أكدّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس إدهانوم غيبريسوس، أن الأولويات الحالية تشمل تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة، ودعم تشغيل المستشفيات ومرافق الرعاية الأولية، ونقل المرضى داخل غزة وخارجها لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة. وأشار في كلمة خلال افتتاح الدورة السادسة والخمسين بعد المئة للمجلس التنفيذي للمنظمة،الليلة الماضية، إلى أن المنظمة أرسلت 63 شاحنة محملة بالإمدادات الطبية، وذلك منذ بدء وقف إطلاق النار، منوهًا بوصول 30 شاحنة أخرى خلال الأيام المقبلة، مبينًا أن المنظمة توفر 60 % من إجمالي الإمدادات الطبية و100 % من الوقود اللازم للمستشفيات ومرافق الطوارئ الطبية. وشدد على أهمية تحويل وقف إطلاق النار في غزة إلى سلام دائم في المنطقة. وأوضح أن المنظمة بالتعاون مع الشركاء، قامت خلال العدوان على قطاع غزة بنشر 52 فريقًا طبيًا طارئًا من 26 منظمة، مما أسفر عن تقديم أكثر من 2.4 مليون استشارة طبية، وإجراء أكثر من 36 ألف عملية جراحية طارئة، وعلاج نحو 86 ألف إصابة، والقيام بتطعيم ضد "شلل الأطفال" ل550 ألف طفل، كما أسهمت المنظمة في التفاوض على هدن إنسانية. وتطرق تيدروس إلى الهجمات على المرافق الصحية، مبينًا أن المنظمة تحققت خلال العام الماضي من وقوع أكثر من 1500 هجوم على الرعاية الصحية في 15 دولة ومنطقة، ما أسفر عن 932 حالة وفاة و1767 إصابة. وأضاف أن المنظمة أطلقت تقريرًا جديدًا العام الماضي يتضمن تسع توصيات لتعزيز المساءلة عن الهجمات على الرعاية الصحية، داعيًا الدول الأعضاء إلى تنفيذ هذه التوصيات لضمان حماية العاملين الصحيين والمرافق الطبية في مناطق النزاع. «الصحة العالمية» تدعو لتلبية الاحتياجات العاجلة وتشغيل المستشفيات ونقل المرضى الأوضاع كارثية قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "إن الأوضاع الإنسانية في غزة لا تزال كارثية، رغم مضي 16 يوما على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية". وعزا المرصد، في تقرير وصل" الرياض" نسخة منه، الأوضاع الكارثية لتعطيل سبل الإغاثة كافة تقريباً وعدم إدخال الاحتياجات الإنسانية الطارئة التي تمثل أولوية لأكثر من 2.3 مليون إنسان في القطاع. وذكر أنه باستثناء وقف حدة القصف والقتل الإسرائيلي اليومي بموجب الاتفاق المعلن لوقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، فإن الأوضاع الإنسانية والمعيشية بقيت كارثية دون أي تغيير وذلك في ظل واقع من التدمير الشديد للمنازل والبني التحتية بكافة أشكالها. وأكد أن قطاع غزة يشهد تدهورًا متفاقمًا في الأوضاع الإنسانية وسط واقع مأساوي يعاني منه مئات آلاف المواطنين يوميًا. ومع عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين جنوب وادي غزة بموجب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، إلى مناطق سكنهم في شمال وادي غزة، ظهرت الحاجة الماسة إلى المنازل المتنقلة والخيام للإيواء المؤقت وهي من الأصناف التي كان من المفترض البدء بإدخالها بموجب تفاهمات إطلاق النار ولكن كل ذلك لم يجر كما يجب حتى الآن، وفق المرصد. ورصد وصول ما مجموعه 9500 خيمة فقط فيما قدر الاحتياج الأولي نحو 120 ألف خيمة وهو ما يعني أن ما وصل من خيام لا يتجاوز 8 في المئة من مجموع الاحتياج الطارئ، فيما مئات الآلاف من السكان يفتقرون