها في مواسم الصيف، مع تركيب ثريات جدارية لنفق المشاة المؤدية من جبل الكعبة للتوسعة الثالثة، وتنفيذ أعمال إنارة حديثة للساحات الغربية من التوسعة الثالثة تمثلت بوضع مصابيح الإنارة ضمن الجسور المعلقة. ولعل من بين أجمل المشاهدات التي رصدتها "الرياض" التواجد الأمني الكبير والمنظم والذي ينطلق من خبرات مسبقة في إدارة ملايين البشر طيلة شهر الصوم بلغات وثقافات مختلفة، لتسير دخول وخروج المعتمرين والمصلين. وبعد نحو من الزمان جمع شهر الصوم مع الساعات الأولى لأول ليلة رمضانية محبي قاصدي بيت الله العتيق، من مختلف مدن المملكة ودول العالم، كان العناق وتبادل عبارات التهاني والشكر لله تعالى حاضرة بجلاء في مواقع الوضوء وأروقة وساحات وسطح المسجد الحرام. بأن من الله على الجميع ببلوغ الشهر من أمام الكعبة المشرفة. تنظيم احترافي للحشود عربات جديدة لنقل ذوي الإعاقة