شهد معرض جازان للكتاب لعام 2025 تقديم العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية التي تسلط الضوء على التراث الغني والتاريخ العريق للجزيرة العربية، وكان من أبرز هذه الفعاليات ورشة عمل بعنوان "الفنون الصخرية: قراءة في تاريخ الجزيرة العربية"، التي جذبت اهتمام الزوار والمثقفين على حد سواء. قدمتها سارة الدوسري التي سلطت الصوء على الأساليب الفنية والتقنيات المستخدمة في النقوش الصخرية وأجراه تحليلاً دقيقاً للرموز والأشكال المنحوتة التي تعكس ثقافة وحياة سكان الجزيرة العربية في العصور القديمة في رحلة عبر آفاق الزمن . الفنون الصخرية في الجزيرة العربية، التي تعود لآلاف السنين، تعد من أقدم أشكال التعبير الفني في التاريخ البشري، وتروي قصة الإنسان في العصور القديمة من خلال النقوش والرسوم التي تركها على جدران الصخور. وتعتبر هذه الفنون أحد الأدوات الرئيسة لفهم تاريخ الجزيرة العربية ، حيث تجسد مشاهد حياتية مثل الصيد، والطبيعة، والطقوس الدينية والاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك. ومنها نقاش المسند أحد أقدم الخطوط العربية ،كما ناقشت الدوسرية الجهود البحثية المبذولة للحفاظ على هذا الإرث الثقافي ، وأهميته في توثيق التاريخ الإنساني وفهم تطور المجتمعات القديمة في المملكة العربية السعودية . و تحدثت عن أهمية الفنون الصخرية في الجزيرة العربية، موضحة كيف تشكل هذه الرسوم والنقوش نافذة حية على تطور الإنسان في المنطقة، فضلاً عن كونها أداة فاعلة لفهم الحياة الاجتماعية والبيئية والثقافية عبر العصور. وقد تم عرض العديد من الصور والمخططات التوضيحية التي تبرز جماليات النقوش الصخرية التي اكتُشِفَت في أماكن مختلفة من المملكة مثل "مدائن صالح" و"جبل المويلح" وأماكن أخرى شهيرة. وركزت على أن هذه الفنون الصخرية لا تعكس فقط الحياة اليومية للبشر في تلك الفترة، بل أيضًا تتضمن رؤى دينية ورمزية، ما يجعلها مصدرًا ثريًا للباحثين والمثقفين المهتمين بتأصيل تاريخ الجزيرة العربية. كما سلطوا الضوء على الأنماط المختلفة لهذه الفنون، مثل الرسوم التي تظهر الحيوانات البرية والرموز الهندسية التي تشكل علامات دينية أو ثقافية. المعرض أيضًا شهد تفاعلًا كبيرًا من الزوار، الذين أعربوا عن اهتمامهم الكبير بما تم عرضه من آثار ثقافية وفكرية. العديد من الحضور أشاروا إلى أن الفنون الصخرية تعتبر جزءًا أساسيًا من هوية المنطقة، وأنها تمنحهم فرصة للتواصل مع تاريخهم العميق والتعرف على أبعاد ثقافية متجددة. وأكدوا على إهمية الفنون الصخرية في تعزيز الوعي الثقافي، وأن المعرض يهدف إلى تقديم منصة للحفاظ على هذا التراث وتقديمه للأجيال الجديدة، فضلاً عن إبراز الجهود المبذولة من قبل القيادة السعودية في الحفاظ على هذه المواقع الأثرية والترويج لها على الساحة الدولية. وتأتي هذه الفعاليات ضمن سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث الثقافي والفني ، وتحفيز الإبداع الأدبي لدى الأجيال القادمة.