حسناً انتهت الدورة الثانية من مهرجان الرياض للمسرح والتي نظمته هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة أواخر العام الماضي، وفاز من فاز بجوائز المهرجان، لكن هل تحققت الأهداف من إقامة المهرجان؟ أعتقد لن تتحقق إلا إذا عملت الفرق المسرحية، على تواصل عملها وعلى العروض التي قدمتها، أو اشتغلت على نصوص وعروض جديدة مستدامة كل فرقة في منطقتها، وإن وجدت فرصة للانتقال إلى مدن ومحافظات أخرى فهي التي تعطي فرصاً جديدة، إن ديمومة العمل هي التي تصنع تطوراً وتشكل نمواً في الموهبة وفرصاً جديدة للمشتغلين الجدد في شتى فروع العمل المسرحي، كما توفر تدريباً عملياً لكل مبتدئ في العمل الدرامي المسرحي، ومع استمرار الترخيص للفرق من قبل هيئة المسرح والفنون الأدائية، ستتوسع قاعدة التنافسية مما يشكل ثراءً فنياً يحتاجه المشهد المسرحي السعودي، وفي ذات الوقت نتصور أن من حق الجمهور أن يرى نفسه على خشبة المسرح في قضاياه وأحلامه وآلامه وحتى حكاياته اليومية، وكي يأتي الجمهور للمسرح لابد من دخول المسرح الاجتماعي على الخط بقوة، مع تقديرنا للخط النخبوي المفعم بالنهج التجريبي والعبثي والمسرح الفقير الذي له رواده ومحبوه، وله مساره في المسرح السعودي وغيره دون أن يكون له جمهور عريض بعكس المسرح الاجتماعي صاحب الجماهيرية العريضة، في مهرجان الرياض للمسرح بدورته الثانية وحتى الأولى شرفنا الإخوة العرب في هذه المناسبة، فالرياض بيت العرب الكبير دائماً تفتح يديها لكل زائر ومحب للمسرح، شاركنا خبراء مسرحيون في لجنة الفرز ولجنة التحكيم، كما ضمت الفرق ممثلين وفنيين ومخرجين وكلهم خليجيون وعرب أحبونا وأحببناهم، وفي هذا ثراء وخبرة للمسرح السعودي، فإلى جانب النصوص المسرحية السعودية وجدت النصوص العربية والخليجية، جرى الشغل عليها بإعادة الكتابة وتغيير التسمية، ولكن القصة الأساسية مازالت كما هي، كنوع من المثاقفة المسرحية والاحتكاك مع من سبقنا في التجربة، وهذا يدل على وعي وفكر متقدم، بمعنى أن قطار مسرحنا يسير في الاتجاه الصحيح، وقد عرفنا في المسرح المدرسي والمسرح الجامعي أساتذة فضلاء عملوا معنا بكل جد واجتهاد لسنوات عدة، فأفادونا بعلمهم وخبراتهم، على المستوى الفكري والثقافي وفي تبيان الرؤى المسرحية المختلفة واندمجنا مع بعضنا، لأن المسرح تجربة شغل متواصل بداية من القراءة الأولى للنص وحتى آخر يوم للعرض، كما استقبلت الرياض مسرحيات في موسم الرياض من خلال هيئة الترفيه من بعض البلدان العربية مثل مصر والكويت وغيرها، وهذا يعني معرفة أشمل وعلاقات أوسع مع محيطنا المسرحي الخليجي والعربي، وليكون المواطن السعودي منفتحاً وعلى دراية بما يجري حوله مسرحياً، وحتى يجمعنا لقاء في الدورة الثالثة من مهرجان الرياض للمسرح، دعواتنا لمسرحنا السعودي بالنماء والتطور والمستقبل الأفضل.