أعلن الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو الخميس أنّ ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء لجهة إعفاء السفن الأميركية من دفع رسوم المرور عبر قناة بنما "باطل تماما". وقال مولينو في مؤتمر صحافي "أنفي هذا البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية لأنه مبنيّ على شيء باطل تماما". وكانت هيئة قناة بنما قد نفت بالفعل الإعلان الأميركي. وأضاف مولينو أن "هذا أمر لا يطاق، لا يطاق بكل بساطة. واليوم تعلن بنما للعالم رفضها المطلق لحقيقة أننا نواصل تطوير العلاقات الثنائية بناء على أكاذيب وأباطيل". وكانت الخارجة الأميركية قد ذكرت مساء الأربعاء أن "بنما أعطت موافقتها على عدم فرض رسوم على السفن الحكومية الأميركية عند عبور قناة بنما"، مضيفة أن ذلك "سيوفر على الدولة الأميركية ملايين الدولارات". لكن هيئة قناة بنما، وهي هيئة مستقلة أنشئت بموجب الدستور البنمي لإدارة القناة نفت بسرعة الإعلان الأميركي، قائلة إنها "لم تجر أي تعديلات على هذه الرسوم". وقال الرئيس البنمي إنه أعطى تعليمات لسفارات بلاده من أجل "تكذيب" إعلان الخارجية الأميركية. يأتي ذلك بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لبنما الأحد، حيث رحب بالتقدم المحرز نحو الحد من نفوذ الصين على القناة المائية المهمة. ورفع محاميان من بنما دعوى قضائية الاثنين سعيا لإلغاء الامتياز الذي يسمح لشركة تابعة لمجموعة سي كاي هاتشيسن المسجلة في هونغ كونغ بتشغيل ميناءين في كل طرف من طرفي القناة. حتى قبل تنصيبه رئيسا في 20 كانون الثاني/يناير، كثف دونالد ترامب الضغوط على بنما، مهددا ب"استعادة" القناة التي تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والتي شقّتها الولاياتالمتحدة وافتتحت في عام 1914 وظلت تحت الإدارة الأميركية حتى عام 1999. واستعادت بنما القناة في ذلك العام، بموجب اتفاق أبرم العام 1977 مع الرئيس الديموقراطي آنذاك جيمي كارتر. وقال ترامب "فوق كل ذلك، فإن الصين تدير قناة بنما، ونحن لم نسلمها للصين، بل أعطيناها لبنما. وسنستعيدها". وأضاف ترامب في خطاب تنصيبه "لقد تعرضنا لمعاملة سيئة للغاية بسبب هذه الهدية الحمقاء التي لم يكن ينبغي أن تُمنح. لم يتم الوفاء بالوعد الذي قطعته لنا بنما"، مدعيا أن السفن الأميركية "مثقلة بشدة بالضرائب". ومن المقرر أن يجري الرئيسان البنمي والأميركي محادثة هاتفية الجمعة.