أثناء متابعتي لمسلسل «أعلى نسبة مشاهدة» وتكرار أن أحداثه حقيقية، وجدت نفسي أتعاطف مع حياة من وصلتهم الشهرة «فجأة» أو «سعوا» لها من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، وزاد تعاطفي بصورة أكبر وأنا أتابع الكثير من التقارير الأجنبية والمبنية على أسس علمية، والتي تختصر أن عالم المشاهير الأفراد قد تؤدي بهم للمصحات العقلية والاختلال في عقولهم وتفكيرهم وتعرضهم لحالات من أمراض العصر الشهيرة وخصوصا الاكتئاب والإحباط.! «شيماء» البطلة الأساسية في مسلسل أعلى نسبة مشاهدة، حالها حال الكثيرين من الذين نطلق عليهم مجازاً «المشاهير»، صورت مع أختها مقطعا، ونامت، وفي الصباح تفاجأت بانتشار هذا المقطع ودخولها داخل محيط المعجبين والمئات الألوف، للوهلة الأولى هناك صدمة نفسية وفرحة بالوقت نفسه، الدخول لهذا العالم في هذا الزمن الصعب اقتصاديا واجتماعيا وبهذه القوة يعني لأغلبية البسطاء والباحثين عن الشهرة، الحصول على الأموال وإنفاقها ببذخ. أحداث المسلسل تجعلك تعيش حياة غير الحياة المعتادة أو التي نتصورها بمثالية لمن أصبح مشهورا، وما نعيشه حاليا ونتابع القصص التي تحدث للمشاهير، تجعلك بالفعل مؤمن بمصداقية الدراسات والأبحاث التي حذرت من عواقب وسلبيات أن تكون مشهورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهناك جوانب مظلمة ومحزنة، تجعل من المشهورة على سبيل المثال تحاول قدر المستطاع أن تغامر بصحتها وعافيتها بمطاردة عمليات التجميل وتحسين القوام، لكي تستمر أمام متابعيها بالصورة التي تناسبها، ولا مجال للتفكير عن خطورة ما يتم ونتائج هذه العمليات. شعور فيه درجات عالية من القلق والاكتئاب وهم يحاولون أن يكونوا «دائمين» بمحتواهم ونشرهم للمتابعين المنظرين، ألم التفكير والانفصام أحيان عن الواقع، والمجتمع الافتراضي «الخفي» الذي يعيشونه، جميعها سلبيات تحيط بحياتهم، والأخطر أنها قد تصيبهم بالأمراض العقلية، ويؤثرون على المجتمع وهم مرضى حقيقون، والمجتمع يجهل حالتهم وما يتعرضون له، لأننا كمجتمع لدينا ثقافة العيب وعدم إعطاء مثل هذه الأمور أهميتها، عكس الغرب، الذي يتعامل مع الاكتئاب والقلق والأمراض النفسية بدرجة عالية من الاهتمام والحرص، لمعرفتهم أن خطرها ليس على الشخص نفسه وإنما قد يضر الكثيرين. تعرض مشاهير التواصل الاجتماعي لأمراض عقلية ونوبات من القلق والاكتئاب، والتي قد تؤدي بحياتهم وحياة من يتابعونهم للخطر، أمر خطير يجب أن يكون هناك خط دفاع لمواجهته ومواجهة أضراره السلبية على المشهور نفسه وعلى المتابعين، لذلك من المهم الالتفات لهذه الموجة الجديدة والتجهيز لها من مراكزنا الصحية وتكثيف الجهود ومتابعة التقارير العالمية بهذا الخصوص، لنحمي مجتمعنا، فالأمر محزن ومقلق بالوقت نفسه، فالتفاهة أحيانا التي ننتقدها، قد تكون ناتجه عن مرض عقلي تعرض له من نتابعه أو نتابعها على مدار الساعة، فالمصحات العقلية الخاصة بأمراض وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورة بالفعل.