ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء الماضي، بعد فرض ترمب عقوبات صارمة على صادرات الخام الإيراني، وأكد أنه سيعود إلى نهج الضغط الأقصى على إيران، بهدف خفض صادراتها النفطية إلى الصفر في محاولة لمنع طهران من تطوير سلاحها النووي، ومن المتوقع أن يؤدي هذا الإجراء إلى خلق فجوة في العرض في سوق النفط العالمي، وقد يعرض 1.5 مليون برميل يوميًا من صادرات النفط الإيراني للخطر، مما سيمارس ضغوطاً تصاعديةً على أسعار النفط. ومع ذلك، عادت الأسعار إلى التراجع لاحقًا بعد أن أعلنت الصين أنها ستفرض تعريفات جمركية انتقامية بنسبة 10 % على واردات الطاقة الأميركية من النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم. وخفضت مصافي التكرير المستقلة في الصين هوامشها إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من خمس سنوات مع ارتفاع تكاليف شراء النفط وسط تناقص الإمدادات الروسية في أعقاب العقوبات الأميركية الأخيرة. وتستهدف عقوبات سياسة "الضغط الأقصى" يوم الثلاثاء الماضي، اتخاذ سلسلة من التدابير الاقتصادية والقانونية لمواجهة الأنشطة الإيرانية المتعلقة بالأسلحة النووية والصواريخ الباليستية وعدوانها الإقليمي من خلال دعم القوى بالوكالة، والتي تهدد المصالح الوطنية الأميركية. وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية يوم الخميس أنها فرضت عقوبات جديدة على عدد قليل من الأفراد والناقلات التي تساعد في شحن ملايين البراميل من النفط الإيراني سنويًا إلى الصين، في خطوة تدريجية لزيادة الضغط على طهران. وقد أدت العقوبات المشددة التي فرضها ترمب على صادرات النفط الإيرانية في 2018 إلى ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 80 دولارًا. وقد يتكرر ذلك مرة ثانية، إذا ما قامت الإدارة الأميركية بفرض عقوبات ثانوية على البلدان والشركات التي تستمر في شراء النفط الإيراني. وتستورد الصين من النفط الإيراني بشكل غير مباشر عبر الوكلاء. وعادت أسعار النفط إلى الارتفاع يوم الجمعة، برنت 37 سنتًا وغرب تكساس 39 سنتًا، بدعم من العقوبات الأميركية على إيران ورفع شركة أرامكو أسعار نفطها الخفيف في الأسواق الآسيوية ب2.9 دولارًا. والذي يعكس ارتفاع الطلب على نفطها، خاصة من الصين والهند، مع تقليص وارداتها من النفط الروسي. ولكن الأسعار أنهت الأسبوع على خسارة للأسبوع الثالث على التوالي، حيث انخفض برنت 2.7 دولارًا أو 2.7 % إلى 74.66 دولارًا وغرب تكساس 1.53 دولارًا أو 2.1 % إلى 71 دولارًا. وذلك تزامنًا مع ارتفاع مخزونات النفط التجارية الأمريكية 8.7 مليون برميل، ومخزونات البنزين 2.2 مليون برميل، وإنتاج النفط 0.255 مليون إلى 13.475 مليون برميل يوميًا خلال الأسبوع المنتهي في 31 يناير، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. وقد أدخلت التوترات التجارية المستمرة بين الولاياتالمتحدةوالصينوإيران، أسواق النفط في دوامة عدم اليقين، مما سيكون له تداعيات سلبية على الطلب العالمي على النفط واستمرار الضغوط على الأسعار، ومن المحتمل أن يؤدي الانضباط المالي لشركات النفط الصخري الأميركية في السنوات الأخيرة والآلية التسعيرية التي يتبعها كبار منتجي أوبك وتمديد أوبك+ لخفض الإنتاج الطوعي إلى تحسن الأسعار، والذي يتناقض مع وعود ترمب بأسعار نفط رخيصة.