بمناسبة «اليوم الوطني 93»، نعود بالذاكرة قليلاً صوب المسرح السعودي ونشأته، ففي عام 1973م تم إنشاء الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالرياض، وقدمت أول عروضها المسرحية عام «1975»، وهي مسرحية «آخر المشوار»، ثم أصبح للجمعية فروع متعددة في مختلف مدن ومناطق المملكة، وكان من أبرز الأنشطة التي تعنى بها هو المسرح، فشكلت اللجان المسرحية في هذه الفروع وأصبحت تقوم بمهام النشاط المسرحي بالمملكة من إقامة العروض والدورات والندوات المسرحية، كذلك تمثيل المملكة العربية السعودية في مجال المسرح في مختلف المهرجانات والملتقيات العربية والإقليمية، ومن أبرز المسرحيات الاجتماعية الجماهيرية التي قدمها مسرح الجمعية بمختلف الفروع «قطار الحظ، تحت الكراسي، المقاول، الدراهم مراهم، ثلاثي النكد، المهابيل، مع الخيل يا عربان، يارايح الوادي، حكاية ما جرى.. وغيرها»، ولأجل المسرح تم تنظيم العديد من المهرجانات والملتقيات المسرحية التي أسهمت مساهمة قيمة في تنشيط الحركة المسرحية، مثال المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، مهرجان أبها المسرحي، مهرجان المسرح السعودي والذي انطلق عام 1988م، مهرجان الدمام المسرحي للعروض المسرحية القصيرة، مهرجان أمانة مدينة الرياض المسرحي وهو مهرجان مسرحي ذو طابع ترويحي يقام بمناسبة الاحتفالات بعيد الفطر المبارك وتقدم خلاله العروض المسرحية الاجتماعية ذات طابع كوميدي، مهرجان الأحساء المسرحي للشباب، كذلك من المهرجانات المسرحية المحلية، ملتقى عنيزة المسرحي الذي ينظمه مركز صالح بن صالح الاجتماعي بالتعاون مع فرع جمعية المسرحيين السعوديين بعنيزة، وقد انطلق عام «1431ه»، ملتقى النص المسرحي الذي نظمته جمعية المسرحيين السعوديين بالرياض، وانطلقت الدورة الأولى منه عام «1431ه»، مهرجان مسرح الطفل ضمن فعاليات جناح وزارة التعليم بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة، مهرجان الفرق المسرحية الأهلية الذي نظمته جمعية المسرحيين السعوديين وأقيمت دورته الأولى، مهرجان الفرق المسرحية التابعة لرعاية الشباب أقيمت دورته الأولى عام «1434ه»، كما شارك المسرح السعودي في مختلف المهرجانات المسرحية العربية والإقليمية والدولية، وقد حصل المسرحيون السعوديون على العديد من الجوائز واعتلوا منصات التكريم في أكثر من مناسبة ومهرجان تقديراً لجهودهم وإبداعاتهم المسرحية، واليوم نؤكد على أن استراتيجية المسرح التي أطلقتها هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، تعتبر صفحة تاريخية جديدة وخطوة عملية أولى نحو تأسيس منظومة مسرحية جديدة متكاملة تدعم الإنتاج المسرحي بجودة أعلى، وسوف توفر للمسرحيين فرصاً أكبر لممارسة النشاط المسرحي بمعايير فنية عالية، كما توفر للمهتمين بالمسرح أعمالاً مسرحية نوعيّة تعكس ثراء الثقافة السعودية وتنوّع مساراتها الجمالية.