لطالما كانت المنظمات المحترفة تحرص على تعزيز تواصلها مع جماهيرها المستهدفة، حيث يمكّنها ذلك من سهولة توصيل رسائلها الاتصالية سواء بالشكل المباشر أو غير المباشر. ففي حقبة زمنية سابقة، ضعف فيها توفر الأدوات الدقيقة للتقنية وانتشرت الوسائل التقليدية، كان الأمر بالنسبة لها صعباً لتحديد فئتها المستهدفة من الجماهير وقياس آرائها وتوجهاتها. بينما في الحقبة الحالية، سهلت وتوفرت الأدوات والتقنية التي مكنتها من التقدم في معرفة أدق التفاصيل التي تخص هذا الجمهور، لا سيما في معرفة عوامله الديموغرافية وكافة تفاصيله التي تهم المنظمات. ويأتي اليوم مفهوم الرصد الإعلامي كأحد المفاهيم الحديثة المستخدمة في المجال الاتصالي، والذي تمكن أدواته المنظمات من معرفة وقياس التوجهات للجماهير المستهدفة عند رغبة تلك المنظمات في العمل على تنفيذ الحملات أو حتى صناعة المحتوى الموائم لفئتها. يساعدك الرصد الإعلامي اليوم على معرفة فئتك المستهدفة وتحديد تصنيفها العمري والأدوات المناسبة لفئتها العمرية، بالإضافة إلى الأوقات الأنسب لتوجيه الرسائل على مدار اليوم، والنغمة والرسالة الموائمة لها. بالإضافة إلى ذلك، تساعد التقنية في قياس الرأي العام ومشاعره عبر الموضوعات التي تطرحها المنظمات من خلال منصاتها الرقمية، حيث يقرأ الذكاء الاصطناعي المشاعر الإيجابية والسلبية والمحايدة للجمهور. ويفيد ذلك حارس البوابة في التعامل مع مخرجات هذه المشاعر بتوجيه رسائل وركائز مناسبة للجمهور للتفاعل معها وتعزيز التواصل الفعال معه. كما تقدم حصر إجمالي الانتشار للحديث حول الموضوعات المطروحة في الفضاء الرقمي والوسوم، مما يساعد المنظمات في التعامل المسبق مع مؤشرات الخطر المبتدئة لإدارة الأزمات الإعلامية وعمل الخطط الاستباقية للتعامل معها قبل حدوثها. خلاصة القول.. تعزيز التواصل مع الجماهير أمر مهم، وعكس ذلك قد يجلب المشكلات، ويدع هناك إمكانية لانتشار الشائعات، وهو ما لا يخدم المنظمات في كافة النواحي. عبدالعزيز القرشي