قدم المهندس أحمد بن علي الابراهيم الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي أصدق التهاني والتبريكات إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء والأسرة الحاكمة، وإلى الحكومة الرشيدة، والشعب السعودي الكريم. وقال في هذا اليوم المجيد، وذكرى التاريخ التليد، وفي زخم الاحتفالات التاريخية بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية، أتقدم بأصدق التهاني والتبريكات في هذا اليوم العظيم والذي يمثل منعطفًا تاريخيًا ليس في مسيرة المملكة العربية السعودية وحسب ولكن في كل دول الخليج، هو اليوم الذي تأسست فيه الأخت الكبر على يد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، لتصبح اليوم واحدة من أقوى الدول تأثيرًا في المنطقة والعالم، والدولة التي يحل السلام على أرضها حيث ما أتجه، الدولة التي تقود العالم نحو مستقبل مشرق، كيف لا وهي تحتضن أطهر البقاع وأشرفها على الإطلاق. اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية عابرة، بل اليوم الذي رسم حدود المستقبل، وفيه زرعت بذرة التعاون الخليجي لتزهر شجرة عملاقة، يتظلل بظلها المواطن الخليجي أينما حل. منذ ذلك اليوم وضعت اللبنة الأولى، ليس للدولة السعودية الحديثة، ولكن لدول مجلس التعاون الخليجي، التي برهنت مرارا وتكرارا على أن التعاون الخليجي المشترك قادرٌ على تحقيق الإنجازات الكبرى التي تخدم شعوب المنطقة وتُعزز مكانتها على الخريطة العالمية. لا يسعني في هذه الذكرى الغالية، إلا أن نتذكر الدور الكبير الذي لعبته المملكة العربية السعودية في تأسيس هيئة الربط الكهربائي الخليجي، حيث صدر المرسوم الملكي الكريم للملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – في عام 2001 بتأسيس الهيئة، لتعكس رؤية السعودية الثاقبة في تعزيز التعاون الخليجي المشترك عام، ولتحتضن مدينة الدمام، درة السعودية مركزها الرئيسي. كانت السعودية ومازالت، ودائماً وأبداً الركيزة الأساسية في نجاح هذا المشروع الأستراتيجي العملاق، الذي يُعد أحد من أبرز نماذج التكامل الإقليمي في مجال الطاقة، وواحدة من أنجح مشاريع التعاون الخليجي، مشروعا في سنوات قليلة نجح في عكس الروح والأخوة، مع التكامل والترابط، ليخلق مزيجا قاد للنجاح تلو النجاح، نحو تحقيق الهدف المنشود، دعم استقرار شبكات الكهرباء وأمن الطاقة. تأتي أهمية هيئة الربط الكهربائي الخليجي من دورها الاستراتيجي في تعزيز استقرار شبكات الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة نجاح مذهلة، وصلت ل100٪، منذ نشأتها، وحتى اليوم يعمل الربط الكهربائي على تحقيق التكامل الكهربائي بين الدول الأعضاء، مما يسهم في رفع كفاءة أنظمة الطاقة وضمان استمرارية الإمداد الكهربائي، هذا التكامل يُعد عاملًا رئيسيًا في تحقيق أمن الطاقة، الذي يُعتبر أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. ومن خلال الربط الكهربائي، تستطيع الدول الأعضاء تبادل الطاقة الكهربائية بكفاءة عالية، مما يُقلل من الهدر ويعزز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما يتوافق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر، ورؤى دول الخليج المستقبلية. لا شك، إن مستقبل هيئة الربط الكهربائي الخليجي يُعد واعدًا، ولأجل ذلك تسعى الهيئة إلى توسيع نطاق عملها ليشمل مشاريع أكثر طموحًا، أهمها ربط الشبكات الخليجية مع شبكات الدول المجاورة، الأمر الذي سيعزز من مكانة دول الخليج كمركز إقليمي للطاقة، وهدفنا أن نكون مصدرا عالميا للطاقة، هذا التوجه سيسهم بشكل مباشر في رفاهية الشعوب الخليجية، من خلال توفير طاقة كهربائية مستدامة وموثوقة، تدعم النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة. تحية للمملكة العربية السعودية في يوم تأسيسها المجيد، وتحية للتعاون الخليجي الذي يُبنى على أسس متينة من الإخاء والرؤية المشتركة.