يوم واحد يفصلنا عن مهرجات كأس السعودية العالمي 2025 وبعدد مشاركين تجاوز الألف مشارك من كافة أنحاء العالم، إذاً العالم سيكون في السعودية يومي 21 و22 من الشهر الجاري، وهو طموح كنا نعتقده سابقًا من أنواع المستحيلات، لكن قيادتنا الرشيدة ورؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لم تقرّب المسافات فقط؛ بل قرّبت الأزمان واختزلت العالم في المملكة العربية السعودية والزمن في أيام من أيامها. بعد 10 سنوات من العطاء والحكمة يتجدد فيها الولاء لمن عزز هويتنا وجدّد دماء أجيالنا حفظهم الله للوطن. ولا يخفى أن سباقات الخيل في المملكة أصبحت جزءًا من الهوية السعودية العالمية، وتراث الخيل أصبح مرتبطا باسم المملكة عالميا، وكأس السعودية هو تجسيد لهذه العالمية، فهو الأغلى في الجوائز، والأفضل في التنظيم، والأغنى بالمشاركات العالمية. وهي ميزات ثلاث لا تجتمع لمثل هذا النوع من السباقات في أي مكان في العالم، ما دفع نحو اعتماده رسميًا ضمن سباقات الفئة الأولى عالميًا. وبقيمة هذا الحدث تتفرد السعودية بجعله ملتقى للرياضة والثقافة والترفيه، حيث تستثمر هذا التجمع العالمي للتعريف بمختلف أنواع الثقافة السعودية وطابعها الذي يتعدى الحديث المجرد عن التاريخ والإرث إلى الدبلوماسية المجتمعية والرياضية التي تنقل صورة محور الربط بين القارات بطابعها الإنساني والرياضي كما الاقتصادي والاجتماعي، وتعزز مكتسبات التحول التي نقطف ثمارها كل يوم أجيالا واعية، وشواهد حضارية واقتصادية وثقافية واجتماعية مستدامة. ويبقى كما كان الطموح أن يأخذ الإعلام الفروسي دوره المتكامل وموقعه المناسب من الحدث بالحضور الإعلامي المتفرد لوسائل الإعلام، وتقديم الخدمات الإخبارية لكافة القنوات والوسائل الإعلامية، وتعزيز الحضور الرقمي على منصات التواصل، دون إغفال دور الإعلام السعودي المتخصص بالفروسية والذي افترضناه في أكثر من مقالة لأنه الأقدر على نقل الصورة الحقيقة للعالم، فهو يدرك المرامي الثقافية والاجتماعية لهذا الحدث، وهو جزء أصيل من منظومة الإعلام الوطني، وبه فقط يمكن أن تتغير المواقف والمواقع فلا يكون مكان لتسييس أو تزييف حاقد. كأس السعودية هو حدث بإجماع عالمي، ترفده ثقة العالم بالمملكة، وفي ظل وجود العديد من المنافسات في المحيط الإقليمي والعالمي لتنظيم مثل هذه الأحداث، فإن جذب الاهتمام بها لم يعد وظيفة أو مسؤولية الإعلام التقليدي بل المعاصر الذي يحقق التوازن في التغطية الإعلامية الرياضية من ناحية والثقافية والاجتماعية من ناحية أخرى، وبأسلوب حديث سبق وأن تحققت فيه الكثير من النجاحات في قطاعات عديد ة في المملكة وعلى رأسها قطاع السياحة، ما يدفعنا ودون إطالة إلى إعادة فتح ملف الإعلام الفروسي ودوره في جذب العالم لأحداثه الرياضية المتميزة. ومن غير الإنصاف أن يمر هذا الحدث الذي يتعاظم كل عام، وغيره من الأحداث الرياضية الفروسية وبطولاتها دون أن يدفعنا لنؤطر منظومة جديدة تتوحد فيها كافة ميادين الفروسية في المملكة تحت مظلة الهيئة العليا للفروسية لإكسابها مزيدًا من الدعم والاهتمام، وتطويرها تنظيميًا وإداريًا ودعمها بالممكنات التي تجعلها قادرة على استضافة البطولات العالمية مع التمركز على المحتوى الوطني والاهتمام بالملاك والمدربين والجوكيه والخيل. كما أن إنشاء أكاديمية سعودية ذات طابع عالمي تنهض بالإنتاج السعودي للخيل وتؤسس لمنظومة عمل سعودية للمالك والمدرب والجوكي والإعلامي الفروسي سيضيف مزيدا من الزخم للمنتج السعودي الوطني في مجال الفروسية من ناحية، والريادة العالمية من ناحية أخرى. ويضاف إلى هذا وذاك أن يرتقي الحدث بتبني موسم الأمير محمد بن سلمان للفروسية كموسم استثنائي يفوق التوقعات وينهض بقفزة نوعية في الفروسية السعودية وآفاقها العالمية. لا شك أن الحدث أكبر من هذه السطور لكنها أمنيات من ناحية، وضرورات من ناحية أخرى، نرتقي بها من خلال ما نتفرد به عن العالم: موروث الخيل، ثقافة أمة، ورؤية المستقبل. مسند عايد الشمري