في مساء جميل فاح فيه عطر المطر.. شهد مقهى "السبعينات" حضوراً نخبوياً في لقاء جمع "بين الثقافة والأدب"، وقد كان ضيف اللقاء الزميل د. عبدالله العمري، وأداره الإعلامي محمد بندر، وذلك ضمن مبادرة الشريك الأدبي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، وبحضور عدد من الأدباء والنقاد والمثقفين والمهتمين بشأن الأدب والثقافة. بدأت الأمسية بكلمة استهلالية للأستاذ محمد بندر رحب فيها بالحضور، ثم قدم نبذة تعريفية عن الضيف قائلاً: "الشاعر والدكتور عبدالله العمري كاتب صحفي وروائي متخصص في علم الاجتماع، صدرت له عدة روايات وكتب علمية، وكاتب عمود أسبوعي في جريدة (الرياض)، ومستشار صحفي في مجلة (فرقد) التابعة لنادي الطائف الأدبي". في بداية اللقاء أكد د. محمد العمري على أن الفعاليات التي تقيمها هيئة الأدب والنشر والترجمة فعاليات مبهجة، أوجدت لدينا حراكاً ثقافياً حقيقياً، وقاربت بين الأجيال في الأفكار بشكل عام في مختلف التخصصات والمجالات. ثم استعرض الضيف مكانة الصحافة، قائلاً: "كانت حاضرة وقريبة من المشهد، كانت تغطي وتشهر وتقدم المثقفين والمثقفات، الذين كانوا يتوارون خلف الستار عن رغبة منهم وليس عن عدم قدرة، لكن الشريك الأدبي أظهرهم، فظهرت قامات علمية وأدبية وصحفية مدهشة". وتطرق العمري إلى الصفحات الأدبية التي واجهت من البعض مِمّن لم يطلعوا بشكل جيد على المشهد بعض الهجوم بالتقصير، والحقيقة هي بعيدة كل البعد عن التقصير، فهي موجودة وتغطي.. إن "الصفحات الثقافية في جريدة "الرياض" تقدم مادة ثقافية حقيقية متنوعة، بل إن القدرة على استقطاب الأسماء الجديدة هي مغامرة لا يقدم عليها إلا شخص يثق من أدواته النقدية، وقراءاته المنهجية، "الرياض" قدمت أسماء جديدة جديرة بأن تقدّم، وكذلك الجزيرة، وعكاظ، والوطن، واليوم، ومكة، صفحاتنا الثقافية عامرة بالأدب الحقيقي، الحديث عن الصحافة والأدب حديث ذو شجون وبينهما مشتركات، ومتفرقات". بعد ذلك أتيح النقاش للحضور الرائع المتميز، فقد كانوا بالفعل نجوم اللقاء، حيث تم طرح العديد من الأسئلة من قبلهم حول الصحافة والأدب، والتي أجاب عنها ضيفنا بكل اقتدار، مما أثرى اللقاء وأدى لظهوره بشكل جميل يليق بالصحافة والأدب والحضور والمكان. وفي نهاية اللقاء تحدث أ. عبدالله الحسني مدير تحرير الشؤون الثقافية بجريدة "الرياض" عن هذا اللقاء قائلاً: "كانت محاضرة مُهمّة جميلة جداً، وبداية استوقفني العنوان "بين الصحافة والأدب" بين الظرف الزمني وبين الواو، واو المصاحبة، واو المعيّة، أعتقد أننا نستوحي منها أن الصحافة والأدب عنصران متضافران متواشجان لا تضاد بينهما، بل على العكس يعملان بنهج تشاركي كما ذكرنا في الندوة، وكما أجمع المتداخلون والمحاضر بالذات بأن الصحافة تعمل تحت ضغط اللحظة، ولذلك تكتسب المعالجة الصحفية السريعة تكثيف اللغة والاقتصاد فيها، في حين يقتضي الأدب نوعاً من التأمل، والأديب البارع أو المبدع هو الذي يستطيع أن يحول الفوري والعادي والراهن اللحظي إلى منتج ثقافي قابل للخلود بعيداً عن المباشرة والتقليدية". وتوجت هذه الأمسية بتكريم الضيف وسط أجواء تعمها المحبة والوفاء من قبل أ. بندر القريشي، شريك ومؤسس مقهى السبعينات، كما تم أخذ الصور التذكارية في هذا اللقاء الجميل. تكريم العمري مداخلة الزميل عبدالله الحسني حول الصحافة والأدب