تتحدث إيمي موران مؤلفة كتاب «13 شيئا لا يفعلها الأقوياء ذهنيا»، عن تطوير القوة الذهنية من خلال 3 جوانب هي التحكم بالأفكار وبالسلوكيات وبالعواطف، كما تحدد 13 صفة لا يمارسها عادة أصحاب الشخصية القوية لضمان النجاح في الحياة. وتشير موران في كتابها الذي حقق مبيعات وقراءات عالية وصدر مترجما عن مكتبة جرير إلى أن «الشعور بالشفقة على الذات هو تدمير لها» وتضيف إن «الانغماس في الشفقة على النفس يعرقل عيشنا بشكل طبيعي، كما يضيع وقتنا ويخلق لدينا مشاعر سلبية ويضير علاقاتنا»، والمفتاح برأيها هو النظر إلى كل شيء خير موجود في هذا العالم، وإن الهدف هو رفض الإحساس بالشفقة والاستعاضة عنه بالشعور بالامتنان. وترى المؤلفة أن الناس يتخلون عن أسباب قوتهم عندما تنتهك خصوصياتهم العاطفية أو الجسدية، وتقول موران إن على الشخص في هذه الحالة تولي زمام أموره بنفسه وأن لا يسلمها لغيره. فعندما تكون تحت مسؤولية شخص ما فإنه سيضع حدودا لنجاحاتك وتقديرك لذاتك، لذلك يجب عليك أن تسترشد أهدافك وتعمل من أجلها، وتعتمد مؤلفة الكتاب على أوبرا وينفري كمثال مناسب على نظريتها باعتبار الأخيرة ظلت قابضة على مواطن قوتها رغم معاناتها من الفقر والعنف في مقتبل عمرها، لكنها لم تتخل عن قوتها وأهدافها. وتعرض موران في كتابها خمس مراحل للتغيير، وهي: ما قبل التأمل، والتأمل، والإعداد للعمل، والعمل، والمحافظة على ذلك العمل. وتقول موران إن التغيير قد يكون مخيفا، لكن الخجل منه قد يوقف النمو والتطور، فكلما انتظرت أكثر كان التغيير أصعب وربما تفوق عليك وتجاوزك كثيرون. وتقول «إنه شعور آمن جدا عندما يكون كل شيء تحت السيطرة، ولكن التفكير دائما بأننا المسؤولون عن كل شيء قد يصبح مشكلة». فعدم التركيز على الأشياء التي لا نتحكم فيها يسبب السعادة وتوترا أقل وعلاقات أفضل وفرصا جديدة ومزيدا من النجاح. كما تتناول المؤلفة حالة محاولة إرضاء الآخرين وتعتبرها مضيعة للوقت، وتجعل الشخص هدفا سهلا للتلاعب. لذا ترى موران أن لا مشكلة في أن يشعر الآخرون بالغضب أو عدم الرضا منك، فأنت لا تستطيع إسعاد الجميع، والتخلي عن هاجس إسعاد الآخرين سيجعلك أقوى وأكثر ثقة بنفسك. وتعرض موران محاور عديدة عن المخاطر والمخاوف والتعلق بالماضي والأخطاء والغضب من نجاح الآخرين وعدم اليأس والوحدة وتختم بالحديث عن أن الرغبة في التطور وإدراك النجاح لا يحدث بين ليلة وضحاها فالأشخاص أصحاب العقول الضعيفة دائما ما يكونون غير صبورين، ويتوقعون نتائج سريعة، لكن الأشخاص الأقوياء عقليا لا يتوقعون النجاح بسرعة بل يعملون على تحقيق أهداف طويلة المدى.