إلى أماكن الإقامة المؤقتة الملائمة نتيجة التدمير الواسع للمنازل والمباني خاصة في شمال قطاع غزة ورفح، وأجزاء كبيرة من مدينة غزة وخانيونس. وعلى صعيد الوقود والغاز، فيبلغ الاحتياج العاجل لدعم الخدمات الطارئة ما معدله 30 شاحنة يومياً، رصد المرصد ما معدله 14 شاحنة يومياً، وهو ما يعني أن نصف الكمية المتفق عليها لتشغيل قطاع الخدمات الأساسية تصل للقطاع. وأشار إلى أن من الاحتياجات الأساسية الأدوات الصحية تمديدات المياه والطاقة الشمسية والمواد الخاصة بترميم المنازل المتضررة، بما يسهم في مساعدة الأسر على الإقامة في منازلهم المدمرة جزئيًّا، فيما لم يرصد الأورومتوسطي إدخال أي منها. وعلى مستوى آبار المياه فلم تسمح "إسرائيل " بإدخال مواد لترميم وإصلاح الآبار التي دمر نحو 85 في المئة منها في القطاع. وتشير التقديرات في بلدية غزة وبلديات شمال قطاع غزة إلى الحاجة العاجلة لترميم وإصلاح 100 بئر في شمال وادي غزة بشكل طارئ لم يتم إصلاح أي منها حتى اللحظة. وشدد المرصد الحقوقي على ضرورة إدخال خزانات مياه وتمديدات مياه وغواطس لآبار المياه وبطاريات كهرباء ولوحات شمسية للبلديات والقطاعات الخدمية لتتمكن من توفير الاحتياجات الأساسية للسكان في مناطق الإقامة البديلة. كما أشار إلى أنه حتى الآن لم يتم إدخال معدات وآليات مناسبة لإزالة الأنقاض وانتشال جثامين الضحايا وفتح الشوارع، وإزالة المباني الآيلة للسقوط والتي تشكل خطرًا على حياة السكان. ووفق وثيقة اطلع عليها المرصد، فإن تفاهمات وقف إطلاق النار تضمنت الاتفاق على على توفير 100 من المعدات الثقيلة المتنوعة لفتح الشوارع وانتشال الجثث، بينما لم يجر سوى إدخال أربع معدات منها صغيرة الحجم لإصلاح معبر رفح والطريق المؤدي إليه. وأفاد بأنه على مستوى الأجهزة والمعدات الطبية فلم يصل إلى قطاع غزة أجهزة مهمة لاستئناف العمل في المستشفيات مثل أجهزة الرنين وتحديدا لمستشفى الشفاء الذي شهدًا تدميراً وحرقاً واسعاً لمبانيه وأجهزته من الجيش الإسرائيلي. كما لم يتم جلب جهاز رنين لمجمع ناصر الطبي في خانيونس، فيما يحتاج المستشفى الأوروبي لاستبدال جهازه المتعطل بشكل طارئ، وينطبق الأمر كذلك على أجهزة الأشعة التي تفتقد جميعا لأجهزة X Ray وأجهزة C-Arm. وشدد المرصد على أن المستشفيات بحاجة لمولدات كهربائية بعد تدمير أو حرق مولداتها خلال حرب الإبادة. وقال "إن غياب هذه العناصر الحيوية يرمز إلى تقاعس الجهات المعنية عن توفير الحماية والرعاية اللازمة للمتضررين من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدار أكثر من 15 شهرًا، مما يزيد من معاناة المدنيين ويؤخر تقديم الدعم الإنساني العاجل الذي يطالب به الشعب". وأكد ضرورة اتخاذ خطوات فورية وعاجلة من المجتمع الدولي والوسطاء في اتفاق إطلاق النار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة، وتفعيل آليات الدعم والمساعدة لضمان سلامة وكرامة مئات آلاف الأفراد المتضررين، وضرورة ضمان مراقبة صارمة وتحقيق مستقل لضمان تنفيذ الالتزامات الإنسانية والقانونية تجاه حماية المدنيين وضمان حقوقهم الأساسية. وحذر من أن استمرار التقاعس وتجاهل إدخال الاحتياجات الضرورية يزيد من معاناة المدنيين الفلسطينيين ويعمق الأزمة الإنسانية في القطاع، مما يستدعي تضامن المجتمع الدولي واتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول الدعم