المملكة العربية السعودية بالنسبة لنا ،هي مصدر فخر واعتزاز بما حباها الله به من مقومات دينية وحضارية واقتصادية وسياسية، وبما ارتكزت عليه منذ تأسيسها بصدق الولاء بين القيادة والشعب، وبما وصلت اليه عبر قرونٍ من البناء والنماء لتتبوء مكانةً مرموقة في صفحات التاريخ والحضارة. لقد قامت هذه البلاد العزيزة على أساسٍ متين مبني على الالتزام بدين الله القويم ونبذ الفرقة وبسط الأمن ودفع عجلة التنمية، في عقدٍ بين الاسرة المالكة الكريمة وبين شعب هذه البلاد الوفي لقادته ووطنه. لقد كان بناء بلادنا على هذا الأساس القوي فريدًا من نوعه في العصر الحديث، فمنذ قيام هذا الصرح العظيم على يد مؤسس الدولة السعودية الأولى الإمام محمد بن سعود يرحمه الله كانت العقيدة الوسطية منهجًا في الحكم وطريقًا للإصلاح ومحل افتحارٍ بما خصها الله به من رعاية للحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما. ومع توالي عهود الأئمة والملوك رحمهم الله جميعًا، عبر تاريخ الدولة الأولى والثانية ووصولاً الى الدولة العصرية التي أسسها المغفور له باذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ومن بعده أبناءه الكرام وحتى هذا العهد الزاهر تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سمو ولي عهده الأمين يحفظهم الله وصلت بلادنا ولله الحمد والمنة الى مكانة مرموقة بين دول العالم المعاصر تنمية وازدهارًا في كافة المجالات محققةً بفضل الله مراكز متقدمة في العديد من المؤشرات الاقتصادية والصحية والتعليمية والتقنية. وفي هذه الأيام تحتفل المملكة بيوم التأسيس ليأتي تأكيدًا على عمقها وارثها الحضاري والتاريخي الممتد الى ثلاثة قرون مضت، وليحفر في اذهاننا ملاحم البطولة والبناء التي قادها أئمة الدولة وملوكها عبر التاريخ لتوحيد دولةٍ مترامية الأطراف عاشت زمنًا من التفكك والفرقة . كما أن هذا اليوم العزيز يعيد الى حاضرنا ثقافتنا الاصيلة المتنوعة والزاخرة بالاصالة والتفرد. في يوم التأسيس حريٌّ بنا أن نستذكر الماضي بكل أحداثه التي واكبت بناء هذا الوطن وأن نستشعر الواقع الحالي الذي وصلت اليه بلادنا رعاها الله فهو يوم فخر واعتزاز بالماضي العريق والحاضر المزدهر في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يحفظهم الله.