تعيش المملكة أعظم قصة نجاح في التحول الاقتصادي والتطور التقني والنهضة الصناعية، وفي الجانب الموازي مشاهير يشوهون صورة المجتمع السعودي من خلال صناعة التفاهة، الفيلسوف الكندي آلان دونو في كتابه نظام التفاهة يقول "التفاهة تشجع بكل طريقة ممكنة على الإغفاء بدلا من التفكير، والنظر إلى ما هو غير مقبول كأنه حتمي، وإلى ما هو مقيت كأنه ضروري" نعم هكذا فعلت الشهرة بمجتمعاتنا، محتويات تخاطب الغرائز وتخدش الحياء وتشجع المجتمع على كسر القيم، محتويات تحمل كثيراً من التلوث السمعي والبصري، محتوى خلق مجتمعات هشة تفضّل الصورة على الحقيقة، والتمثيل على الواقع، والمظهر على الجوهر، حتى أصبحنا نعيش في مجتمع هدفه الاستعراض وإظهار البذخ، أصبح تقييم الأشخاص من خلال الصور والفيديوهات لا بعقولهم وشخصياتهم، محتويات تعظم الفاشلين والجاهلين.. وفي نفس الوقت تتجاهل الناجحين، المعلم منصور المنصور.. سعودي يفوز بجائزة أفضل معلم في العالم، تجاهله المشاهير وفي نفس اليوم الذي كرم فيه المعلم السعودي ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بآخرين تصدروا أحداثاً "تافهة" وصوروهم كأنهم أبطال، وتزامن مع هذين الحدثين اصطفاف الناس في طوابير طويلة وقوفاً على الأقدام تحت أشعة الشمس لساعات كثيرة أمام أحد المقاهي من أجل كوب قهوة، حدث هذا في يوم واحد في كل المدن السعودية، هكذا يصنع المشاهير التفاهة، تأثيرهم أصبح سلبياً وخطيراً، كيف استطاعوا التأثير على الشباب وجعلوهم يتركون مدارسهم وأعمالهم من أجل كوب قهوة، هذه الظاهرة السلبية التي غزت مجتمعاتنا لا بد أن تُدرس من متخصصين في السلوك المجتمعي وتقديم توصياتهم للجهات ذات العلاقة لكي لا ينزلق المجتمع في سلوك قد يؤثر على أمننا واستقرارنا ومواطنتنا، إن رغبة الأشخاص في الشهرة قد يكون وراءها إحباط أو اضطراب نفسي.