للمحتاجين من دون تأخير. قتل وتدمير في جنين ومخيمها يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الخامس عشر على التوالي، مخلفًا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، إلى جانب تدمير واسع في البنية التحتية ونسف وتفجير عشرات المنازل. وفي هذا السياق، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلة الشهيد نضال العامر بتفجير منزلها بالقرب من مسجد الأنصار، بينما تم هدم منزلين في عمق المخيم وسط سماع أصوات الانفجارات الناجمة عن عمليات النسف والتدمير لممتلكات المواطنين داخله. ويواصل الاحتلال إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة ومخيم جنين عبر حاجز الجلمة العسكري. كما اعتقلت قوات الاحتلال شابًا بعد احتجاز مركبته بالقرب من دوار الحثناوي وسط مدينة جنين. وصرّحت وكالة "الأونروا" بأن العدوان الإسرائيلي على مخيمي جنين وطولكرم هجّر آلاف الفلسطينيين، مشيرةً إلى أن المشاهد المروعة في الضفة الغربية تنذر بتصعيد جديد. وفيما يتعلق بعملية تفخيخ وهدم نحو 20 بناية في مخيم جنين، قالت الوكالة: "لم نتلقَّ أي تحذير مسبق بشأن الانفجارات في مخيم جنين، ولم يعد الاتصال بالسلطات الإسرائيلية مسموحًا به، فيما دُمرت أجزاء كبيرة من المخيم في تفجيرات متتالية". من جانبه، أوضح رئيس بلدية جنين، محمد جرار، أن 35-40 % من الأحياء لا تزال محرومة من المياه نتيجة عمليات التدمير، حيث خرج أهم بئر للمياه، "السعادة"، عن الخدمة منذ اليوم الأول للعدوان، مما أدى إلى انقطاع المياه عن أحياء جبل أبو ظهير، خلة الصوحة، الهدف، وادي برقين، جزء من حي الجابريات، الزهراء، البساتين، والمحطة. وأشار جرار إلى أن هذا العدوان هو الأصعب منذ اجتياح المخيم عام 2002. وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، يستمر التعليم في المدارس الحكومية والخاصة في مدينة ومخيم جنين إلكترونيًا، فيما أتاحت مديرية التربية والتعليم في المدينة للطلبة النازحين إمكانية الالتحاق بمدارس القرى والبلدات التي نزحوا إليها لحين انسحاب جيش الاحتلال. إطلاق نار عند حاجز تياسير أصيب 8 جنود إسرائيليين بينهم اثنان بحالة حرجة، صباح الثلاثاء، بعد عملية إطلاق نار عند حاجز تياسير شرق طوباس، أسفرت أيضاَ عن استشهاد منفذ العملية، مع تحليق مكثف لطائرات الاحتلال المروحية في مكان العملية. وأعلن الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة 8 جنود في عملية إطلاق النار بالأغوار الشمالية بينهم 2 بحالة حرجة جداً. ووصل المنفذ إلى الحاجز العسكري قرب تياسير، وتحصن داخل برج للمراقبة، وأطلق النار صوب الجنود واشتبك معهم، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية. وقال جيش الاحتلال في تصريح صدر عنه: "تم القضاء على منفذ عملية إطلاق النار عند حاجز التياسير شمال الضفة الغربية". وقالت "قناة كان" العبرية: "مسلح فلسطيني وصل إلى حاجز تياسير في شمال الضفة الغربية وأطلق النار باتجاه المتواجدين عند الحاجز، وردّ الجنود وقوة إضافية وصلت إلى المكان بإطلاق النار، وجرى اشتباك معه حتى اغتياله، وهناك 7 إصابات في الحادث وتم إجلاؤهم لتلقي العلاج الطبي". وقالت "القناة 14" العبرية:"عدد من المصابين حالتهم خطيرة في عملية إطلاق النار قرب حاجز تياسير شرق طوباس". الاحتلال يواصل عدوانه المرافق الصحية في غزة لا زالت تعاني نقصًا كبيرًا