دشّن صاحب السمو الملكي الأمير د. فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم، في ديوان الإمارة، هدية أهالي منطقة القصيم لأبطال الحد الجنوبي، التي تتضمن شاحنات محملة ب145 طن من التمور، و8900 كرتون مياه، والتي ستتوجه إلى ثلاث مناطق في الحد الجنوبي دعمًا وتقديرًا لتضحياتهم. وأكد أمير منطقة القصيم أن هذه الهدية تمثل عادة سنوية لأهالي المنطقة، حيث تحتفي القصيم هذا العام بالنسخة التاسعة من هذه المبادرة المباركة، التي تعكس روح الوفاء والتلاحم بين أبناء الوطن وجنوده البواسل، خاصة مع قرب دخول شهر رمضان المبارك. وأشار سموه إلى أن هذه المبادرة هي أقل ما يمكن تقديمه لجنودنا الأبطال الذين يبذلون أرواحهم دفاعًا عن الوطن وحمايةً لحدوده، معبرًا عن شكره وتقديره لجميع الجهات والأفراد المساهمين في إنجاح هذه المبادرة. وفي ختام التدشين، دعا سموه الله تعالى أن يحفظ جنودنا المرابطين، ويسدد خطاهم، ويكتب لهم النصر والتأييد، مؤكداً اعتزاز أهالي القصيم الدائم بجنود المملكة البواسل الذين يقفون حصنًا منيعًا لحماية الوطن ومقدساته. من جهة ثانية، تسلم أمير القصيم، شهادة تسجيل واحة بريدة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بصفتها أكبر واحة من صنع الإنسان، وذلك بحضور الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية د. فؤاد آل الشيخ مبارك، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالبيئة في المنطقة وهنّأ سموه القطاعات والجهات الحكومية جميعها بهذا الإنجاز البيئي العالمي، منوهًا بتسجيل واحة بريدة في موسوعة غينيس الأمر الذي يعكس دعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- وحرصها على تحقيق التنمية المستدامة، وبتميز المنطقة في الحصول على مثل هذه الاستحقاقات العالمية بفضل تضافر الجهود وتعاون الجهات المعنية. وأكد أمير منطقة القصيم أن هذا الإنجاز يجسد جهود جميع القطاعات الحكومية وتعاونها المستمر، مشيرًا إلى أن الواحة أصبحت نموذجًا للاستفادة من المياه المعالجة في تعزيز الغطاء النباتي، مما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ويجعل القصيم من أكثر المناطق إسهامًا في التشجير والاستدامة البيئية. وأشاد سموه بدعم وزير البيئة والمياه والزراعة في هذا المشروع، الذي يعكس توجه المملكة نحو زيادة المساحات الخضراء وتحقيق التوازن البيئي، وبالجهود المتكاملة بين مختلف الجهات لإنجاح هذا المشروع، لافتًا الانتباه إلى أن المنطقة مستمرة في تعزيز جهود التشجير والاستدامة البيئية، وجعل القصيم نموذجًا عالميًا في التنمية الخضراء، تحقيقًا لرؤية المملكة 2030. من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية د. فؤاد آل الشيخ مبارك، أن هذا الإنجاز يأتي ضمن مبادرات السعودية الخضراء، كاشفًا أن واحة بريدة تمتد على مساحة 19 مليون متر مربع، وتستخدم المياه المجددة من خلال شبكة ري تمتد لأكثر من ثلاثة ملايين متر، كما تضم بحيرة بيئية، مما جعلها نموذجًا عالميًا في إدارة الموارد المائية، مبيناً أن الواحة أثبتت تأثيرها الإيجابي في البيئة، حيث حصلت على أول بصمة للانبعاث الكربوني، مما يجعلها من أوائل المشاريع البيئية التي تحقق هذا الإنجاز في المملكة، كما حصلت على البصمة المائية في ترشيد استهلاك المياه، مؤكدًا السعي الدائم للحفاظ على هذا الإنجاز وتعزيزه. وأكد المشرف على مركز الأمير فيصل بن مشعل لإكثار النباتات البيئية د. عبدالرحمن الصقير من جانبه، أن واحة بريدة تمثل إنجازًا وطنيًا يعزز مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، مشيرًا إلى أن منطقة القصيم رائدة في المبادرات البيئية التي تحقق الاستدامة والتنمية الخضراء. بدوره، أفاد المدير الوطني لمكون الإدارة المستدامة بمنظمة الفاو د. سامي البرية، أن واحة بريدة حققت أربعة من مستهدفات التنمية المستدامة، وهي: المياه النظيفة والمتجددة، والنمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، والتنوع البيئي ودعم الاقتصاد الوطني، مما يعكس نجاح الجهود المبذولة في تعزيز الاستدامة البيئية. وأكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالقصيم المهندس سلمان الصوينع أن واحة بريدة أصبحت إحدى أبرز المشاريع البيئية والسياحية في المملكة، حيث تم تخصيص 200 موقع للمنتزهات الطبيعية، مما يسهم في تعزيز السياحة البيئية ورفع جودة الحياة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع جاء بتوجيه من أمير المنطقة، الذي حرص على جعل الواحة معلمًا بيئيًا وسياحيًا فريدًا. من جهة أخرى، كرّم الأمير د. فيصل بن مشعل بمقر الإمارة المشاركين في ملتقى اليوم السعودي العالمي للتطوع، الذي شهد مشاركة من 250 متطوعًا وأشاد سموه بجهود ومخرجات الملتقى، مثمنًا الدور البارز للجهات المشاركة والمتطوعين في تعزيز ثقافة العمل التطوعي، والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الشراكة بين القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية لدعم المبادرات التطوعية، مبينًا أن التطوع يُعد ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومساهم في التنمية المستدامة. وأكد أهمية إيجاد بيئة تحفيزية للمتطوعين والمتطوعات تضمن استمرارية جهودهم وتعزز من روح التميز والإبداع في العمل التطوعي، داعيًا إلى إطلاق مبادرات نوعية تبرز إنجازات المتطوعين وتكرّم المتميزين منهم، مما ينعكس إيجابيًا على رفع كفاءة العمل التطوعي وتوسيع أثره في المجتمع، وضرورة تمكين المتطوعين من خلال برامج تدريبية متخصصة، تمنحهم الأدوات والمعرفة اللازمة لأداء دورهم بفعالية، لافتًا الانتباه إلى أن تكريم المتميزين وتحفيزهم هو استثمار في مستقبل العمل التطوعي، ويسهم في استدامته وتطويره وفق أعلى المعايير. وفي ختام الحفل، كرّم سموه الجهات المساهمة في إنجاح برامج التطوع، مبديًا حرص إمارة المنطقة على تمكين العمل التطوعي وتنمية أثره في المجتمع، وجعل منطقة القصيم نموذجًا رائدًا في العمل التطوعي المؤسسي والمستدام. الأمير فيصل بن مشعل مدشناً هدية أهالي القصيم لأبطال الحد الجنوبي