تمثّل "الأسابيع الثقافية السعودية الدولية" قناة متميزة لتعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة والدول الأخرى، وذلك عبر فتح نافذةٍ للتبادل والتعاون الثقافي، وتعزيز حضور الثقافة الوطنية في مختلف الساحات الدولية، والمشاركة في توطيد العلاقة مع شعوب البلدان المستضيفة، وذلك ضمن أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية السعودية 2030. وكانت المملكة قد قدّمت تجارب ثرية بالأنشطة والفعاليات في أسابيعها الثقافية التي نظّمتها مؤخراً في دولتي قطر واليونان، شهدت خلالَها استعراضَ مبادراتها المتمثّلة بالأعوام الثقافية السعودية، حيث اختتمت مبادرةُ "عام الإبل" جولاتِها العالميةَ خلال "الأسبوع الثقافي السعودي في اليونان" الذي أقيم نهاية سبتمبر 2024، وكشفت خلالَها عن العلاقة التاريخية بين الإنسان والإبل من خلال محتوىً إبداعيٍّ متميز، فيما كانت أولى جولات مبادرة "عام الحِرف اليدوية 2025" في "الأسبوع الثقافي السعودي في قطر" فبراير الجاري، حيث كشفت عما تزخر به المملكة بمناطقها المختلفة من مهنٍ وحرفٍ يدوية تقليدية، تميزت باستخدام الحرفيين لمواردهم الخاصة وتحويلها لسلع وأدوات تساهم في توفير احتياجات مجتمعاتهم. وتكتسب الأسابيعُ الثقافية أهميتَها من كونها محطةً مهمة في تعزيز التفاهم والتواصل بين الشعوب، حيث تتيح فرصة التعرف على التقاليد والعادات والموروثات الثقافية للدول الأخرى، عبر العروض الفنية، والموسيقى، والفنون التشكيلية، والمسرح، والأفلام، والطهي، والأزياء، لتفتح آفاقاً جديدة أمام المشاركين لاكتساب خبرات جديدة، وليساهم هذا التبادل الثقافي في كسر الحواجز الاجتماعية ويُعزز من تقبُّل الآخر وفهمه. فمن المعروف بأن الثقافة تُعدُّ وسيلة قوية للتقارب بين الدول والشعوب، وهو ما يعطي أهمية كبرى للأسابيع الثقافية بوصفها داعماً رئيساً للعلاقات السياسية والدولية، إضافةً لكونها من ركائز الدعم الاقتصادي والسياحي، حيث تفتح الأبواب أمام تبادل الأعمال بين الدول، خصوصاً في مجال السياحة والصناعات الثقافية، فالزائرون للأسبوع الثقافي يمكن أن يتحمسوا لاستكشاف البلد الآخر بعمق من خلال زيارتهم للأماكن السياحية، أو قد ينشأ تعاون بين فنانين أو مؤسسات من البلدين، مما يُسهم في تعزيز السياحة وزيادة الاستثمارات. لذا ركزت وزارة الثقافة خلال تنظيمها ل"الأسبوع الثقافي السعودي في دولة قطر" على توفير مساحة كبيرة للهيئات والكيانات الثقافية السعودية لتقديم برنامجٍ مميز شمل العديد من المجالات، بمشاركة هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة التراث، وهيئة الموسيقى، وهيئة الأفلام، وهيئة فنون العمارة والتصميم، وهيئة المكتبات، وهيئة الأزياء، وهيئة فنون الطهي، إضافة لمشاركة المعهد الملكي للفنون التقليدية "وِرث"، ومبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي.