في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.. سعد البواردي تجربة طويلة وثرية عاشها الشاعر لا يمكن في ملمح بسيط أن نوفيه حقه قرنا كاملا من الشعر والصحافة والسجالات والتحولات يصعب تلخيصه في كلمات معدودة، ربما ليس هناك إجماع على تجربته، لكن هناك إجماع على فرادة تجربته وخصوصياته كونه أسس مدرسة خاصة بالشعر السعودي هي «المدرسة الواقعية» ورائد من رواد شعر الحداثة في خمسينات القرن الماضي، لم يكن من المتزمتين في مجال اللغة فمثلما كتب قصائد باللغة العربية الفصحى، كتب بالعامية النجدية وله دواوين بذلك، أثرت الأسفار والتنقلات على وعيه وثقافته وشعرهما بين الطائف والمنطقة الشرقية المعروفة بتقدم وعيها الأدبي، وبيروت ذات المناخ المزدهر، مد المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والقصة والنثر وتجاربه الصحفية، صال وجال في الصحافة والمنتديات والمؤتمرات داخل المملكة وخارجها، رمزاً من رموزنا الكبيرة في الأدب والثقافة حياته كلها مليئة بالعطاء في جميع نواحي الحياة ودروبها تستحق الدارسة والوقوف عندها، قلده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في فبراير 2014م وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى بمهرجان الجنادرية، تقديراً لنشاطه الأدبي والثقافي على مدى 60 عاما. البواردي المولود 1920م يدخل عامه الخامس بعد المئة، وهو يتكئ على حضور ثقافي عميق. عرف عنه باعتزازه الكبير بنفسه يقول دائماً إنه «يحمل في حياته ثلاث شهادات، الأولى شهادة أن لا إله إلا الله، والثانية شهادة الميلاد، والثالثة شهادة الابتدائية». ويرى الدكتور حسن الهويمل في كتابه «اتجاهات الشعر المعاصر في نجد» الذي صدر عن نادي القصيم الأدبي في ثمانينات القرن الماضي أن العنصر الأهم في شعر سعد البواردي الواقعية، والرمزية، والرومانتيكية، تحكمه الظروف وتوجهه التجربة، وتخلقُ إبداعَه الأجواءُ التي يتفاعل تحت تأثيرها. سعد البواردي